عسيري يؤكد أن هدف التحالف منع تحوّل الحوثيين إلى «حزب الله» آخر داخل اليمن

الجيش اليمني يسيطر على «الهاملي» ويطبق الحصار على «معسكر خالد»

مقاتلون من قوات الشرعية اليمنية في مدينة المخاء. أرشيفية

تمكن الجيش اليمني، أمس، من السيطرة على منطقة الهاملي القريبة من معسكر خالد بن الوليد، ليطبق الحصار الكامل على المعسكر، وشرع في تطهير الجهتين الغربية والجنوبية للمعسكر من الألغام التي زرعتها الميليشيات، فيما قال الناطق باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، إن هدف التحالف الرئيس من العمليات العسكرية في اليمن، هو منع تحولها إلى دولة فاشلة، وأضاف «لن نسمح أن يصبح الحوثيون كـ(حزب الله) في لبنان».

6000  : تصريح منحها التحالف العربي لدعم الشرعية لجهات دولية للعمل داخل اليمن.


35: من عناصر الميليشيات سقطوا بين قتيل وجريح في معارك حجة.

وفي التفاصيل، أكد الناطق الرسمي لقيادة محور تعز العسكري، العقيد عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، أن الجيش تمكن من السيطرة على منطقة الهاملي، الواقعة على الطريق الرابط بين الخوخة والمخاء من الجهة الشمالية، والتي تبعد 10 كيلومترات عن معسكر خالد من الجهة الشمالية.

وأشار إلى أن السيطرة على تلك المنطقة ستؤدي إلى قطع الإمداد بالكامل عن المعسكر من جهة الحديدة، وهو الطريق الوحيد الذي كان متبقياً له، مشيراً إلى أن المعسكر بات بحكم المسيطر عليه، خصوصاً أن الجبهة الشرقية القادمة من تعز باتت على أسواره الشرقية، فيما باتت قوات الجيش القادمة من الوازعية على أسواره الجنوبية، فضلاً عن تقدم الجيش إلى أسواره الغربية من جهة المخاء.

وقال العقيد البحر إن طيران التحالف يواصل دك مقر قيادة المعسكر المتحصنة على بعد ثلاثة كيلومترات من أسواره، لافتاً إلى أن المعسكر ليس كبقية المعسكرات، وإنما يعد قاعدة عسكرية تم إعدادها من قبل المخلوع، لموازاة قاعدة العند العسكرية في لحج، فمساحته كبيرة جداً تتجاوز الـ10 كيلومترات، ويربط بين ثلاث محافظات، لحج وتعز والحديدة.

وأضاف أن مسألة تحرير المعسكر قد تستغرق ساعات فقط، خصوصاً أنه بات محاصراً من جميع الجهات، فيما تقوم مدفعية الجيش في نابطة وجبل النار باستهداف جميع التحركات داخل المعسكر ومحيطه، مع استمرار التقدم من جهات باتجاه وسط المعسكر ومقر قيادته.

وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن جبهة الكدحة التابعة لمديرية المعافر، من أهم الجبهات المساندة لعمليات الرمح الذهبي في الساحل الغربي، تشهد انتصارات نوعية للجيش منذ أيام تمكنت خلالها من التقدم إلى مفرق موزع بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، خلّفت قتلى وجرحى وتدمير ثلاث آليات عسكرية بالقرب من مفرق المخاء - موزع.

وأكدت مصادر ميدانية بالكدحة أن المعارك تدور حالياً في منطقة الطمر بالقرب من مفرق موزع، وعلى بعد أقل من كيلومتر واحد من أسوار معسكر خالد من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية، مشيرة إلى أن 17 من عناصر الميليشيات قتلوا، فيما أصيب آخرون.

وتمكنت قوات الجيش في الكدحة من السيطرة على مبنى الوحدة الصحية وتبة الطاهش بمنطقة الكازمة، ووصلت إلى منطقة الجراني، الواقعة على أطراف الكدحة من الجهة الجنوبية الغربية، وسط تراجع كبير للميليشيات.

من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية في المخاء أن معركة تحرير معسكر خالد تشكل أهمية كبرى بالنسبة لمعارك تحرير الساحل الغربي لليمن، لتأمينها بالكامل من أي هجمات مستقبلية، كما سجلت أعظم التفاف حققته القوات الشرعية، من خلال سيطرتها على 30 كيلومتراً شرق المخاء، وصولاً إلى منطقة الصويلح وجبال نابطة والنار، والوصول إلى أسوار المعسكر الغربية والجنوبية.

وفي حجة على الجبهة الأخرى للحديدة، أكدت مصادر في جبهتي ميدي وحرض، أن الجيش تمكّن من فرض سيطرته النارية على مناطق واسعة باتجاه السهل التهامي، بعد السيطرة على قلعة القماحية، المطلة على سهل واسع باتجاه حرض ومديرية الزهرة التابعة لمحافظة الحديدة.وأسفرت المعارك الأخيرة مع الميليشيات عن مصرع 14 حوثياً سقطوا بغارة جوية لمقاتلات التحالف على تجمع لهم جنوب شرق ميدي. وكانت معارك اليومين الماضيين في ميدي خلّفت 35 قتيلاً وجريحاً في صفوف الميليشيات.

وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها المكثفة على مواقع الميليشيات في مناطق عدة، استهدفت خلالها تعزيزات عسكرية لها في منطقة حيس جنوب الحديدة، خلفت قتلى وجرحى، ودمرت عدداً من العربات العسكرية.

وفي باريس، أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم التحالف، اللواء الركن أحمد عسيري، أن قوات التحالف منذ بدء عملياتها عملت على خطين بالتوازي، الأول تنفيذ العمليات العسكرية وتقليل قدرات الميليشيات في بسط نفوذها، والثاني هو بناء المؤسسة العسكرية منذ اليوم الأول، مشيراً إلى أن التحالف لن يسمح بأن تصبح ميليشيات الحوثي في اليمن كميليشيا «حزب الله» في لبنان.

وقال عسيري، الذي كان يتحدث خلال ندوة في باريس، إن العمليات العسكرية في اليمن، تتم بشكل حذر، لحماية المدنيين، مضيفاً أن «الميليشيات الحوثية في اليمن وضعت مراكز القيادة والسيطرة بين المدنيين».

وأضاف أن التحالف يهدف إلى «المحافظة على كيان ووجود الدولة اليمنية، فليس من مصلحة المنطقة أو العالم أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة دون حكومة». وتابع «لم نكن نرغب في أن نرى اليمن وفق الموديل الليبي، عندما تدخلت القوات الغربية وأسقطت نظام معمر القذافي، ثم غادرت وتركت البلد في فراغ كبير، دون حكومة أو وزارات أو سفارات».

وشدّد على أن التحالف «يسعى لحل سياسي شامل يرضي الجميع» معتبراً أن الحل في اليمن يجب أن يشمل تطبيق القرارات الدولية وإرادة اليمنيين، رافضاً القبول بأي «أفكار رمادية تجعل الانقلابيين جزءاً من الحل في اليمن».

وأوضح عسيري أن التحالف ينفذ حظراً بحرياً وليس حصاراً، أي أنه يتأكد ممن يستخدم المياه، وهو ما يناقض القول بأن الحصار أدى إلى مجاعة.

وقال إن قوات التحالف منحت أكثر من 6000 تصريح لجهات دولية للعمل داخل اليمن، معلناً أن هناك منظمات تطلق تقارير عن اليمن، وهي غير موجودة هناك.

تويتر