الجيش يسيطر على «معسكر العمري» في ذوباب ويبدأ عملياته في أول أحياء الخوخة
تمكَّنت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، من السيطرة الكاملة على معسكر العمري جنوب غرب محافظة تعز، بعد محاصرته لأكثر من ثلاثة أشهر، كما استكملت تأمين منطقة الزهاري في شمال المخاء على تخوم مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة، وباشرت عملياتها في أول أحياء الخوخة، فيما يشن الحوثيون حملة اعتقالات ضد قيادات عسكرية بارزة تابعة للمخلوع عقب انسحابها من جبهات القتال.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف من تأمين محيط المخاء من الجهتين الشمالية والجنوبية بالسيطرة على معسكر العمري في منطقة ذوباب جنوب المدينة، وتأمين منطقة الزهاري شمالاً، فيما تستمر معارك تأمين المناطق الشرقية باتجاه موزع ومعسكر خالد ومفرق البرح، حتى يتم استكمال تأمين الطرق الساحلية باتجاه الحديدة الهدف المقبل لعملية «الرمح الذهبي» لتحرير الساحل الغربي لليمن بالكامل.
وأكد الناطق باسم الصبيحة في لحج وأحد قيادات تحرير العمري، فدرين طه، أن قوات الجيش والمقاومة الجنوبية تمكنت من فرض سيطرتها الكاملة على معسكر العمري في ذوباب بعد حصاره لثلاثة أشهر، وتمكنت وحدات من الجيش والمقاومة من تطهير المعسكر الذي يضم مدرسة للضباط ومباني كبيرة ومخازن أسلحة، مشيراً إلى أنه تم تأمين التباب المحيطة بالمعسكر بالكامل، والتي كانت تشكل مصدر قلق للجيش والمقاومة على امتداد الساحل بين المخاء وباب المندب.
وأوضح طه أن الميليشيات الانقلابية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، فيما لاذ عدد كبير من عناصرهم بالفرار على وقع ضربات الجيش والتحالف، مؤكداً استمرارهم في تطهير المناطق الرابطة بين مديريات باب المندب وذوباب والوازعية والمخاء، لتأمين طرق إمداد الجيش والتحالف باتجاه الحديدة.
وتشكل عملية تحرير معسكر العمري والتباب المحيطة به أهمية كبرى، لأنها تشرف على طرق الإمداد البرية والبحرية من جميع الاتجاهات، وتسيطر على طول الشريط الساحلي في ذوباب، كما تطل على جميع المراسي البحرية في ساحل مديرية ذوباب الممتدة إلى مضيق باب المندب، وكان يعد أهم المواقع العسكرية التابعة للميليشيات التي تتحكم بطرق تهريب الأسلحة والممنوعات الى جانب معسكر خالد الذي بات قاب قوسين أو أدنى من التحرير.
وكانت قوات الجيش بمساندة التحالف استكملت عملية تطهير منطقة الزهاري القريبة من مديرية الخوخة، التابعة لمحافظة الحديدة والواقعة شمال المخاء، وبدأت بالتقدم نحو منطقة حي سالم التابع إدارياً لمديرية الخوخة التابعة للحديدة، مع استمرار فرق نزع الألغام في عملية تطهير المناطق المحيطة بجبلي النار ونابضة في اتجاه مفرق موزع ومعسكر خالد من الجهة الشمالية الشرقية للمخاء.
من جانبها، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير دبابتين للميليشيات ومخزن أسلحة ومدرعة وثلاث عربات عسكرية في محيط جسر الهاملي على تخوم موزع الشمالية. وأكدت مصادر ميدانية مصرع 25 من عناصر الميليشيات في الغارات والمعارك الأخيرة في غرب تعز.
وفي حجة، على الجهة الشمالية للحديدة، واصلت قوات الجيش عمليات تطهير وملاحقة عناصر الميليشيات في المناطق الغربية والجنوبية لمدينة ميدي، فيما واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقعهم وثكناتهم في تلك المناطق والمزارع المنتشرة فيها.
وأكد مصدر عسكري في المنطقة الخامسة تلقيهم تعزيزات عسكرية بينها قوات عربية مشاركة في التحالف رفض الكشف عن جنسيتها، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في جبهات ميدي وحرض، وستفتح خطوطاً جديدة باتجاه السهل التهامي الممتد نحو مدينة الحديدة.
وفي صنعاء، تمكنت قوات الجيش المتمركزة في المجاوحة والخانق في نهم من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد الميليشيات على الطريق الرابط بين مسورة ونقيل بن غيلان، وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، ما دفعهم الى قصف مواقع الجيش في تلك المناطق بصواريخ «زلزال»، التي أخطأت هدفها. وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في نهم، ومنطقة بير الهذيل في مديرية سنحان جنوب العاصمة.
وأكد مصدر ميداني عدم قدرة الميليشيات على تحقيق أي انتصارات عسكرية جراء الانهيار الحاصل في صفوفها، كما أكد وجود خلافات بين قوات المخلوع وعناصر الحوثي التي وصلت حد الاعتقالات والتصفية في صفوف الجانبين، وانسحاب قيادات عسكرية بارزة تابعة للمخلوع من جبهات القتال، ما دفع الحوثيين لاعتقالهم، وكان آخر هذه الاعتقالات العقيد سمير علي حسن علي رضوان الذي اعتقله الحوثيون من منزله في منطقة شملان شمال صنعاء.
وتأتي حادثة اعتقال سمير رضوان ضمن حملة تشنها ميليشيات الحوثي على من تسميهم «الطابور الخامس» من أنصار المخلوع، الذي هددت كتلة حزبه النيابة بمراجعة الاتفاقات التي عقدها الحزب مع الحوثيين في الفترة الماضية، وذلك في إطار التصعيد المتبادل بين شريكي الانقلاب، والذي بات أكثر حدة في الآونة الأخيرة.
كما اتهم عضو المجلس السياسي لما يسمى بـ«حركة أنصار الله» الحوثية ورئيس تحرير وكالة «سبأ» الخاضعة لسيطرتهم، ضيف الله الشامي، وزراء صالح في حكومة الانقلاب بالسطو على المال العام ومدخرات وعائدات شركة النفط اليمنية، وسعيهم لرفع أسعار مشتقات النفط، الأمر الذي ترفضه جماعة الحوثي وستعمل على إفشاله بالقوة، وهو ما تم من خلال اقتحامهم شركة النفط والغاز اليمنية أخيراً.
كما اتهم الشامي، في منشور على حسابه في «فيس بوك»، قناة «اليمن اليوم»، التابعة للمخلوع صالح ونجله أحمد، بالترويج للشائعات وكيل الاتهامات للحوثيين، ووصفها بالكارثة الإعلامية التي يجب منع استمرارها في تضليل الرأي العام وتحريضها على الحوثيين.
وفي المحويت، أكدت مصادر محلية بأن مدير مكتب الصحة بمديرية ملحان، فارس الروضة، التابع للميليشيات وأحد قياداتهم استولى على المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الإنسانية الدولية لأبناء المنطقة، بما فيها المحاليل الطبية والأدوية التي تقدمها منظمة الصحة العالمية، وقام ببيعها.