«الشرعية» تستعد لفتح جبهات جديدة بمحيط صنعاء
الجيش يتقدم في الساحل الغــربي باتجاه ميناء الحديدة عبر 3 محاور رئيــسة
واصلت قوات الجيش اليمني، المدعومة من القوات الإماراتية، تقدمها في جبهات الساحل الغربي باتجاه ميناء الحديدة عبر ثلاثة محاور رئيسة، كما تقدمت في جبهات الجوف وصعدة وتعز وحجة، وتستعد لفتح جبهات جديدة بمحيط العاصمة صنعاء التي تشهد تعزيزات غير مسبوقة لميليشيات الحوثي الإيرانية، التي تحاول إحكام قبضتها على المدينة في ظل التصعيد مع قبائل الطوق.
وفي التفاصيل، دفعت قوات الجيش اليمني والتحالف العربي بتعزيزات جديدة إلى جبهة الساحل الغربي باتجاه مديرية الخوخة التي تم تحريرها، أول من أمس، مع معسكر أبوموسى الأشعري، وهو أهم المواقع العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية في الساحل، بهدف التقدم نحو ميناء الحديدة لتحريره وتأمين طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الى جانب تأمين وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
ووصلت، أمس، آليات عسكرية متنوعة برفقة 1200 جندي إلى مديرية الخوخة قادمين من المخاء وباب المندب، حيث تتمركز قوات الشرعية والتحالف، بهدف تحرير مديريتي التحيتا وحيس القريبتين من الخوخة، قبل البدء بعملية عسكرية واسعة نحو مدينة الحديدة ومينائها وعبر محاور متعددة، بمساندة كبيرة من بوارج التحالف ومقاتلاته الجوية وطيران الأباتشي، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن المعارك تدور حالياً في تخوم مديريتي التحيتا وحيس الواقعتين شرق وشمال الخوخة وتبعدان عنها نحو 30 كلم باتجاه الحديدة.
وتوقعت المصادر أن تبدأ معركة تحرير ميناء الحديدة خلال اليومين المقبلين، كما توقعت فتح جبهات جديدة في المناطق الواقعة في إقليم تهامة، الذي يضم الحديدة وحجة والمحويت وريمة، مشيرة إلى أن هناك انهياراً كبيراً في صفوف الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران في خطوط التماس، فيما يواصل عشرات الجنود التابعين لقوات المؤتمر الشعبي العام انضمامهم الى صفوف الشرعية.
وكانت قوات الجيش بمساندة التحالف العربي تمكنت من تحرير مناطق متفرقة على طول الطريق الممتد من يختل في شماء المخاء، وصولاً إلى تخوم مديريتي التحيتا وحيس، بينها مديرية الخوخة ومعسكر أبوموسى الأشعري، وتمكنت من قتل أكثر من 72 عنصراً من الميليشيات، وأسر 30 آخرين، فيما بلغ عدد الإصابات في صفوفهم بالعشرات، كم تم تدمير آليات عسكرية عدة وغنيمة أخرى.
وتمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومتين الجنوبية والتهامية من إفشال هجمات بزوارق بحرية مفخخة، كانت تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر من قبل الميليشيات الحوثية الإيرانية التي أعدت ثلاثة قوارب كانت مركونة في ميناء عسكري بشواطئ الخوخة عند تحريرها ولم تتمكن من استخدامها، مشيرة إلى أن طريقة التفخيخ ونوع المتفجرات المستخدمة فيها إيرانية الصنع وتمت بأيدي إيرانية من الحرس الثوري، وأخرى من حزب الله اللبناني بمشاركة عناصر من ميليشيات الحوثي، بينها يخت يتبع القيادي الحوثي جبران الحاشدي.
من جهة أخرى، أقدمت الميليشيات على قتل شيخ الخوخة وعضو مجلس النواب محمد العميسي، في مدينة الحديدة على خلفية تحرير الخوخة، بتهمة الخيانة وانتمائه لحزب الرئيس المغدور علي عبدالله صالح، كما اعتقلت عدداً من أبناء المديرية بتهمة الخيانة.
وفي غرب تعز، كثفت ميليشيات الحوثي الإيرانية هجماتها على مواقع الجيش في مناطق حذران والضباب ومقبنة، بهدف التقدم صوب منطقة البرح والهاملي وموزع التي باتت بين كماشة الجيش والتحالف من جهتي الساحل وغرب تعز.
وأكدت مصادر ميدانية في غرب تعز، أن ميليشيات الحوثي تعيش حالة من الهستيريا نتيجة تقدم الجيش في الساحل الغربي، وتحاول بكل ما تملكه من قوة الدفع بتعزيزات نحو مواقع أنصارها في شرق يختل والهاملي والبرح وموزع والوازعية، لقطع طرق الإمداد عن الشرعية في الخوخة وإعاقة تقدمها نحو ميناء الحديدة، الذي يعتبر آخر شريان بحري للميليشيات يتم من خلاله تهريب مختلف أنواع الأسلحة والمواد الممنوعة والأدوية وغيرها من المواد اللوجستية المساعدة على بقاء تلك الميليشيات في معاقلها بجبال صنعاء وصعدة وعمران.
وأكدت المصادر أن الجيش اليمني تمكن من إفشال هجمات على مواقعه في حذران وسد الجبلين في الضباب، والتي قتل فيها ستة مدنيين، وأصيب 8 آخرون جراء قصف سيارتهم من قبل الميليشيات الحوثية الإيرانية، كما استهدفت حي الجراجر بمنطقة بئر باشا غرب تعز، حيث أصيب ستة مدنيين جراء سقوط قذيفة على حي سكني.
كما قصفت الميليشيات قرى في جبل صبر والضباب، وحاولت التقدم باتجاه سائلة أبعر والمديهين والمكلكل، جنوب شرق المدينة، تحت غطاء ناري كثيف من قبل عناصرها المتمركزة في الجند والحوبان وتباب الجشعة والسلال وسوفتيل.
وفي حجة الجبهة الشمالية للحديدة، أكدت مصادر ميدانية مصرع وإصابة العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية على يد قوات الجيش والتحالف في جبهات ميدي وحرض، التي واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقعهم فيها بسلسلة من الغارات النوعية أدت إلى تدمير آليات عسكرية تابعة لهم، فيما تواصل قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي التقدم في جبهة حرض باتجاه مديرية الزهرة التابعة للحديدة، لفتح جبهة جديدة باتجاه الميناء الاستراتيجي الواقع على البحر الأحمر.
وفي جبهتي صعدة والجوف، واصلت قوات الجيش بمساندة التحالف تقدمها المتسارع باتجاه قطع طرق الإمداد عن الميليشيات الحوثية الإيرانية في المناطق الحدودية مع السعودية، وتمكنت من تأمين طريق اليتمة – البقع باتجاه مديرية كتاف التابعة لصعدة، كما سيطرت على مواقع وصفت بـ«الحاكمة» ومنها منطقة النبيشين شرق البقع، بعد تحريرها معسكرات الجميشات، الأجاشر، مخنق صلة، تبة الطلعة، محجوبة، ومركز العطفين الاستراتيجي بكتاف.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في مناطق شعبان والأزهور بمديرية رازح، وبني معاذ في سحار، خلفت قتلى وجرحى في صفوفهم، إلى جانب تدمير عدد من آلياتهم العسكرية.
وفي الجوف، أكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة، العقيد عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على المناطق الواقعة على الخط الدولي بين الجوف وصعدة بالكامل من جهة مديرية خب والشعف بالجوف، بعد معارك عنيفة ضد الميليشيات كبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أن أكثر من 16 من عناصرها قتلوا وأصيب العشرات، فيما تم أسر 34 آخرين، وغنيمة عدد كبير من الأسلحة والذخائر.
وأوضح الأشرف أن مناطق خل الراكة، الحريرة، الأبتر، والجميش، وصولاً إلى الخط الدولي، باتت جميعها تحت سيطرة الشرعية، فيما تواصل وحدات هندسية تابعة للجيش والتحالف عمليات نزع الألغام وتطهير تلك المناطق منها، لإفساح المجال أمام تقدم الآليات العسكرية التابعة للجيش نحو مناطق جديدة.
وفي صنعاء، أكد ناطق الجيش، العميد الركن عبده مجلي، استكمال الترتيبات العسكرية لفتح جبهات جديدة في تخوم العاصمة، لبدء تحريرها من ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد وصول ثلاثة ألوية عسكرية جديدة على جبهات الجوف ونهم وصرواح، مشيراً في تصريح صحافي إلى أن معركة تحرير العاصمة انطلقت من جبهات متفرقة، ومنها جبهة تحرير الحديدة التي تهدف الشرعية منها إلى محاصرة العاصمة من الجهة الغربية.
وفي صنعاء أيضاً، تواصل ميليشيات الحوثي الإيرانية تضييق الخناق على سكان المدينة، بفرض إجراءات أمنية وعسكرية مشددة عليهم، إلى جانب قطع خدمات التواصل الاجتماعي والإنترنت ومراقبة الاتصالات الهاتفية والقيام باعتقالات واسعة في أوساط متداولي أخبار وصور تتعلق بالرئيس المغدور علي عبدالله صالح.
في الأثناء، تم العثور على القيادي الحوثي علي الكحلاني، المكنى «أبوماجد»، وهو أحد المشاركين في اغتيال الرئيس المغدور صالح، جثة هامدة في إحدى البنايات بالعاصمة، ولم يعرف بعد ملابسات قتله، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن الميليشيات بدأت بتصفية من قاموا بقتل صالح غدراً لطمس أدلة الجريمة.
من جهة أخرى، ارتفعت وتيرة التصعيد بين قبائل طوق العاصمة وميليشيات الحوثي، على خلفية رفض قبائل الطوق تقديم عرائض كتابية تقر فيها بالولاء لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
وأكدت مصادر قبلية في طوق العاصمة، أن مشايخ ووجهاء القبائل تداعوا وأعلنوا تشكيل حلف قبلي لمواجهة الميليشيات، ومساندة الشرعية وقوات المؤتمر الشعبي العام في استعادة العاصمة وتحريرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news