«الشرعية» تقترب من أرحب وتبـدأ قصف «قاعدة الصمع» المطلة على مطار صنعاء
اقتربت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة من مديرية أرحب، في سياق التقدم العسكري الذي تحققه في الفترة الأخيرة في جبهات نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، كما واصلت تقدمها نحو قاعدة الصمع العسكرية المطلة مباشرة على مطار صنعاء الدولي، فيما تشهد الجبهات الأخرى مواجهات عنيفة مع الميليشيات، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي.
وفي التفاصيل، أكد القيادي في جبهة نهم الشيخ محمد حيدر، لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة «المديد» مركز مديرية نهم، بعد تطهير مناطق سد الجرجور، وقرية وسد العقران، وسط حالة فرار واسعة لعناصر الميليشيات من المنطقة، مشيراً إلى أن التقدم نحو مركز المديرية يتم عبر محاور عدة، وأن الاشتباكات تدور حالياً في جبل الخينة المطل على المجمع الحكومي للمديرية.
كما أكد حيدر قيام الجيش والمقاومة بقصف مواقع الميليشيات في قاعدة الصمع العسكرية في منطقة أرحب المطلة مباشرة على مطار صنعاء الدولي، في خطوة وصفها بالاستراتيجية والنوعية للشرعية التي تقترب بشكل كبير من نقيل ابن غيلان الاستراتيجي.
وأشار إلى أن الجيش والمقاومة، بمساندة مقاتلات التحالف، يتقدمان بسرعة كبيرة في جبهات نهم المختلفة، وباتت مناطق محلي ومسورة وبني بارق بحكم المسيطر عليها، بعد قطع طرق الإمداد عنها القادمة من صنعاء، لافتاً إلى أن عناصر الميليشيات تفر من مواقعها بشكل جماعي، وتعرض أسلحتها لأهالي المناطق على تخوم صنعاء مقابل نقلهم إلى المدينة.
من جانبها، قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في تخوم مديرية أرحب ونقيل ابن غيلان، مستهدفة تجمعاً لهم في قرية شراع في أرحب، وتعزيزات عسكرية تابعة للميليشيات قرب النقيل كانت في طريقها إلى منطقة نهم، تمكنت فيها من تدمير ثماني عربات عسكرية كانت تحمل أسلحة وذخائر، ومصرع وجرح جميع العناصر الذين كانوا على متنها.
وكانت قوات الجيش تقدمت في منطقة وادي حريب في نهم، قادمة من جبهة صرواح الشرقية بمأرب، وسط تأكيدات من قيادة المقاومة في جبهات مأرب وشبوة بأن جبهات القتال في صنعاء ومأرب والجوف، تشهد انتصارات وتقدماً مستمراً، وسط تراجع الميليشيات التي فشلت منذ أشهر في استعادة أي موقع خسرته سابقاً.
وأكدت مصادر متعددة في الجيش والمقاومة أن معركة الحسم العسكري لم تبدأ بعد، وأن ما تشهده جبهات القتال من تقدم وانتصارات للشرعية هي مرحلة «جس نبض»، واستغلال للحالة النفسية، والانهيار الحاصل في صفوف الميليشيات، التي تفر من مواقعها على وقع ضربات الشرعية والتحالف.
وقال قائد كتيبة الحزم في الجيش، المقدم أحمد صالح العقيلي، في محور الساق بمديرية بيحان في شبوة لـ«الإمارات اليوم»، إن معارك الحسم في جبهات القتال المختلفة في اليمن لم تبدأ بعد، وأن ساعة الصفر المحددة لها لم يتم إعلانها أو إعطاء الأمر بالتقدم والزحف على مواقع الميليشيات، وإنهاء الانقلاب بشكل تام.
وأضاف «ستكون هناك عمليات عسكرية موحدة في جميع الجبهات من قبل الجيش الوطني والمقاومة، بالتنسيق مع التحالف العربي، وبدعم مباشر من قبائل عدة في مناطق التماس في جبهات الشمال والوسط والجنوب».
وأكد العقيلي أن جبهات الساق في مديرية بيحان في شبوة تشهد مواجهات متواصلة مع الميليشيات، في إطار عمليات الصد والكر والفر بين الجانبين، مشيراً إلى تدمير عربة عسكرية، ومقتل من كانوا على متنها في الساق، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في عسيلان وبيحان، مستهدفة التعزيزات المتحركة لهم نحو مناطق التماس في المديريتين.
كما أكد قرب معركة الحسم في مختلف الجبهات، والتي قال إن الإعداد والتدريب والتسليح لها قد تم منذ فترة، وإن قيادات الجبهات تنتظر إعلان ساعة الصفر لبدء الزحف لتحرير اليمن بشكل كامل من الميليشيات في توقيت واحد، مشيراً إلى أن معركة تحرير العاصمة والمدن الأخرى اقتربت.
وفي الجوف، شهدت مديرية المتون انشقاق قيادات حوثية وانضمامها لصفوف الشرعية، ومنهم محمد محمد يوسف الاهنومي، صهر سام الملاحي، محافظ الجوف المعين من قبل الحوثيين، حيث انضم الأهنومي للشرعية مع أنصاره.
وفي تعز، أكد القيادي في الجبهة الغربية للمدينة، محمد مهيوب، لـ«الإمارات اليوم»، أن جبهات المدينة تشهد اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً في مختلف الجبهات، مشيراً إلى اشتعال المعارك ليلاً، فيما تشهد فترة النهار هدوءاً نسبياً، وأن الميليشيات تقوم بمحاولات عدة للتسلل نحو مواقعهم في جبهات المدينة، لكنها تفشل في تحقيق أي اختراق أو تقدم، نتيجة صمود قوات الجيش والتصدي لها.
وفي الجبهة الشرقية للمدينة، تواصل قوات الجيش محاصرتها لمعسكر التشريفات بالقرب من القصر الجمهوري، كما تواصل فرض سيطرتها النارية على المعسكر من الاتجاهين الجنوبي الشرقي، وفقاً لمهيوب الذي أكد مصرع 7 من الميليشيات وإصابة اثنين، بعد محاولاتهم كسر الحصار عن المعسكر والخروج بطقم عسكري منه تم تدميره من قبل الجيش.
وكانت الاشتباكات استمرت في محيط قرية المديهين، وموقع المكلكل العسكري شرق المدينة. وفي وقت تصدت قوات الجيش لهجوم ومحاولة تقدم للميليشيات هي الثالثة في غضون يومين على تلك المناطق، شنت قوات الجيش هجوماً معاكساً، وتقدمت نحو منطقة أبعر في أطراف المكلكل الشرقي.
وواصلت الميليشيات المتمركزة في جبل العلاء، ومطار تعز الدولي، ومنطقة الجند شرق المدينة، قصف الأحياء السكنية لشرق المدينة، حيث الجحملية وثعبات والكمب بقذائف الهاوزر، لفك الحصار عن التشريفات، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات في الخمسين شمال المدينة.
وفي لحج، تواصلت المواجهات بين قوات الجيش من جهة، والميليشيات من جهة أخرى في جبهة المحاولة الواقعة بين مديريتي المضاربة بلحج والوازعية جنوب غرب تعز، وفي جبهة كرش في الجهة الشمالية للمحافظة، التي تحاول الميليشيات تحقيق اختراق على الأرض لتسويقه إعلامياً، بعد تلقيها خسائر وهزائم في جبهات نهم ومدينة تعز والبيضاء.
وفي حضرموت، نجا مدير عام مديرية شبام فرج ناجي بن طالب من محاولة اغتيال نفذها مسلحان مجهولان أطلقا النار على سيارته، ما أسفر عن مقتل اثنين من مرافقيه، أحدهما شقيقه.
وفي البيضاء، تواصل الميليشيات حصارها على منطقة عبل الشواهر في مديرية ولد الربيع بمنطقة قيفة رداع، وتمنع إدخال المواد الغذائية، وخروج الأهالي لممارسة أنشطتهم اليومية في الزراعة والتجارة والأعمال اليدوية الأخرى، كما يتم منع إسعاف المرضى. وأشار مصدر محلي في المنطقة إلى أن الحصار يأتي انتقاماً من أهالي المنطقة، التي كبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، الأمر الذي دفع الميليشيات إلى قتل 15 مواطناً، بينهم أربعة أطفال وامرأة حامل، نتيجة قصفها العشوائي على القرية، فيما أصيب 32 آخرون. وذكر المصدر أن الميليشيات اختطفت ستة من أبناء المنطقة إلى جهة مجهولة، فيما تم تدمير 18 منزلاً، نتيجة القصف العشوائي، وتحول سكانها إلى نازحين.
من جهة ثانية، لقي أحد عناصر الميليشيات مصرعه، وأصيب آخر في كمين مسلح للمقاومة، استهدف عربة عسكرية تابعة لها في منطقة جميمة شاردة في مديرية الصومعة.