ميليشيات الحوثي تستهدف مدنيي صنعاء بعد تضييق الخناق عليها
تجددت الاشتباكات في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من مديريات المحافظات المجاورة لها، بين قوات المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، التي لجأت إلى استهداف المدنيين في الشوارع، بعد تضييق الخناق عليها، كما قام عناصرها باقتحام منازل قيادات قبلية وأخرى موالية لحزب المؤتمر الشعبي في العاصمة، حيث واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها، وسيطرت على بعض المواقع في نهم.
وتفصيلاً، تجددت المواجهات في مناطق متفرقة من العاصمة، تركزت في المناطق الجنوبية والشمالية للمدينة، وامتدت إلى مناطق عصر والستين الغربي، ومحيط منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في شارع الستين، تمكنت خلالها قوات المؤتمر الشعبي من السيطرة على الوضع فيها، قبل أن تنتقل المواجهات إلى مناطق الحصبة والجراف وشارع مأرب وجولة النصر ومحيط السفارة الأميركية بمنطقة سعوان.
وتمكنت من تأمين معسكرات 48 بالسواد ومعسكر ضبوة والمناطق الجنوبية للعاصمة بشكل عام، وانتقلت إلى تأمين المناطق الشمالية للمدينة، التي تتمركز فيها الميليشيات بشكل كبير في حي الجراف والمناطق المحيطة به، وصولاً إلى محيط ملعب الثورة بالقرب من مبنى التلفزيون الرسمي في شارع عمران.
وانتشرت قوات صالح في شوارع الزبير وهائل وبغداد ومحيط الجامعة القديمة والدائري ومحيط المقدرات الحكومية والمنشآت الحيوية والسفارات، لتأمينها، ومنع أي محاولة تسلل لعناصر الميليشيات باتجاه حدة والحي السياسي وشوارع عمان والجزائر، فيما تمكنت مجموعة من عناصرهم المندسة في صفوف حزب صالح من السيطرة على قناة «اليمن اليوم»، التابعة للعميد أحمد علي عبدالله صالح «نجل صالح»، في منطقة بيت بوس بجنوب العاصمة، واحتجاز موظفيها وعددهم 30.
وتتسارع تطورات الأوضاع في العاصمة بين الجانبين، التي شاركت فيها لأول مرة مقاتلات التحالف باستهداف مواقع الحوثيين في جنوب العاصمة بأربع غارات متتالية، بالتزامن مع تحركات بين الأحزاب والقوى السياسية وحزب المؤتمر الشعبي العام، لتشكيل مجلس عسكري لإدارة تلك المناطق، بالتعاون والتنسيق مع مجلس النواب «البرلمان»، المتوقع أن يعقد أولى جلساته خارج العاصمة قريباً.
وذكرت مصادر محلية وأخرى طبية سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات في مواجهة مساء السبت – الأحد، حيث تنتشر جثثهم في مناطق المواجهات بشكل كبير، ووفقاً لإحصائية أولية، فإن 36 من عناصر الحوثي قتلوا، وأصيب 225 آخرون في المواجهات الأخيرة، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف الميليشيات إلى 140، إضافة إلى إصابة المئات.
وفي محيط العاصمة، تمكنت قوات المؤتمر الشعبي العام، بمساندة رجال القبائل، من تأمين مناطق الأزرقين وجدر في شمال المدينة، والصباحة وطريق الحديدة – صنعاء في غرب المدينة، إلى جانب مناطق واقعة خلف جبل نقم وعلى طريق خولان، التي تم تأمينها بالكامل من قبل رجال القبائل الموالية لصالح.
وأثّرت المواجهات في الحياة العامة في العاصمة، التي بدت شوارعها خالية من المارة، والحركة التجارية شبه مشلولة، إلى جانب توقف الأعمال في المرافق العامة والمدارس والجامعات والبنوك والمصارف، وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، فيما انعدمت بشكل كبير المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
وعمدت الميليشيات الحوثية، بعد تضييق الخناق عليها من قبل قوات صالح، إلى إطلاق النار باتجاه المدنيين والمارة في الشوارع في مناطق التماس، موقعة عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم، في أعمال تتنافى مع قواعد الاشتباك المتعارف عليها، معتمدة نهج الميليشيات التي تتصف بها، كما قام عناصرها باقتحام منازل قيادات قبلية وأخرى موالية لحزب المؤتمر الشعبي في العاصمة. وفي المحافظات المجاورة، شهدت بعض المناطق والمديريات مواجهات بين قوات المؤتمر والميليشيات، تمكنت خلالها قوات المؤتمر من تأمين كامل محافظة المحويت الواقعة غرب العاصمة، وعدد من مديريات محافظة حجة، التي تعد أحد أهم معاقل الميليشيات الحوثية، فيما شهدت محافظة عمران مواجهات في مناطق متفرقة، بعد استقدام عناصر الميليشيات عشرات الأطقم والعربات التابعة لها من مناطق في صعدة وعمران والجوف إلى مناطق واقعة في محيط العاصمة، بينها مديريات تتبع عمران.
وتواصلت المواجهات بين الميليشيات وقبائل مديرية خمر التابعة لقبيلة حاشد، كبرى قبائل اليمن في عمران، وفقاً لمصادر محلية، أكدت مصرع 18 من عناصر الميليشيات، بينهم القيادي الميداني منصور الحمزي، وإصابة آخرين، والتي جاءت عقب قيام الميليشيات بتفجير منزل الشيخ مبخوت المشرقي.
وفي ذمار، اندلعت مواجهات بين عناصر قبلية رافضة للميليشيات وحوثيين في مداخل مدينة ذمار من الجهتين الغربية والشمالية، تركزت بالقرب من جامعة ذمار، وبيت الشيخ القبلي العزيري، ومنطقة بني قوس، ومنطقة العابسية بمديرية الحداء، وحاولت الميليشيات اقتحام منزل اللواء فضل القوسي في منطقة العابسية الزاهر. من جهة أخرى، واصلت قوات الجيش تقدمها باتجاه العاصمة صنعاء، ووصلت إلى مناطق متقدمة، وتمكنت من السيطرة على التباب الحمراء بشكل كامل في نهم، إلى جانب تبة القناصين، وأجزاء من طريق مأرب - صنعاء، ما يعني حسم جبهة القلب في الحول، واستعداد وانتظار قوات الجيش للأوامر للتقدم نحو نقيل ابن غيلان، وفقاً للقيادي الميداني الشيخ فلاح بن عبدالكريم عبدالعزيز الشليف، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» قرب حسم معركة الوصول إلى مطار صنعاء وأطراف العاصمة الشمالية بالكامل.