«الشرعية» تستعد لتحرير ما تبقى من الساحل الغربي
بدأت قوات الجيش اليمني والتحالف استعداداتها لاستكمال تحرير الساحل الغربي، والبدء بمعركة الحديدة، فيما تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الشرعية من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في جبهات شبوة ومأرب والجوف وتعز وحجة.
وتفصيلاً، كشفت مصادر عسكرية ميدانية عن استكمال قوات الشرعية الاستعدادات والتجهيزات لبدء المرحلة الأخيرة لاستكمال تحرير الساحل الغربي، والمناطق المحيطة بمدينة المخاء، قبل البدء بمعركة الحديدة، انطلاقاً من جبهتي الخوخة وحرض. وأشارت المصادر إلى وجود توافق دولي وإقليمي على ضرورة تأمين الساحل الغربي لليمن، وحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، التي تهددها الميليشيات الانقلابية، بمساندة إيران، والتي تستخدم الزوارق المفخخة والألغام البحرية المتطورة التي تستهدف السفن في تلك المنطقة المهمة.
يأتي ذلك متزامناً مع تحذيرات أطلقتها البحرية البريطانية للسفن التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وخليج عدن، من احتمال تعرضها لهجوم عبر قوارب مفخخة مسيرة عن بُعد، أو قذائف صاروخية من قبل الميليشيات الانقلابية في اليمن.
وجاء التعميم بعد تعرض ناقلتين تجاريتين لهجمات صاروخية عند المدخل الجنوبي لباب المندب، وإفشال محاولات عدة للميليشيات لاستهداف ميناء المخاء، والسفن الراسية برصيف الميناء التابعة للتحالف بزوارق مفخخة، من قبل قوات التحالف العربي، والتي كان آخرها تفجير زورق مفخخ، الأربعاء، كان يستهدف الميناء. وجاء التعميم البريطاني بعد يوم واحد من مغادرة وفد أمني بريطاني العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعد زيارة خاصة لمصلحة خفر السواحل اليمنية، والتي استمرت أكثر من 10 أيام، تم فيها تلمس الأوضاع الحالية لدور خفر السواحل، واحتياجاتها الآنية والمستقبلية، والتأكد عن كثب من مدى قدرتها على تأمين الموانئ والمياه الإقليمية اليمنية من الهجمات التي تشنها الميليشيات، والجماعات الإرهابية التي تستهدف الملاحة الدولية.
وكشفت مصادر عسكرية في خفر السواحل اليمنية عن عزم البحرية البريطانية دعم وتعزيز دور مصلحة خفر السواحل للبنية الأساسية، من تأهيل المرافق والزوارق والمعدات والآليات، وتأهيل الكادر، وغيره من الدعم اللوجستي، لتمكين مصلحة خفر السواحل من أداء مهامها في تأمين المياه الإقليمية، والجزر اليمنية، وتأمين الموانئ اليمنية، ومكافحة العمليات العسكرية التي تهدد الملاحة في المنطقة، بالتعاون والتنسيق مع قيادة قوات التحالف العربي.
من جهة أخرى، تمكنت القوات الحكومية في جبهات شبوة ومأرب والجوف وتعز من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات في جبهات تلك المحافظات. ففي شبوة تمكنت قوات الجيش، بمساندة مقاتلات التحالف، من قتل وإصابة عدد من الميليشيات في جبهات بيحان وعسيلان، في المعارك التي دارت بين الجانبين في مناطق محيط محكمة عسيلان وبيوت الدبوة في عسيلان.
ووفقاً لمصادر ميدانية في كتائب الحزم، فإن قوات الجيش تمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات، أثناء محاولة تقدمها نحو مواقعها في «طوال السادة وهجر كحلان»، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف شنت غارات مساندة لها، واستهدفت مواقع الميليشيات في تلك المناطق، ومنطقة بيت منقوش بعسيلان، وخلّفت قتلى وجرحى، وتم تدمير عربة عسكرية تابعة للميليشيات، كما شنت غارة على موقع لها في دار آل منصر في بيحان.
وفي البيضاء المجاورة، تجددت المعارك بين المقاومة والميليشيات في مديرية ذي ناعم، وفقاً لمصادر محلية بالمنطقة، أكدت تبادل الجانبين القصف المدفعي وبالأسلحة المتوسطة، دون الإشارة إلى سقوط ضحايا من الجانبين.
وفي مأرب، لقي 18 من عناصر الميليشيات مصرعهم، وأصيب آخرون، في غارات لمقاتلات التحالف، وقصف لمدفعية الجيش استهدف منطقة الحماجرة، التي تحاول الميليشيات تعزيز وجودها فيها، استباقاً لتحركات الشرعية التي تستعد لاستكمال تحرير صرواح، والدخول نحو ريف العاصمة من تلك المنطقة باتجاه مديرية بني حشيش.
وفي الجوف، سقط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين في جبهة حام بمديرية المتون بقصف لمقاتلات التحالف، التي استهدفت تجمعاً لعناصرهم وآلياتهم في بوابة معسكر حام من الجهة الغربية، ما أدى إلى تدمير دبابة، واحتراق آليات عسكرية أخرى كانت في المنطقة.
من جانبها، تمكنت قوات الجيش من نصب كمين محكم لعناصر الميليشيات، التي حاولت التقدم نحو مواقعها في شمال موقع «عنبر» في جبال حام شمال مديرية المتون، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوفهم، لاتزال جثثهم مرمية بالقرب من المواقع، وفقاً لمصادر عسكرية.
وفي جبهة العقبة القريبة من مديرية الحزم عاصمة المحافظة، تمكنت قوات الجيش من تأمين مناطق عدة، بعد هجوم شنته على مواقع الميليشيات بالمنطقة، سبقه قصف مدفعي مكثف على مواقعها من قبل قوات الجيش.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من التقدم نحو منطقة العريش شرق مديرية موزع، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات بالمنطقة، التي فر عناصرها باتجاه شمال موزع باتجاه الهاملي، التي شهدت هي الأخرى مواجهات عنيفة بين الجانبين. وجاء ذلك عقب قيام الميليشيات بإطلاق صاروخ باليستي من معسكر أبوموسى الأشعري بالخوخة باتجاه معسكر خالد، سقط بالقرب من المعسكر، ولم يسفر عن سقوط ضحايا، حيث ردت مقاتلات التحالف عليه بقصف مواقع الميليشيات في منطقة العريش بموزع، فأوقعت ستة قتلى وتسعة جرحى في صفوف الميليشيات، ومهّدت الطريق أمام قوات الجيش للسيطرة عليها.
وفي حجة، أعلنت قوات الجيش قرب استكمال تحرير ميدي من الميليشيات، بعد استكمال الترتيبات العسكرية للعملية، مشيرة إلى أن وحدات من الجيش على وشك اقتحامها وتحريرها، بعد أسابيع من الحصار المفروض عليها من كل الاتجاهات. وقالت مصادر في الجيش الوطني إنه بتحرير كامل مديرية ميدي، تفقد الميليشيات إحدى أهم المناطق التي تسيطر عليها على الساحل الغربي، في الوقت الذي تستعد قوات الجيش اليمني لتحرير محافظة الحديدة.
من جانبها، واصلت مقاتلات التحالف قصفها مواقع الميليشيات في محيط ميدي وحرض، موقعةً خسائر كبيرة في صفوفهم، ما دفع الميليشيات إلى اللجوء إلى الصواريخ بعيدة المدى في قصف مواقع الجيش في صحراء ميدي، بعد فشلها في الدفع بعناصر جديدة إلى المنطقة، نتيجة إحجام القبائل عن إرسال مزيد من أبنائها إلى جبهات القتال التابعة لها.
من جهة أخرى، كشفت مصادر ميدانية عن مصرع وإصابة 75 من عناصر الميليشيات خلال النصف الأول من الشهر الجاري، في جبهات ميدي وحرض، مشيرة إلى سقوط 25 قتيل، بينهم أربعة من القيادات البارزة، فيما أصيب 50 آخرون.
وفي العاصمة صنعاء، تشهد المدينة حالة من الترقب الحذر لما ستؤول إليه الأوضاع المتوترة بين طرفي الانقلاب، التي تصاعدت مع اقتراب فعالية حزب المخلوع صالح في الـ 24 من الشهر الجاري، بمناسبة ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الـ35 في ميدان السبعين. ويتوقع عدد من سكان المدينة وقوع صدامات بين طرفي الانقلاب، خصوصاً مع تصاعد التصريحات الإعلامية بشأن الفعالية بين الجانبين، فيما حذر القيادي السابق في جماعة الحوثي، علي البخيتي، جماعة الحوثي من الانجرار وراء دعوات عدد من قياداتها لمنع عناصر حزب المخلوع من الدخول إلى العاصمة للمشاركة في الفعالية المرتقبة.