المخلافي: تحريك العملية العسكرية من أجل إعادة إحياء المسار السياسي المجمد
قال وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، إن «تحريك العملية العسكرية أمر حتمي من أجل إعادة إحياء المسار السياسي» المجمد، رغم مبادرات السلام التي أطلقتها الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فيما تمكنت قوات الجيش من تحرير معسكر العمري، بمساندة التحالف العربي، التي قصفت بوارجها مواقع الميليشيات في المخاء.
وفي التفاصيل، رأى المخلافي أن «الإدارة الأميركية معطلة ومشغولة بعملية انتقال السلطة، والحوثيون أساساً لا يقبلون بمنطق الحوار إلا إذا تغير الوضع العسكري في الميدان». وأقر بوجود «تعدد في الرؤى» داخل معسكر الشرعية، سببه «حالة الإحباط جراء ركود العملية السياسية والعسكرية»، لكنه يعتبر أن هذا التعدد «يمكن تجاوزه مع تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية».
ميدانياً، استعاد مقاتلو الجيش والمقاومة اليمنية، مسنودين بطيران التحالف، أمس، معسكر العمري، وتمكنوا من دحر الميليشيات الانقلابية، شرق مديرية ذو باب وتبة النمر في محافظة تعز.
وقال قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء فضل حسن، إن «قوات الجيش تمكنت من تحرير معسكر العمري بالكامل، بمشاركة طيران التحالف العربي، وسط اندحار الميليشيات الانقلابية».
وأضاف اللواء حسن أن «أبطال الجيش يواصلون زحفهم نحو منطقة الجديد الواقعة بعد معسكر العمري، وأن المعارك على أشدها»، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية حتى تحرير كامل الساحل الغربي من قبضة الميليشيات الانقلابية.
وكان مصدر عسكري في قيادة محور تعز، ذكر أن البوارج الحربية التابعة للتحالف العربي، قصفت أمس، مواقع الميليشيات الانقلابية في ميناء المخاء، وأسفرت عن تدمير معدات عسكرية ثقيلة، ومقتل العشرات من الميليشيات.
وأوضح أن العملية العسكرية للجيش في غرب تعز، كبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فيما فر العشرات منهم إلى منطقة المخاء، بعد تضييق الجيش عليهم.
ولفت إلى أن الساحل الغربي لتعز، يضم أكبر المديريات التي تشكل ثلث المساحة الجغرافية من المحافظة، وهي مديرية ذو باب، ومديرية الوازعية، ومديرية موزع، مشيراً إلى أن قوات الجيش استكملت تحرير جبال كهبوب غرب تعز، ودارت معارك عنيفة في مفرق الوازعية والبرح، مع تقدم قوات الجيش نحو تحرير المديرية بالكامل.
600لغم أرضي نزعتها فرق نزع الألغام التابعة للجيش اليمني من مناطق بيحان المحررة في شبوة. |
وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقة يختل، والطريق المؤدي إلى المخاء غرب تعز، فيما دمرت غارة دبابة وطقماً، وتم قتل من كانوا على متنها بمفرق موزع.
ونفذت وحدات من الجيش هجوماً واسعاً، بمساندة مقاتلات التحالف العربي على مواقع تمركز الميليشيات في جبهات الوازعية ومقبنة غرب محافظة تعز، وتم تحرير تلتي عبدالقوي، بمنطقة الأخلود، بجبهة مقبنة.
وكشفت مصادر عسكرية مقربة من الشرعية عن استعدادات ضخمة للجيش، بمساندة التحالف، للقيام بعمليات انزال بحري واسعة على الشريط الساحلي الممتدة من المخاء في تعز إلى ميناء الصليف في الحديدة.
من جانبه، أكد قائد جبهة كهبوب القريبة من ذو باب وباب المندب، العقيد الركن جلال القاضي، لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف، أعادت توزيع الجبهات وانتقلت إلى خطط عسكرية أخرى كي تفشل حسابات الميليشيات، بعد العملية الناجحة في منطقة الساحل الغربي والسيطرة على ذو باب، مشيراً إلى أن التقدم باتجاه المخاء يجري عبر محورين رئيسيين، الأول من ذو باب والوازعية من جهة الساحل، والثاني من المناطق المتاخمة للساحل في الوازعية والبرح وجبل حبشي ومقبنة.
وقال إنه تمت إعادة توزيع القوات وتقسيمها إلى ثلاث جبهات رئيسة، الأولى في ذو باب، والثانية في الوازعية، والثالثة في كهبوب، الأمر الذي شتت جهود الميليشيات على طول تلك الجبهات، ومكّن الشرعية من التقدم بشكل كبير، وتحقيق انتصارات نوعية أسفرت عن سقوط المناطق الواقعة بين تلك الجبهات.
وكانت مصادر ميدانية في ذو باب أكدت تمكن قوات الجيش بمساندة طيران الأباتشي التابع لقوات التحالف من تطبيق الخطط العسكرية المرسومة لتحرير معسكر العمري من خلال الالتفاف على العناصر الانقلابية، باستحداث طريق جديدة بالوصول إلى قلب المعسكر، بعيداً عن عشرات الآلاف من الألغام التي زرعت لإعاقة التقدم. وذكرت المصادر أن قوات الجيش نجحت في تنفيذ الخطة، وتمكنت من توجيه ضربة قاصمة للميليشيات، التي كانت تتحصن وراء كمية كبيرة من الألغام التي زرعتها في محيط المعسكر، وتم الوصول إلى قلب معسكر العمري بعد معارك نوعية خاضتها تلك القوات، ما أسفر عن فرار عناصر الميليشيات باتجاه الصحراء، مخلفة وراءها عدداً من الجثث والجرحى، فيما تم أسر عدد كبير منهم.
وكانت قوات الشرعية تمكنت من تطهير جبال جرداد الشَرِقْ في بني عمر، وقرن غراب وقرون الشامي، على محيط الوازعية في جنوب غرب تعز، كما تمكنت من قصف مواقع الميليشيات في منطقتي خوار ووادي رين في الوازعية، أسفرت عن تدمير عربتين عسكريتين، كما استهدفت موقعاً عسكرياً للميليشيات في جبل راسان بالوازعية أيضاً.
إلى ذلك، لقي 17 عنصراً من الميليشيات مصرعهم في غارة جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت تجمعاً لهم في مزارع الخضراء جنوب شرق ميدي، بينهم ثلاثة خبراء اتصالات من الحرس الجمهوري، واثنان آخران من الميليشيات، فيما جُرح سبعة آخرون.
ولقي 12 من عناصر الميليشيات مصرعهم بقصف مدفعي لقوات الجيش والقوات السعودية على مواقعهم في حرض، كما وصلت ثلاث جثث لعناصر حوثية قادمة من الحدود السعودية إلى مستشفى عبس بحجة.
وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية ميدانية في قوات الشرعية وصول تعزيزات عسكرية نوعية إلى جبهات البقع وعلب قادمة من الأراضي السعودية، بينها قوات نخبة، لبدء مرحلة جديدة من تحرير صعدة هدفها معقل زعيم الميليشيات في مران بمديرية حيدان.
وفي جبهات نهم شمال شرق صنعاء، تمكنت قوات الجيش، بمساندة المقاومة ومقاتلات التحالف، من فرض سيطرتها النارية على منطقة مديد مركز مديرية نهم، وبدأت باستهداف أطراف مديرية أرحب من جهة المفرق في ميسرة الجيش.
وفي شبوة، قال مصدر عسكري في مديرية بيحان في شبوة، إن فرق نزع الألغام التابعة للقوات الحكومية، انتزعت نحو 600 لغم أرضي من المناطق التي سيطرت عليها خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي البيضاء، قتل القيادي في تنظيم «القاعدة» عبدالغني الرصاص، في غارة لطائرة من دون طيار في مديرية مسورة شرق محافظة البيضاء.