«الشرعية» تطوق صنعاء من 3 جهات.. وتقترب من الحسم في تعز
أكدت مصادر عسكرية في قوات الشرعية اليمنية استكمال خطة تطويق العاصمة صنعاء عسكرياً من ثلاث جهات رئيسة، فيما أكد مصدر حكومي قرب انطلاق معركة تحرير تعز بالكامل، مع استمرار المعارك بين الجيش والميليشيات في جبهات عدة، في حين عقد زعيما الانقلاب، الحوثي وصالح، لقاء سرياً لتهدئة الأوضاع بين الجانبين بعد أيام من تصاعد الخلافات ووصولها حد المواجهات العسكرية.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر عسكرية في قيادة قوات الجيش الوطني استكمال تطويق صنعاء عسكرياً من ثلاث جهات رئيسة، هي الجوف شرقاً، وصرواح - مأرب جنوباً، ونهم شمال شرق العاصمة، بعد الدفع بتعزيزات نوعية إلى تلك الجبهات، أخيراً، ووضع الخطط العسكرية اللازمة لبدء محاصرة العاصمة من تلك المناطق، والزحف وفقاً لخطة عسكرية نحو مناطق حاكمة في محيط العاصمة.
وأشارت المصادر لـ«الإمارات اليوم» إلى أن أكثر من 54 لواء عسكرياً منتشرة في تلك الجبهات الثلاث، 24 لواء في مأرب ومثلها في نهم وستة ألوية عسكرية في الجوف، فضلاً عن إعلان عدد كبير من قبائل طوق العاصمة مساندتها لقوات الشرعية في حال بدأت معركة تحرير العاصمة صنعاء.
وعلى صعيد المعارك في نهم شمال شرق العاصمة، أكدت مصادر ميدانية استمرار المعارك بين الجيش والميليشيات في مناطق متفرقة، ووصلت إلى قرب مديرية نهم التي باتت في مرمى مدفعية الجيش، فيما قصفت مقاتلات التحالف مواقع لها في جبهات عدة بالمديرية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية مقربة من طرفَي الانقلاب عن اتفاق تم بين قوات المخلوع صالح مع الحوثيين، على إرجاء الخلافات بين الجانبين، والتوحد، مشيرة إلى أن الجانبين، بعد تصاعد حدة الصراع بينهما أخيراً، قاما بتهدئة الوضع والاتفاق على استمرار تحالفهما في مواجهة قوات الشرعية والتحالف.
وكشف الصحافي المقرب من المخلوع، نبيل الصوفي، عن لقاء عقد بين زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي والمخلوع صالح، بحضور رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، وأمين عام حزب المؤتمر «جناح المخلوع»، عارف الزوكا، ناقشوا فيه الوضع المتفجر بين الجانبين في العاصمة صنعاء.
وأشار الصوفي في منشور له على «فيس بوك» إلى أن الاجتماع «السري» بين الجانبين بقيادة صالح والحوثي (غير المحدد مكانه) ناقش القضايا بين الجانبين بوضوح وشفافية مطلقة، لافتاً إلى أن مشاركة عبدالملك الحوثي كان عبر دائرة تلفزيونية، موضحاً أن صالح والحوثي عقدا لقاء مغلقاً من دون حضور الآخرين، توصلا فيه إلى وضع جدول زمني لعدد من الالتزامات التي يجب تنفيذها من قبل الطرفين، حتى آخر شهر سبتمبر، كشريكين لا يحق لأي طرف منهما الانفراد بشيء دون الآخر، ولا يحق لأي منهما ادعاء البراءة من النتائج.
يأتي ذلك عقب وصول الجانبين إلى مرحلة المواجهة العسكرية بينهما في جبهتَي بني حشيش وسنحان، ووصول عناصر مسلحة تابعة للحوثيين من صعدة إلى العاصمة تضم مئات من المقاتلين المتشددين التابعين للمدعو أبويحيى الرزامي بهدف مواجهة أي تحرك عسكري لقوات المخلوع داخل العاصمة.
وفي الجوف أكدت مصادر ميدانية مصرع عدد من الميليشيات في مواجهات مع الجيش الوطني في جبهة الخنجر بمديرية خب والشعف، إضافة إلى تكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد.
من جانبها، قصفت الميليشيات قرى في منطقة «القارة» بمديرية المصلوب، خلّفت إصابات في أوساط المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما دفع وحدات من الجيش للرد على القصف باستهداف مواقع الميليشيات في محيط البيضاء بالمصلوب أيضاً.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في الجهة الشرقية لمديرية المتون، وأخرى بالقرب من المجمع الحكومي للمديرية.
وفي مأرب استمرت المواجهات بين الجانبين في وادي المخدرة ووادي الربيعة على تخوم العاصمة من جهة صرواح غرب المحافظة، بمساندة مقاتلات التحالف التي استهدفت مواقعهم بسلسلة من الغارات النوعية، أدت إلى تدمير آليات ومصرع وإصابة من كانوا على متنها.
وفي حجة، قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في محيط مديريتَي ميدي وحرض وأخرى في منطقة مفرق عاهم، أدت إلى تدمير آليات تابعة لهم.
وفي تعز، كشف مصدر حكومي لـ«الإمارات اليوم» عن قرب معركة تحرير تعز بالكامل، بعد وصول قوات وصفها بالضاربة إلى جبهتَي المخاء غرب المدينة، وكرش التابعة لمحافظة لحج والواقعة جنوب مدينة تعز، قادمة من عدن التي وصلت إليها آليات عسكرية وأسلحة نوعية مقدمة من التحالف العربي.
وأشار المصدر إلى أن معركة تعز المقبلة ستكون حاسمة وستشكل نقطة تحول في سير معارك تحرير الساحل الغربي والحديدة وصولاً إلى ميدي وحرض، كما ستقود الميليشيات في العاصمة صنعاء إلى الاستسلام من دون قتال، خصوصاً أنها ستكون محاصرة بالكامل من جميع الجهات.
وفي موزع غرب تعز تمكنت مدفعية الجيش من دك مواقع الميليشيات في قريتَي موسنة ودار الكدف، شرق المديرية، ما خلف أضراراً كبيرة في تحصيناتهم وآلياتهم العسكرية المتمركزة في تلك المناطق، فيما تواصلت المعارك بين الجانبين في جبهات الهاملي على طريق المخاء - البرح - موزع، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
من جهة ثانية، قالت قوات الجيش في المخاء غرب تعز، إنها أتلفت 350 لغماً أرضياً من مختلف الأنواع والأحجام والصناعات، بعد نزعها من جبهات المديرية عقب تحريرها من الميليشيات الانقلابية.
وفي الإطار، أكدت مصادر ميدانية في المخاء تمكنها من إسقاط طائرة تجسس بدون طيار، إيرانية الصنع تابعة للميليشيات، أثناء تقدم وحدة عسكرية تابعة لـ«لواء تهامة» باتجاه منطقة وادي رسيان على طريق المخاء - تعز.