الجيش يستعد لتوجيه الضربة القاضية للانقلابيين.. واستمرار عمليات الساحل

الحكومة اليمنية: تحركنا بالساحل الغربي لإنهاء معاناة الشعب من الميليشيات

قوات من الجيش اليمني في مديرية ذوباب. أرشيفية

قالت الحكومة اليمنية، أمس، إن تحركات الجيش الوطني تأتي لإنهاء معاناة المواطنين، وحمايتهم من انتهاكات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في مناطق الساحل الغربي لليمن، فيما كشفت مصادر عسكرية في الجيش عن ترتيبات عسكرية تجري حالياً في صفوف قوات الجيش والتحالف العربي، لتوجيه الضربة القاضية للميليشيات، فيما فتحت جبهات مواجهات جديدة بالقرب من العاصمة صنعاء، مع استمرار المعارك في الساحل الغربي وجبهات عدة، بمساندة مقاتلات التحالف.

100

عنصر من الميليشيات، بينهم قيادي، قتلوا منذ أيام في معارك مديرية عتمة في ذمار.

وفي التفاصيل، قالت الحكومة اليمنية في بيان لها، نقلته وكالة الأنباء الرسمية سبأ، إن «تحركات الجيش الوطني مدعوماً بقوات التحالف العربي تأتي لتحرير مناطق الساحل الغربي التي يسيطر عليها الانقلابيون، ويعاني فيها المواطنون القمع والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بما في ذلك الاعتقالات، والإخفاء القسري، والتجنيد الإجباري للشباب والأطفال، والقتل خارج إطار القانون، والحرمان من المساعدات، وتفجير منازل المواطنين».

واتهمت الحكومة الشرعية قيادات الانقلاب بـ«بيع المساعدات، خصوصاً المشتقات النفطية، والمواد الغذائية، التي تأتي عن طريق ميناء الحديدة، في السوق السوداء، للحصول على أموال تساعدهم في استمرار تمويل عملياتهم العسكرية، بينما يعاني سكان محافظة الحديدة التي يأتي عبر مينائها الكثير من المساعدات من المجاعة».

وأشارت حكومة هادي إلى أنها تقوم، بالتعاون مع مركز الملك سلمان، والمنظمات الإنسانية المختصة الأخرى، بتقديم الإغاثة اللازمة، وإعادة إنعاش المرافق الحيوية في مدينة المخاء والمدن والبلدات الأخرى الواقعة جنوب البحر الأحمر، بعد أن تم تحريرها من أيدي «القوى الانقلابية التي استخدمت تلك المناطق لتهديد الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر، ولتهريب الأسلحة». ودعت الحكومة المواطنين إلى العودة إلى مدينة المخاء، وذلك بعد أن قامت الفرق التابعة للجيش بإزالة الألغام.

من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية في الجيش إن ترتيبات تجري حالياً على أعلى مستويات القيادات والمحاور والألوية العسكرية، بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، لتوجيه ضربة قاضية للميليشيات الانقلابية، على حد وصفهم، مؤكدين لـ«الإمارات اليوم»، أن التوجه الجديد للعمليات العسكرية سيكون حاسماً وقاضياً وغير متوقع بالنسبة للميليشيات، التي تعيش حالة إرباك شديد، بعد تحرير مدينة المخاء ومينائها الاستراتيجي على الساحل الغربي.

وأضافت المصادر أن التوجهات العسكرية المقبلة ستستخدم فيها أسلحة عسكرية متطورة، وخطط ميدانية ستشكل صدمة كبرى للميليشيات، التي تعيش حالة انهيار واسعة، وباتت متخبطة، خصوصاً بعد فتح جبهات جديدة للمواجهات مع المقاومة في محافظتي ذمار والبيضاء القريبتين من البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء.

وأكدت المصادر أن معركة الحديدة باتت قريبة جداً، وهي خارج نطاق الترتيبات التي تجري حالياً، لكنها أحد المفاتيح الكبرى التي ستحسم المعارك، وستؤدي إلى إجبار الميليشيات على الاستسلام، ومحاصرة عناصر الحوثي في مناطق معينة، وعزلهم عن الواقع المعاش على الأرض.

في الأثناء، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على موقع عسكري بالقرب من معسكر خالد بن الوليد في غرب تعز، مع استمرار تقدمها باتجاه الخوخة شمال المخاء، وإفشال محاولات الميليشيات للتقدم في مقبنة والكدحة والوازعية على الجبهة المحاذية للساحل الغربي.

وأكد قائد جبهة مقبنة، حميد الخليدي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المعارك الأخيرة في الجبهات المحاذية لجبهة الساحل، والمتمثلة بالوازعية والبرح ومقبنة، تجري وفقاً لما هو مخطط له، والمتمثل بمنع أي تحركات أو إرسال تعزيزات أو السيطرة على مواقع تهدد جبهة الساحل، التي قال إنها انتقلت من المخاء إلى مناطق في الجهة الشمالية للحديدة، مثل الخوخة ويختل والزهاري.

وأكد الخليدي أن معسكر خالد بات تحت السيطرة النارية من قبل التحالف والشرعية المتقدمة من الجهة الغربية، وأشار إلى أنه في حال تمت السيطرة على معسكر خالد ستكون جبهة الساحل الغربي لتعز محسومة، والطريق مفتوحة أمام الشرعية باتجاه الخوخة ومعسكر أبوموسى الأشعري وميناء الحديدة مباشرة.

كما أكد تمكن الجيش من تأمين جميع المرتفعات المطلة على البرح على طريق المخاء، ومنطقة الكدحة الاستراتيجية بين الوازعية والبرح، مشيراً إلى فشل الميليشيات في التقدم أو إرسال تعزيزات باتجاه تلك المناطق، نتيجة تمركزهم في المرتفعات الاستراتيجية، مثل حبوقو والصنمة وتبة الركزة، فضلاً عن قيام مقاتلات التحالف باستهداف أي تحركات عسكرية لهم، وقال إن الميليشيات باتت عاجزة عن تحريك أي قطع عسكرية في الجهة الغربية لتعز.

وفي عتمة بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، أكدت مصادر ميدانية أن المقاومة تمكنت من إفشال هجوم للميليشيات على مواقعهم في عزلة السلف منطقة المنداري، وأنها تمكنت من أسر سبعة من الميليشيات، وقتل ستة وغنيمة عربة عسكرية وتدمير أخرى.

وكانت المعارك في مديرية عتمة أسفرت عن مصرع أكثر من 100 عنصر تابع للميليشيات، بينهم القائد الميداني للميليشيات في ذمار المدعو أبوالنصر وعدد من مرافقيه، وذلك خلال المواجهات الدائرة منذ أيام في المديرية.

وفي الجوف شرق العاصمة صنعاء، لقي القيادي الميداني الحوثي البارز، يوسف الحلط، مصرعه في مديرية برط العنان على يد أحد رجال المقاومة في المديرية.

تويتر