الجيش اليمني يعلن بدء مرحلة جديدة من العمل العسكري لإنهاء الانقلاب
تهديد حوثي للمخلوع بالسجن ومطالبته تقديم إقرار بالذمة المالية
في تصعيد جديد للخلاف بين شريكي الانقلاب على الشرعية في اليمن، هدّدت الميليشيات الحوثية، أمس، المخلوع صالح بالاعتقال والحبس، إذا لم يقدم إقراراً بذمته المالية، وفيما أعلن الجيش اليمني بدء مرحلة جديدة من العمل العسكري ضد الميليشيات، بمساندة التحالف العربي، شهدت جبهات تعز وصعدة عمليات عسكرية خلفت قتلى وجرحى، مع استمرار المعارك والغارات في جبهات عدة.
وتفصيلاً، طالبت ما تسمى هيئة مكافحة الفساد في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، المخلوع علي عبدالله صالح، بتقديم إقرار بذمته المالية، للكشف عن حجم الأملاك والأموال التي استحوذ عليها خلال 33 عاماً من تربعه على كرسي السلطة. وهدّد خطاب، وجهته الهيئة، إلى المخلوع صالح، في حال عدم الالتزام بالسجن، إذا تخلف عن تنفيذ ما طلبت منه تقديم إقرار بالذمة المالية، في تحرك جديد من الحوثيين ضد حليفهم في الانقلاب (صالح)، مع تصاعد التوتر بين الطرفين.
ووفقاً لمراقبين، فإن الحوثيين يسعون لاعتقال صالح بطريقة رسمية، حتى لا يثيروا سخط أنصاره، مستغلة تقارير دولية تشير إلى أن ثروة صالح تبلغ 60 مليار دولار.
يذكر أن المخلوع صالح وعدداً من أفراد عائلته، وعناصر حوثية، يخضعون لعقوبات دولية منذ 2015، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي.
وكان المخلوع قد عاود نشاطه بعد يومين من إعلانه الاعتكاف عن العمل السياسي والحزبي، وعقد اجتماعاً، وصف بالأخير، مع قيادات حزبه والإعلاميين التابعين له، بعد الإجراءات التي فرضتها الميليشيات الحوثية على الإعلاميين والسياسيين في صنعاء، بشأن توحيد العمل الإعلامي والسياسي، وتأطيره في مصدر واحد تشرف عليه مؤسساتهم الرسمية.
ميدانياً، أكدت قيادات عسكرية في الجيش اليمني انطلاق مرحلة عسكرية جديدة ضد الميليشيات الانقلابية، بالتعاون والمشاركة الفاعلة من قبل قوات التحالف العربي، مشيرة إلى أن تلك المرحلة ستقود إلى القضاء على الانقلاب، وتحرير كامل تراب اليمن.
وذكرت القيادات أن المرحلة جاءت بعد استكمال عمليات التدريب والتجهيزات العسكرية الأخرى، لعدد كبير من الألوية والوحدات العسكرية التابعة للشرعية في مناطق داخل اليمن، وفي دول الجوار المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية، وبعد استقدام وإعادة انتشار تلك القوات في محاور وجبهات عدة، تركزت معظمها في جبهتي الساحل الغربي لليمن ومحيط العاصمة صنعاء.
وفي هذا الصدد، أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء ركن فضل حسن، استمرار الجيش الوطني في معاركه ضد الميليشيات الانقلابية، بمساندة التحالف، حتى تحقيق الانتصار والقضاء عليها من كل أراضي الوطن، مشيراً أثناء تفقده جبهات كرش في شمال لحج وعلى تخوم تعز من الجهة الجنوبية، إلى أن النصر والخلاص النهائي من الميليشيات الانقلابية على وشك التحقق، بفضل عزيمة أفراد الجيش ومساندة قوات التحالف.
من جانبه، أكد قائد اللواء الرابع مشاة جبلي، قائد القطاع العسكري «طور الباحة - المقاطرة بلحج وحيفان بتعز»، العميد أبوبكر الجبولي، أن الجيش الوطني في طريقه لتحرير وتنفيذ المهام الملقاة على عاتقه، وتحقيق الأهداف الوطنية العليا، لافتاً إلى أن اللواء استكمل تجهيزاته لمرحلة الهجوم والتحرير النهائي للمناطق المكلف بها، والوصول إلى تخوم تعز الجنوبية في الراهدة والحوبان.
وفي جبهات القتال في تعز، تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة خلال معارك الساعات الأخيرة، التي دارت في جبهات الزنوج في شمال المدينة، وأخرى في جبهتي الأحكوم والصلو جنوب المحافظة، فضلاً عن جبهات الساحل الغربي ومديرية مقبنة وموزع في غرب المدينة.
من جانبها، شنّت مقاتلات التحالف غارات مكثّفة على مواقع الميليشيات في منطقة الهاملي بمديرية موزع، وأخرى على منطقتي «الخط العام في البرح والكمب» في مقبنة.
إلى ذلك، شهدت جبهات لحج في المضاربة وكهبوب وكرش معارك عنيفة بين الجيش والميليشيات، تمكنت خلالها قوات الجيش من التقدم في مناطق عدة.
وفي العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش من إعطاب وتدمير آليات عسكرية للميليشيات، كانت متمركزة في محيط منطقة المدفون في نهم، الواقعة شمال شرق العاصمة، بعد استهدافها بصواريخ موجهة مضادة للدروع.
وفي جبهات صعدة، معقل الميليشيات الرئيس، شهدت جبهات البقع في مديرية كتاف مواجهات عنيفة بين الجيش والانقلابيين، خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، وتمكنت خلالها قوات الجيش من التصدي لزحف كبير نفذته الميليشيات، بهدف رفع معنويات عناصرها المنهارة.
وأكدت مصادر ميدانية استشهاد القيادي في كتائب المحضار ياسين المحضار، الذي ينحدر من مدينة عدن، بمعارك البقع الأخيرة، وهو شقيق بسام المحضار، قائد اللواء الثاني دعم وإسناد التابع للشرعية.
وفي الجوف، أعفت قيادة الجيش اليمني اللواء أمين الوائلي، من قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وكلفت أركان المنطقة العميد الركن منصور بن ثوابة، القيام بأعمال قائد المنطقة، بالتزامن مع الاستعدادات المتواصلة في محيط العاصمة صنعاء، في جبهات الجوف ومأرب ونهم، لبدء معارك الحسم وتحرير العاصمة من الميليشيات، والمتوقع انطلاقها خلال أيام قليلة، وفقاً لمصادر عسكرية تابعة للشرعية.
وفي المتون، واصلت قوات الجيش قصفها مواقع الميليشيات في منطقة «الحيال»، التي باتت على وشك السقوط بيد الشرعية.
وفي جبهات صرواح مأرب على تخوم العاصمة صنعاء الجنوبي، دكت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات في وادي المخدرة، فيما تمكنت وحدات من الجيش من تنفيذ عمليات نوعية ضد مواقع الانقلابيين في وادي ربيعة، وتمكنت من بسط سيطرتها على أراضٍ كبيرة، بعد قتل وأسر من كانوا في تلك المناطق من عناصر الحوثي والمخلوع.
وفي حجة، قالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة، إن مدفعية الجيش تمكنت من تدمر تحصينات الميليشيات وآلياتها في صحراء ميدي، ما خلّفقتلى وجرحى في صفوفها، فيما استهدفت مقاتلات التحالف مواقعها في محيط حرض الجنوبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news