هادي يعتبر «الحزم» و«الأمل» إنقاذاً لليمن من إيران وأدواتها

ولد الشيخ يحقق اختراقاً في صفوف الميليشيات بانطلاق مشاورات عُمان

ولد الشيخ خلال مؤتمر صحافي في صنعاء. رويترز

نجح المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في تحقيق اختراق بسيط للمواقف الرافضة التي أبدتها ميليشيات الحوثي حول خارطة الطريق، التي قدمها أخيراً للحل في اليمن، فيما قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إنه رفض خارطة ولد الشيخ، لأنها تحافظ على بقاء الميليشيات، مشيداً بعمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» العسكريتين لإنقاذ اليمن واليمنيين من إيران وأدواتها.

وفي التفاصيل، كشفت مصادر مقربة من مكتب ولد الشيخ، في صنعاء لـ«الإمارات اليوم»، عن معلومات تفيد بأن المبعوث الدولي الذي غادر صنعاء أمس، نجح في إقناع وفد الحوثيين بالانتقال إلى العاصمة العُمانية مسقط، لعقد لقاءات أحادية، بعيداً عن وفد حزب المؤتمر (جناح المخلوع صالح)، مع دبلوماسيين أميركيين ووفد من إيران حليفهم الرئيس بالمنطقة، قبل وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى عُمان للاشتراك في المشاورات، حيث من المتوقع أن يقنع وفد واشنطن وطهران الحوثيين بالموافقة المبدئية على خارطة الطريق الأخيرة، والعودة إلى طاولة الحوار لمناقشة بنودها المختلفة.

هادي يثمّن دور الإمارات ودول التحالف العربي كافة على كل جهودها في الدفاع عن اليمن، الذي لا يمكن لدول التحالف أن تقبل بأن يسلّم لإيران.

وأشارت المصادر إلى أن ولد الشيخ استمر، خلال فترة تمديد إقامته بصنعاء حتى أمس، في الحوار والتشاور مع وفد حزب المخلوع صالح، لإقناعه بالذهاب إلى الحوار واللحاق بوفد الحوثيين، الذين بدوا منقسمين بشكل كبير حول قضايا محلية عدة، منها تشكيل الحكومة، الأزمة المالية، قيادة الحرس الجمهوري، صلاحيات ما يسمى بـ«المجلس السياسي». وكان وفد الميليشيات الحوثية برئاسة محمد عبدالسلام، غادر صنعاء على متن طائرة عُمانية مع عدد من جرحى الميليشيات الحوثية، فيما رفضوا نقل جرحى من حزب المؤتمر، من الذين أصيبوا في حادثة صالة العزاء في صنعاء، ومن دون أي ممثل عن حزب المخلوع صالح، في مؤشر إلى انقسام عميق بين طرفي الانقلاب حول القضايا المحلية، فضلاً عن تراتبية القرار التفاوضي الذي يهيمن عليه الحوثيون منذ اندلاع الحرب في مارس العام الماضي. وكان الموفد الدولي إلى اليمن فشل خلال الأيام القليلة الماضية في إحراز أي تقدم مهم في إقناع طرفي الانقلاب في صنعاء بمضمون الخطة الأممية للسلام المدعومة من المجتمع الدولي، لكنه ينتظر نتائج مشاورات مسقط في هذا الصدد، فيما يواصل ولد الشيخ مشاوراته في العاصمة السعودية الرياض، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس هادي، وحكومته لمناقشة تفاصيل خارطة السلام الأممية الأخيرة للحل في اليمن.

في المقابل، قال هادي، خلال اللقاء الوطني الموسع الذي عقد في الرياض، أمس، «رفضنا خارطة ولد الشيخ، لأنها تحافظ على بقاء الميليشيات واحتفاظها بالسلاح والمؤسسات، ولا تلبي طموحات الشعب اليمني في إحلال السلام الدائم والشامل القائم على إنهاء الانقلاب واستئناف المسار السياسي بمناقشة مسودة الدستور ثم إجراء الانتخابات»، مؤكداً أن انقلاب ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية هو انقلاب على نضال الحراك الجنوبي السلمي، والثورة الشبابية السلمية، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور، التي عكست مخرجات الحوار.

وأضاف أن الشرعية رفضت خارطة ولد الشيخ، لأنها «انطلقت من منطلقات خاطئة، فكان مضمونها ونتائجها خاطئة ومنحرفة، كونها نسيت أو تناست جذر المشكلة وأساسها، وهو الانقلاب وما ترتب عليه، ولكونها تتعارض تماماً مع المرجعيات التي أجمع عليها شعبنا اليمني، وتجاوزت استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ولأنها تكافئ الانقلاب والانقلابيين».

وأعرب هادي، عن شكر وتقدير الشعب اليمني لدول التحالف العربي، مشيراً إلى أنه «لولا تدخلها بـ(عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) لإنقاذ اليمن واليمنيين من إيران وأدواتها، التي تفاخر بالأمس فيها نائب قائد الحرس الثوري، بأن حدودهم وصلت حتى البحر الأحمر، هم لا يرون باليمن إلا بوابة العبور للجزيرة العربية والأراضي الطاهرة، التي كادت تصلها صواريخهم الإيرانية الملوثة بدماء شعوبنا العربية». كما ثمّن هادي دور الإمارات ودول التحالف العربي كافة، على كل جهودها في الدفاع عن اليمن، الذي لا يمكن لدول التحالف أن تقبل بأن يسلّم لإيران تحت لافتات السلام وخرائط الأوهام.

تويتر