تحالف المتمردين يخطط لفوضى دينية برمضان للتأثير في المعركة السياسية
الجيش يعزل الميليشيات غرب وشمال تعز.. ومقتل قيادات انقلابية بغارات التحالف
تمكن الجيش اليمني من عزل مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في غرب وشمال تعز، بعد إحكام سيطرته على خط الإمداد إلى مديرية موزع، حيث فرض طوقاً كاملاً على معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، بعد أن سيطر على المرتفعات الغربية والتلال المحيطة بالمعسكر، فيما قتل 33 من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات، في معارك للجيش وغارات للتحالف في تعز وحجة، بينما حذر وزير في الحكومة اليمنية من فوضى دينية، تعد لها الميليشيات في شهر رمضان المقبل والأعياد، بهدف استخدام تلك الفوضى كورقة جديدة ضاغطة في المعركة السياسية.
33 من عناصر الميليشيات، قتلوا في معارك وغارات للتحالف في تعز وحجة. |
وفي التفاصيل، قالت مصادر ميدانية في محافظة تعز، إن قوات الجيش تمكنت من قطع خط إمداد الميليشيات إلى مديرية موزع غرب محافظة تعز، وتأمينه بشكل كلي، مشيرة إلى أنه تم قطع خط إمداد الميليشيات إلى مديرية موزع ومعسكر خالد بن الوليد، وكذلك الخط الرابط بين موزع وكهبوب، وعزلت العناصر الانقلابية في تلك المواقع، حيث يفرض الجيش طوقاً كاملاً على معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، بعد أن سيطر على المرتفعات الغربية والتلال المحيطة بالمعسكر.
وأوضحت المصادر أن الجيش المسنود بمقاتلي المقاومة تقدم في عدد من المواقع، بمنطقة الكدحة بمديرية مقبنة غرب مدينة تعز، أمس، بعد فرار العناصر الانقلابية، التي تكبدت خسائر فادحة في المعارك التي شهدتها المنطقة، بلغت 15 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وتزامن هذا التقدم مع إحباط الجيش محاولة تسلل للميليشيات إلى مواقعه في الأحكوم جنوب تعز، بعد معارك دارت بين الجيش والميليشيات، فيما اعترضت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات باتجاه المخاء، وتم تدميره في الجو.
وأكدت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف أغارت على المكان الذي انطلق منه الصاروخ، ودمرت منصة إطلاقه في معسكر اللواء 55 حرس جمهوري، بمنطقة يريم الواقعة على بعد 130 كيلومتراً جنوب صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن القيادي الحوثي عمار يحيى الحوري، المكنى بـ«أبومالك»، وقيادياً آخر يدعى «أبو كرار»، وعدداً من المرافقين وعناصر للميليشيات لقوا مصرعهم، جراء استهداف تجمع لهم بغارة لمقاتلات التحالف العربي في مفرق المخاء.
وكان القيادي البارز في جماعة الحوثي زين العابدين زيد الشامي، قد لقي مصرعه أيضاً مع مجموعة من مرافقيه، في معارك أول من أمس، قرب جبل النار شرق المخاء.
وتسعى قوات الجيش، التي تواجه صعوبة في استعادة جبل النار الذي يطل على معسكر خالد بن الوليد، إلى تأمين مواقعها في المناطق الساحلية التي استعادتها، والقريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر، بحسب مصادر عسكرية. وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف، اللواء الركن أحمد عسيري، بصعوبة التقدم في هذا القطاع، حيث للمتمردين حضور قوي.
وفي الحديدة، التي تستعد الشرعية والتحالف لتحريرها، قال مصدر محلي، إن الميليشيات تعيش حالة من الخوف والارتباك، خصوصاً مع توارد أنباء الانتصارات التي تحققها الشرعية في محيط معسكر خالد بن الوليد، والذي أصبح قاب قوسين من تحريره.
وفي محافظة حجة، قال مصدر عسكري إن 18 مسلحاً من الميليشيات قتلوا، وأصيبوا بغارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي على تجمع للميليشيات في جبهة ميدي. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على الخط الأسفلتي، الرابط بين مديريتي ميدي وحرض بمحافظة حجة، وتواصل تقدمها لتحرير ما تبقى من المواقع الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
وفي شبوة، اندلعت معارك عنيفة بين قوات الجيش والميليشيات في منطقة طوال السادة، ومحيط هجر كحلان شمال غرب المحافظة.
من ناحية أخرى، حذر وزير الدولة في الحكومة الشرعية، الشيخ عبدالرب صالح السلامي، من فوضى دينية تعد لها الميليشيات في شهر رمضان المقبل والأعياد، بهدف استخدام تلك الفوضى كورقة جديدة ضاغطة في المعركة السياسية.
وقال الشيخ السلامي، في تعليق له على قرار الميليشيات الانقلابية بشأن تعيين هيئة للإفتاء، إن «تعيين مفتٍ لليمن وهيئة للإفتاء من طيف سياسي وسلالي ومذهبي واحد، هو انقلاب جديد على الهوية، واعتداء فج على التعايش المذهبي، ومحاولة جديدة لتعميق الانقسام المجتمعي، لتحقيق مكاسب سياسية على حساب وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي».
وأضاف «بات من الواضح لمن يقرأ توقيت القرار، أن الهدف ليس مجرد ملء شاغر وظيفي إداري، لكن هناك استعدادات مبكرة لدى القوى الانقلابية لإحداث فوضى دينية في شهر رمضان المقبل والأعياد، بهدف استخدام تلك الفوضى كورقة جديدة ضاغطة في المعركة السياسية».
وأكد السلامي أن «الواجب الوطني والديني يفرض على كل يمني غيور أن يتصدى لإسقاط مثل هذه القرارات العبثية، قبل أن نرى اليمنيين منقسمين في شعائر الصلاة ومواقيت الصيام والأعياد، بين صائم ومفطر ومُعيِّد وممسك تبعاً للانقسام السياسي، كما هي الحال عند إخواننا في لبنان وسورية والعراق».
وأصدر رئيس المجلس السياسي للانقلابيين قراراً بتشكيل هيئة إفتاء شرعية، برئاسة شمس الدين محمد شرف الدين، المعروف بأفكاره المتشددة للمذهب الشيعي، الذي تقوم جماعة الحوثي المتمردة بالترويج له في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتسعى الميليشيات، من وراء هذه الهيئة، إلى تمرير فتاوى دينية تخدم مشروعها الطائفي والانقلابي، خصوصاً بعد أن تمكنت من السيطرة على مفاصل وزارة الأوقاف والإرشاد الدينية المتخصصة في هذا الشأن، إلى جانب وضع يدها على أراضي الأوقاف، التي تمتد لمساحات واسعة بهدف توزيعها على قياداتها وعناصرها، وهو ما بدأت به بالفعل في عدد من المحافظات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news