«الشرعية» تجتمع مع قبائل الطوق استعداداً لمعركة تحرير صنعاء

الخلاف بين شريكي الانقلاب يصل إلى حد «اعتكاف» المخلوع

قوة من الشرعية في إحدى مناطق المخاء. أ.ف.ب

تصاعد الخلاف بين طرفي الانقلاب، الحوثي والمخلوع صالح، إلى حد إعلان الأخير الاعتكاف واعتزال العمل السياسي، عقب لقائه زعيم التمرد عبدالملك الحوثي. وفيما واصلت قيادة الشرعية في اليمن تحضيراتها لمعركة تحرير العاصمة صنعاء وتعز، بالتنسيق مع «قبائل الطوق»، والمعارك والغارات في جبهات عدة، شهدت محافظة تعز معارك عنيفة بين ميليشيات الحوثي والمخلوع.

وتفصيلاً، وصلت الخلافات بين طرفي الانقلاب بالعاصمة، إلى إعلان المخلوع صالح الاعتكاف واعتزال العمل السياسي، عقب لقائه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، عبر دائرة تلفزيونية من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، الأربعاء الماضي، فيما أعلن سكرتيره الصحافي نبيل الصوفي، التوقف عن الكتابة، بعد تلقيه تهديدات من الحوثيين.

وأعلن المخلوع إسناد مهامه الحزبية والسياسية لأمين حزب المؤتمر «جناح المخلوع» عارف الزوكا. وبرّر صالح هذا الإعلان بأنه لتجنب أي إحراج قد تُسببه حالات النسيان أحياناً، أو الانشغال الكبير، على حد زعمه.

ويرى مراقبون أن قرار المخلوع يؤكد استسلامه، جراء مخاوفه من تعرضه لأي محاولات اغتيال، في ظل التوتر الذي تشهده العاصمة صنعاء، بين جماعة الحوثي المتمردة وقيادات حزبه، الحليفان في الانقلاب على الشرعية الدستورية في البلاد.

وقال المراقبون إن هذا الإعلان من صالح جاء في محاولة منه لتجنب الظهور في الأماكن العامة، خوفاً من تعرضه لمحاولات اغتيال، خصوصاً مع تزايد قوة ونفوذ حليفه جماعة الحوثي في صنعاء، مشيرين أن صالح بدأ بالانسحاب من المشهد اليمني كاستسلام لحليفه الحوثي.

وأشارت مصادر مقربة من المخلوع إلى أن الاعتكاف جاء نتيجة عدم رضا صالح عن الشراكة مع جماعة الحوثي، ونتيجة للقاء مع عبدالملك الحوثي، الذي رفض بشدة انتقاد جماعته، واتهامها بالفساد ونهب المال العام، خصوصاً مرتبات الموظفين، فيما اعتبر إعلان المخلوع الاعتكاف مؤشراً إلى دخول خلافات طرفي الانقلاب مرحلة خطرة، قد تقود إلى مواجهات دامية في العاصمة بين الجانبين، في إطار استمرار عملية التحشيد للحوثيين إلى المدينة تحت مبرر الاحتفال بذكرى اقتحام المدينة في 21 سبتمبر.

وكان الصحافي المقرب من المخلوع صالح، نبيل الصوفي، أعلن توقفه عن الكتابة، بعد تلقيه تهديدات من قيادات حوثية بارزة، بينها رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، ووزير إعلامه أحمد حامد.

ميدانياً، واصلت قيادة الجيش والشرعية ترتيباتها لتطويق العاصمة صنعاء، قبل البدء بتحريرها، وعقد نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، لقاء مع عدد من مشايخ قبائل الطوق، لمناقشة المستجدات، والأدوار الوطنية المنوطة بهم، والمشاركة في معركة تحرير العاصمة المرتقبة.

وجاءت تلك اللقاءات بالجانب القبلي، بعد استكمال تطويق العاصمة عسكرياً من ثلاث جهات «الجوف - مأرب - نهم»، لمعرفة الأدوار المنوطة بالقبائل أثناء عملية التحرير، وحجم الدعم المقدم من قبلها لمساندة قوات الجيش والتحالف، التي تم تجهيزها للمعركة المرتقبة، خصوصاً في ما يتعلق بفتح الطرق المؤدية مباشرة إلى وسط المدينة.

وأكد الفريق محسن أن الشرعية عازمة على إنهاء الانقلاب وكل ظواهره بشكل كامل، وفرض السلام الشامل، فيما أكد عدد من مشايخ «قبائل طوق العاصمة» دعمهم الكامل والمطلق للشرعية والتحالف، لإعادة الشرعية، وفرض سيطرة الدولة على كل أرجاء اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة.

وكانت جبهات نهم، الواقعة شمال شرق العاصمة، شهدت مواجهات متقطعة بين الجيش والميليشيات، تركزت أعنفها في محيط «جبل المنارة»، ومنطقة «المدفون» القريبة من مركز المديرية.

من جهة أخرى، أكد منسق اللجنة الأمنية في محافظة تعز، الرائد صلاح عبدالجليل، في تصريح خاص لـ«الإمارات»، اقتراب معركة تحرير المحافظة، واستكمال الترتيبات اللازمة لها من الجهتين العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن التعيينات الأخيرة في تعز، بشقيها السياسي والأمني، تصب في إطار تلك التحضيرات.

وأشار عبدالجليل إلى وجود جبهات جديدة سيتم فتحها، وستكون مفاجئة بالنسبة للميليشيات، وقد تم وضع العتاد والعدة لها، كما تم وضع ترتيبات أمنية خاصة بتأمين المناطق التي سيتم تحريرها، والمناطق المحرّرة لمنع أي اختلالات، كما حدث في الفترة الأخيرة من اغتيالات لكوادر الجيش الوطني والمقاومة.

وأوضح منسق اللجنة الأمنية بتعز أن المعركة المقبلة ستكون حاسمة، وستؤدي إلى فك الحصار المفروض على تعز من جميع الجهات، وعلى رأسها الجهة الغربية المرتبطة بميناء المخاء، الواقع على الساحل الغربي للمحافظة.

وكان الرئيس هادي أصدر قرارات قضت بتعيين العميد محمد عبدالله إبراهيم، مديراً لأمن تعز، وعبدالكريم الصبري، وكيلاً للمحافظة لشؤون الدفاع والأمن، والدكتور عبدالقوي المخلافي، وكيلاً لمحافظة تعز.

إلى ذلك، شهدت مناطق في غرب المدينة مواجهات بين طرفي الانقلاب «قوات المخلوع صالح وعناصر الحوثي»، مواجهات دامية بينهما، عقب خلافات على مبالغ مالية، ما خلّف قتلى وجرحى بين الجانبين، وفقاً لمصادر مقربة من الجانبين، التي أكدت استمرار الاحتقان بين طرفي الانقلاب على مستوى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، في ضوء استمرار الخلافات بين قياداتها في العاصمة صنعاء.

من جانبها، شنّت قوات الجيش الوطني قصفاً عنيفاً على مواقع الميليشيات في منطقة الحود، التابعة لمديرية الصلو جنوب المحافظة.

وشهدت جبهة الأحكوم القريبة من الصلو مواجهات عنيفة بين الجانبين، على خلفية محاولة الميليشيات استحداث مواقع في تخوم المنطقة، التي وصلتها تعزيزات للجيش الوطني في إطار الاستعدادات لمعركة تحرير تعز.

وفي جبهات لحج القريبة من تعز وبوابة تحريرها من الجنوب، شهدت منطقة الضاحي في منطقة كرش شمال المحافظة مواجهات وقصفاً عنيفاً متبادلاً بين الطرفين، خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات التي تجهل طبيعة تضاريس المنطقة، بعد استقدامها من صعدة وعمران، ومعظمهم أطفال، حسب مصادر عسكرية في قاعدة العند.

وفي صعدة، قتل وأصيب أكثر من 20 من عناصر الميليشيات الانقلابية، في معارك مع الجيش تركزت في محيط «جبل سبحطل» بمديرية باقم الحدودية مع السعودية.

وفي مأرب، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة، تدمير طقمين عسكريين تابعين للميليشيات الانقلابية، بعد استهدافهما من قبل مقاتلات التحالف العربي، ومصرع وإصابة من كانوا على متنهما.

وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش من استهداف مواقع الميليشيات في منطقة «قويحش» بجبهة الساقية بمديرية المصلوب، خلف قتلى وجرحى في صفوفها، وتدمير آليات عسكرية تابعة لها.

وفي الحديدة، لقي اثنان من عناصر الميليشيات مصرعهما، وأصيب آخرون بهجمات للمقاومة في إقليم تهامة، كما شن رجال المقاومة هجوماً ثالثاً على عربة عسكرية للميليشيات في حي 7 يوليو بالحديدة، خلف إصابات في أوساط من كانوا على متنها.

وفي حجة، أكد موقع الجيش الوطني مصرع 20 من عناصر الميليشيات وإصابة 46 آخرين، خلال معارك وغارات التحالف خلال الأيام الثلاثة الماضية، في جبهتي ميدي وحرض، بينهم أربعة من القيادات البارزة التي لقيت مصرعها.

وأكدت المصادر أن القتلى ينتمون إلى محافظة حجة.

 

تويتر