استعدادات كبيرة لـ «الشرعية» لتحرير ما تبقى من الساحل الغربي
أكد ناطق الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي، اقتراب معركة تحرير الحديدة، فيما دفعت قوات الجيش بتعزيزات ضخمة باتجاه جبهات شمال المخاء بتعز، بالتزامن مع تكثيف مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الميليشيات في الساحل الغربي وجبهات عدة مع استمرار المعارك في جبهات صنعاء والجوف ومأرب وحجة وتعز.
وتفصيلاً، أكد العميد مجلي لـ«الإمارات اليوم» بدء معركة تحرير مديريتي حرض وحيران في حجة، بعد السيطرة على المناطق الشرقية في مديرية ميدي بمساندة قوات التحالف العربي، وتمكنها من قطع طرق الإمداد عن الميليشيات في المدينة الحدودية مع السعودية.
وقال مجلي إن الانتصارات الأخيرة ستقود الجيش والتحالف إلى تحرير محافظة الحديدة من الجهة الشمالية، فضلاً عن فتح الطرق باتجاه مدينة حجة نحو الشرق من جبهتي ميدي وحرض، مشيراً إلى أن التحضيرات لمعركة تحرير الحديدة تجري وفقاً لخطط عسكرية مرسومة من قبل قيادة الجيش بالتشاور والتعاون مع قيادة التحالف العربي، وستكون متزامنة مع معارك أخرى ستخوضها قوات الجيش والمقاومة في جبهات استراتيجية منها نهم وشمال المخاء باتجاه الخوخة.
وأضاف مستشار هيئة أركان الجيش اليمني العميد مجلي في تصريحه لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات التحالف العربي قدمت إسناداً كبيراً للجيش وزودته بمعدات وأسلحة متطورة ستمكنه من استكمال تحرير المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، وستشكل نقطة تحول كبير في المعارك المقبلة، مؤكداً أن تلك الأسلحة ستكون العامل الحاسم في معركة تحرير الحديدة المرتقبة، فضلاً عن إداخلها في معارك جبهات العاصمة وتعز.
وأشار إلى أن المعارك خلال الفترة المقبلة ستتخذ طابع الحسم والتقدم السريع والهجمات المباغتة، خصوصاً أن مقاتلات التحالف عملت خلال الفترة القليلة الماضية على استهداف المناطق والمواقع الاستراتيجية للميليشيات على طول امتداد الساحل الغربي، وكذا في جبهات صنعاء وتعز ومأرب وحجة والجوف، مؤكداً خسارة الميليشيات الكثير في معاقلها المتمثلة في محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار.
وأكد مجلي إرسال قيادة الجيش تعزيزات ضخمة إلى جبهات الساحل الغربي وجبهات ميدي وحرض، استعداداً لمعركة تحرير الحديدة والساحل الغربي الممتد من ميدي شمالاً إلى الخوخة جنوباً، لافتاً إلى أن التعزيزات التي تمركزت في المخاء وباب المندب تضم آليات عسكرية متطورة بينها مدرعات حديثة ومدافع ذاتية الحركة وصواريخ موجهة، إلى جانب أسلحة استراتيجية أخرى لا يمكن الكشف عنها باعتبارها أسراراً عسكرية.
إلى ذلك، أكدت قوات الجيش مصرع 170 من عناصر الميليشيات الانقلابية خلال الأسبوع الماضي في جبهات القتال المختلفة، منهم 75 عنصراً سقطوا في ميدي وحدها و47 منهم سقطوا في جبهات تعز، و18 قتيلاً في جبهات نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، و10 في صرواح بمأرب، وثمانية بجبهات الجوف، وسبعة في جبهات صعدة، وخمسة بمريس شمال الضالع.
وبحسب التقرير فقد سقط 46 من عناصر الميليشيات الانقلابية جرحى خلال المعارك الميدانية، 29 منهم في جبهات تعز، و10 في صرواح مأرب، وسبعة في مريس شمال محافظة الضالع.
وفي تعز، أكدت مصادر ميدانية مصرع 14 من عناصر الميليشيات، وإصابة العشرات في الغارات والمعارك التي شهدتها المناطق الواقعة بالقرب من الساحل الغربي للمدينة، باتجاه مناطق «يختل ورويس والهاملي وشمال شرق المخاء»، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش والميليشيات.
وفي لحج المجاورة، تمكنت قوات الجيش من تدمير آليات عسكرية، وقتل عدد من الميليشيات وإصابة آخرين بعد استهدافها مواقعهم في غرب منطقة «كرش» شمال المحافظة.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تواصلت أعنف المعارك حسب وصف مصادر ميدانية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة بين الجيش والميليشيات، بالتزامن مع غارات جوية عدة لمقاتلات التحالف العربي.
وذكرت المصادر أن المعارك تركزت في مناطق «القرن، والقتب، والمدفون» بشكل كبير، فيما شهدت مناطق «بران، وجبل المنارة، وجبال يام» تبادلاً للقصف المدفعي بين الجانبين، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الميليشيات.
وعلى صعيد الأزمة بين طرفي الانقلاب بالعاصمة صنعاء، تمكنت ميليشيات الحوثي من نشر عناصرها بشكل مكثف في منطقة سنحان مسقط رأس المخلوع تركزت بشكل مكثف في محيط معسكر «ريمة حميد» الاستراتيجي بالنسبة لصالح، بعد أيام قليلة من المقابلة التلفزيونية للمخلوع التي بعث فيها رسائل تطمين كثيرة لشريكه في الانقلاب.
وهاجمت قيادات بارزة في صفوف الميليشيات صالح، فيما أعلن القيادي الحوثي أسامة ساري، عبر منشور له على صفحته في «فيس بوك»: «اقتربت ساعة الصفر»، كأقوى تهديد لصالح وجماعته بتحرك الحوثيين لحسم الأمر معه عسكرياً.
وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع وتعزيزات الميليشيات في مديريات شدا الحدودية، وأخرى في منطقة طخية بمديرية باقم. وفي مأرب، قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في صرواح، فيما قصفت مدفعية الجيش مواقعها في آل الزايدي وآل طعيمان وآل دهبيل بمحيط صرواح.
وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش من التقدم باتجاه منطقة «الحيال» في المتون بعد معارك عنيفة ضد الميليشيات خلفت ستة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوفهم، فيما واصلت تقدمها في جبهة حام وتمكنت من التقدم باتجاه «تبة غضب» وقطع طرق الإمداد عنهم بعد قصفها مواقع الانقلابيين بالمنطقة.