الجيش اليمني يستعيد موقعين جبليين بتعز
استعادت قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، موقعين جبليين جديدين، بمحافظة تعز، في حين واصلت قوات الجيش، بمساندة التحالف، عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لليمن، بينما تداعت قوى شعبية وشبابية في العاصمة اليمنية صنعاء للتظاهر والاعتصام في ساحات وشوارع المدينة، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية.
وفي التفاصيل، ذكر المركز الإعلامي لقيادة محور تعز العسكري، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على تلتي الخضر والخزان في منطقة الأحكوم الواقعة بالجهة الجنوبية من المحافظة الأكثر سكاناً باليمن.
وأوضح المركز أن عملية السيطرة جاءت بعد هجوم شنته قوات الجيش والمقاومة على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح. وأضاف مركز الجيش اليمني أن «ثلاثة من الحوثيين وقوات صالح قتلوا، مع جرح أربعة آخرين في إحصائية أولية جراء هذه المواجهات».
وزير مالية الحوثيين أعلن إفلاس خزينة وزارته في صنعاء، مؤكداً أن الوزارة لا تملك عملة نقدية لصرف الرواتب. |
وأكدت مصادر ميدانية في منطقة المخاء على الساحل الغربي لتعز، تمكن قوات الجيش بدعم قوات التحالف العربي، من تطويق منطقة يختل تمهيداً لتحريرها، مع استمرار الغارات على مواقع الميليشيات الانقلابية في المنطقة التي تعد من أكبر مناطق المخاء وأجملها لاحتوائها على منتجعات سياحية، استغلتها الميليشيات للتمركز فيها بعد فرارها من المخاء.
وتبعد يختل 10 كيلومترات عن المخاء باتجاه الشمال على طريق معسكر الزهاري والخوخة، ومنها نحو الحديدة، وتعد البوابة الشمالية للمحافظة الساحلية الأكثر أهمية الحديدة.
وكانت الفرق الهندسية التابعة للجيش أعلنت انتهاء عملية نزع الألغام وتطهير المدينة منها، تمهيداً لبدء عودة سكان المدينة إليها، وأعلنت مناطق محطة الكهرباء والمدينة السكنية، والخبت، مناطق آمنة بالكامل.
من جهة أخرى، انتقدت قيادات عسكرية في الجيش استمرار الميليشيات في الزج بالأطفال إلى جبهات القتال، مشيرة إلى أن جبهة المخاء شهدت مقتل عشرات الأطفال المسلحين من المغرر بهم من قبل الميليشيات، فيما تم أسر العديد منهم.
وأشارت إلى أن عناصر الميليشيات الذين تم التعامل معهم في المخاء ليس لديهم أي خبرة قتالية، وتم الزج بهم في المعارك وحرمانهم من الغذاء والتموين وجعلهم وقوداً وقرباناً لقيادات الميليشيات، مناشدة المنظمات الدولية العمل على كشف جرائم تلك الميليشيات بحق الطفولة والإنسانية جراء تلك الأساليب، التي وصفوها بالهمجية في تجنيد الأطفال والمدنيين.
وفي مدينة تعز، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات على منطقة أبعر في مديرية صالة شرق المدينة، وكبدتهم سبعة قتلى وعدداً من الجرحى.
وفي إب، أكدت مصادر محلية إصابة قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) الموالية للانقلابيين، العميد أحمد الجمرة، ومدير البحث الجنائي، العقيد محمود الأسد، في كمين نصبته المقاومة لهم على طريق صالة – إب.
وأشارت المصادر إلى أن الانفجار الذي استهدف القيادات الحوثية نتج عنه إصابة سبعة من المرافقين أيضاً معظم إصاباتهم خطرة، فيما شهدت المنطقة توتراً أمنياً كبيراً، وتبادلاً لإطلاق النار بين عناصر المقاومة والميليشيات عقب العملية.
وفي حجة، تمكنت قوات الجيش في جبهة ميدي من السيطرة على تبة الرمضة في غرب المدينة، بعد تبادل القصف المدفعي والمعارك مع الميليشيات التي تلقت ضربات موجعة من طيران التحالف العربي في منطقة مجمع النخيل، وفقاً لمصادر ميدانية.
كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في القرب من ميناء الحديدة، وأخرى في منطقة الصليف، كما قصفت مواقعهم في منطقة آل قراد بمديرية باقم، ومناطق متفرقة في مديرية رازح بمحافظة صعدة.
واستهدفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في المخدرة وصرواح في محافظة مأرب، التي شهدت مواجهات مسلحة عنيفة ضد الميليشيات في المخدرة، ما أسفر عن تدمير مدرعة وإحراق عربة عسكرية للميليشيات ومصرع وإصابة من كانوا على متنها.
من ناحية أخرى، تداعت قوى شبابية عدة في العاصمة اليمنية صنعاء، وأعلنت بدء الثورة الحقيقية ضد الوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة بشكل خاص واليمن بشكل عام نتيجة الانقلاب على الشرعية من قبل الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح.
وأعلن عدد من الشباب والمنظمات الشبابية نزولهم إلى شوارع المدينة والاعتصام فيها من دون تحديد موعد محدد لها، خوفاً من تعرضهم للقمع في بداية التظاهر والاعتصام من قبل الميليشيات، وقال عدد من الشباب على مواقع التواصل إن أسباب الثورة الحقيقية باتت مكتملة الأركان، وبات الوضع يدعو إلى النزول إلى شوارع العاصمة والاعتصام فيها للمطالبة برحيل الانقلابيين والمطالبة بعودة الشرعية.
ويعيش سكان العاصمة حالة من الغليان الشعبي غير المسبوق، نتيجة الواقع الاقتصادي والمعيشي، الذي وصل ذروته منذ انقلاب ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على الشرعية نهاية عام 2014، واستمرارها في نهب المال العام وإيقاف الرواتب وسحب العملات الصعبة من الأسواق وقمع المتظاهرين بالقوة واعتقال العشرات من سكان المدينة الرافضين لها، الأمر الذي جعل المدينة تعيش على صفيح ساخن نتيجة تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار بشكل كبير، نتيجة تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، والذي وصل إلى 377 ريالاً مقابل الدولار الواحد لأول مرة في تاريخه.
وكان وزير مالية الحوثيين، صالح شعبان، أعلن إفلاس خزينة وزارته في صنعاء، مؤكداً أن الوزارة التي يقودها لا تملك عملة نقدية لصرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، وأن البنك يمتلك 32 مليار ريال فقط، ما يتناقض مع ما قاله رئيس وزراء الانقلاب، عبدالعزيز بن حبتور، إن لديهم نحو 400 مليار ريال، واعداً بانتظام عمليات صرف المرتبات لجميع الموظفين بدءاً من يناير 2017، وهو ما لم يتحقق.