تواصل المعارك ضد الميليشيات في الضالع وشبوة
«الشرعية» تفتح جبهة جديدة في صعدة.. وتقدم غرب تعز
فتحت قوات الجيش، بمساندة التحالف العربي، جبهة جديدة في مديرية «شدا» بمحافظة صعدة شمال اليمن، معقل الميليشيات الرئيس، إلى جانب جبهات مديريتي «كتاف وباقم» في تطور نوعي. في وقت واصلت فيه تقدمها غرب تعز، مع استمرار المعارك في الضالع وشبوة، بينما تردت الأوضاع الصحية في 14 محافظة ينتشر فيها وباء «الكوليرا»، معظمها خاضعة لسيطرة الانقلابيين، وعلى رأسها العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر ميدانية، في محافظة صعدة، إن مدفعية قوات الجيش دكت مواقع الميليشيات الانقلابية، في مناطق متفرقة من مديرية «شدا»، وأوقعت فيهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وشكلت ضربة غير متوقعة لتلك الميليشيات، جعلتها تعيش حالة من التخبط، وعدم القدرة على الرد.
وأشارت إلى أن قصف مواقع الميليشيات في مديرية «شدا»، جاء بالتزامن مع تقدم الجيش بمساندة مقاتلات التحالف في جبهة البقع بمديرية كتاف الحدودية، وتمكنها من السيطرة على أجزاء كبيرة من «جبل الثأر» الاستراتيجي، المطل مباشرة على سوق البقع «آخر معاقل الميليشيات في كتاف».
وأوضحت المصادر نفسها أن المعارك الأخيرة في «البقع»، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، إلى جانب تدمير آليات عسكرية لهم.
وفي غرب تعز «جنوب اليمن»، واصلت قوات الجيش مسنودة بمقاتلات وبوارج التحالف العربي، تقدمها في مواقع عدة، في ظل تراجع الميليشيات وانهيارها، في جبهات الكدحة وموزع ومفرق الوازعية، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية، أكدت تمكن الجيش من تدمير أربع آليات عسكرية للميليشيات في جبهة الكدحة، واغتنام أسلحة كانت فوق عربة عسكرية بينها رشاشات.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات نشرت عناصر قناصة، في مناطق متفرقة في أطراف منطقة «الميهال» باتجاه موزع، ما أعاق تقدم الجيش نحو مناطق جديدة، وأوقع في صفوفهم شهيداً، وأصيب ثلاثة من الجنود، قبل أن تتمكن مدفعية الجيش من دك مناطق تمركز القناصة.
وكانت قوات الجيش سيطرت على «قرية الباقرية» باتجاه منطقة النجيبة بمديرية موزع، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، شاركت فيها مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي، الذي مشط جيوب الانقلابيين بالمنطقة، إلى جانب المشاركة في معارك بمحيط معسكر خالد، والتي تتركز بشكل كبير في محيط «جبل عقار» جنوب المعسكر.
وفي الضالع وسط اليمن، أكدت مصادر ميدانية في جبهة «حمك» غرب المحافظة، أن الجيش دك مواقع الميليشيات في جبل «السور» بمديرية «الشعر» التابعة لمحافظة إب، والمحاذية للضالع من جهة قطاع «منخلة»، كما قصف مواقعهم في «جبل صناع والتباب المطلة على «قاع العذارب» بمديرية بعدان شرق محافظة إب.
وأوضحت المصادر أن تلك العمليات جاءت بعد وصول تعزيزات عسكرية تابعة للشرعية، بهدف حسم معارك شمال وغرب الضالع والوصول إلى مناطق جديدة في محافظة «إب».
وفي شبوة، تواصلت المواجهات بين الجيش والمقاومة من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في جبهة «الساق» بمديرية بيحان، خلفت خمسة قتلى في صفوف الانقلابيين وعدداً من الجرحى، فيما استشهد أحد جنود «اللواء 26» مشاة التابع للشرعية.
وأكدت مصادر عسكرية في شبوة استمرارها في خوض المعارك في جبهات عسيلان وبيحان، حتى استكمال تحريرها، بعد أن تلقت تعليمات بتنفيذ خطة عسكرية، أعدت لذلك من قبل قيادة الشرعية والتحالف، من أجل تأمين خطوط نقل الغاز والبترول من حقول شبوة ومأرب إلى موانئ التصدير ومصافي عدن، بهدف إمداد السوق المحلية بالمشتقات النفطية وعلى رأسها محطات توليد الكهرباء.
وفي مأرب المحاذية لشبوة من الجهة الشرقية، أكدت مصادر أمنية في المحافظة البدء بتنفيذ خطة أمنية واسعة، في المناطق المحررة والمحاذية لمحافظتي الجوف وشبوة، من أجل تأمين تنقل السكان على الطرق الرابطة بين المحافظات ومنها إلى حضرموت ومنفذ الوديعة، إلى جانب تأمين خطوط نقل النفط والغاز والمنشآت النفطية، التي على وشك العودة إلى عمليات الإنتاج والتصدير للنفط والغاز.
وفي العاصمة صنعاء، وجهت ميليشيات الحوثي ضربة موجعة لشريكها في الانقلاب المخلوع صالح وحزبه المؤتمر، بعد إغلاقها مقر صحيفة «الميثاق» الناطقة باسم حزب المخلوع، وإيقاف صدورها، حسب ما قال رئيس تحرير الصحيفة محمد أنعم.
وتأتي هذه الواقعة، بعد أيام قليلة من اقتحام مسلحي الحوثي مقر إذاعة «يمن إف إم»، المملوكة لنجل المخلوع صالح، أحمد علي عبدالله صالح، وفرض خريطة برامجية على العاملين فيها، كما قامت بنصب نقطة عسكرية أمام مقر تلفزيون «اليمن اليوم»، المملوك لنجل المخلوع أيضاً، إلى جانب فرضهم رئيس تحرير صحيفة «اليمن اليوم»، عبدالله هاشم الحضرمي، المعروف بانتمائه العقائدي للحوثيين.
وفي صنعاء، يعيش سكان المدينة حالة من الخوف والهلع، مع توسع وباء الكوليرا الذي يجتاح المدينة بشكل مخيف، وفقاً لمصادر طبية أكدت تسجيل حالة إصابة كل 10 دقائق، في أوساط سكان المدينة والمناطق المجاورة لها، نتيجة عوامل عدة تسببت فيها الميليشيات الانقلابية من أجل كسب تعاطف دولي، واستغلال الكارثة الصحية في رفع حظر الطيران عن مطار صنعاء بشكل كامل.
وأكدت مصادر وقوف الميليشيات وراء الانتشار السريع لوباء الكوليرا في العاصمة والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، من خلال تلويث المياه وتكديس القمامة في شوارع المدينة، وإصدار التوجيهات إلى المستشفيات والمراكز الصحية، بعدم استقبال حالات الكوليرا، وسحب الأدوية الخاصة بهذا الوباء من الصيدليات وإخفائه عن متناول المواطن، الذي يعاني أصلاً من عوز وعدم قدرته على شراء العلاجات، نتيجة توقف صرف الرواتب من قبل الميليشيات.
ووفقاً للمصادر، فإن الميليشيات تفرض عراقيل على عمل المنظمات الدولية والمحلية، العاملة في المجالات الصحية، وأبقت الأمر مقتصراً على منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، التي أكد الناطق باسم مكتبها في صنعاء، محمد الأسعدي، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، تمكن المنظمة من إدخال 14 طناً من علاجات الكوليرا إلى صنعاء، عبر مطار صنعاء الدولي خلال الأيام القليلة الماضية، الامر الذي يؤكد تعاون التحالف العربي الداعم للشرعية مع المنظمات الدولية العاملة في المجالات الصحية والإغاثية، والسماح لها بإدخال العلاجات والمعونات عبر مطار صنعاء والموانئ اليمنية.
وأكد الأسعدي عدم قدرة المنظمة على السيطرة على الوباء، الذي ينتشر بشكل سريع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news