العبادي: انتصرنا بوحدتنا وعزيمتنا وهزمنا «داعش» بفترة وجيزة. أ.ب

العبادي يعلن انتصار العراق وانتهاء الحرب ضد «داعش»

بعد نحو عام من انطلاق العمليات العسكرية من الموصل في شمال العراق، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، سيطرة قواته «بشكل كامل» على الحدود السورية - العراقية، مؤكداً «انتهاء الحرب» ضد تنظيم «داعش».

وزير الخارجية الفرنسي: عدد المتطرفين الفرنسيين الذين مازالوا في سورية والعراق يناهز 500 متطرف، وعودتهم إلى فرنسا أمر بالغ الصعوبة.

وقال العبادي، خلال افتتاح مؤتمر الإعلام الدولي في بغداد، إن «قواتنا سيطرت بشكل كامل على الحدود السورية - العراقية، ومن هنا نعلن انتهاء الحرب ضد داعش».

وأضاف رئيس الوزراء العراقي، الذي تسلم السلطة في البلاد حين كان التنظيم على مشارف بغداد: «إن معركتنا كانت مع العدو الذي أراد أن يقتل حضاراتنا، ولكننا انتصرنا بوحدتنا وعزيمتنا، وبفترة وجيزة استطعنا هزيمة داعش».

وأكد أن «هذه الانتصارات ليست انتصارات للعراقيين فحسب، إنما انتصارات للعرب والمسلمين والمنطقة بالكامل».

وبعد ذلك، أصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية بياناً أعلنت فيه عن تمكن القوات العراقية من «تحرير الجزيرة بين نينوى والأنبار بإسناد طيران الجيش، وتمسك الحدود الدولية العراقية - السورية شمال الفرات، من منطقة الرمانة حتى تل صفوك على طول 183 كيلومتراً».

وقالت إنه بذلك «تم إكمال تحرير جميع الأراضي العراقية من براثن عصابات داعش الإرهابية، وأحكمت قواتنا البطلة سيطرتها على الحدود الدولية العراقية - السورية من منفذ الوليد إلى منفذ ربيعة».

ويأتي الإعلان العراقي بعد يومين من إعلان روسيا أن الأراضي السورية «تحررت بالكامل» من تنظيم «داعش»، على الرغم من أنه مازال يسيطر على عدد من الجيوب.

وسيطر التنظيم في عام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة العراق، بعد اجتياحه مناطق واسعة فيه وفي سورية المجاورة.

وخاضت القوات العراقية معارك شرسة خلال الأشهر الماضية، بدءاً من الموصل في أكتوبر 2016، وصولاً إلى المعركة الأخيرة في الصحراء الغربية للبلاد.

وخلّفت تلك المعارك، بمساندة ميليشيات «الحشد الشعبي»، دماراً كبيراً في المدن التي استعيدت، وملايين النازحين.

وفي عملية الصحراء، هدفت القوات العراقية إلى طرد فلول المتطرفين والتقاء القوات في الصحراء بين محافظتَي نينوى الشمالية والأنبار الغربية، في طريق يمتد نحو 200 كيلومتر بموازاة الحدود مع سورية.

وفي 27 نوفمبر الماضي، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أن القوات العراقية «طهرت 50% من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29 ألف كيلومتر مربع».

وعلى الرغم من فشل التنظيم المتطرف في الإبقاء على ما سماه «دولة الخلافة» وإقامة «أرض التمكين»، يشير التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى أن 3000 من عناصره في العراق وسورية لم يلقوا السلاح بعد.

وبعد إعلان العبادي النصر النهائي على التنظيم، لايزال التنظيم المتطرف قادراً على إراقة الدماء وإلحاق الأذى بالعراقيين، بحسب ما يقول خبراء وعسكريون.

ويتوقع هؤلاء أن يعود التنظيم الآن إلى مربعه الأول، من خلال شن الهجمات المنفردة والاعتداءات والتفجيرات الدامية ضد المدنيين العزل.

في السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أول من أمس، أن عدد المتطرفين الفرنسيين الذين مازالوا في سورية والعراق يناهز 500 متطرف، مشدداً على أن عودتهم إلى فرنسا أمر بالغ الصعوبة.

وقال لودريان لقناة «بي إف إم تي في» الإخبارية الفرنسية: «هناك رقم يدور حول 500 (متطرف) موجودين هناك، وهؤلاء سيقعون في الأسر أو يتبعثرون في أماكن أخرى».

وأضاف أن «عودتهم إلى فرنسا بوسائلهم الخاصة أمر بالغ الصعوبة»، من دون مزيد من التوضيح.

واعتبر لودريان أن تراجع التنظيم تم «بفضل ما قام به التحالف (الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة) وكذلك أيضاً في نهايته بفضل ما قام به نظام دمشق مدعوماً من روسيا، ولكن هذا فقط في النهاية».

إلى ذلك أثار الإعلان الروسي بتحرير سورية من «داعش» حفيظة لودريان، الذي قال للقناة الإخبارية الفرنسية «أجده أمراً مثيراً للتعجب أن تدّعي روسيا الانتصار على داعش، حتى لو أن القوات الروسية تمكنت متأخرة بعض الشيء، بدعم من قوات نظام بشار الأسد، من تحرير دير الزور» في شرق سورية من التنظيم المتطرف.

وشدد على أن «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي دحرت التنظيم من «40% من سورية» وسيطرت على «60% من الموارد النفطية» في هذا البلد، ولاسيما في المناطق القريبة من الرقة (شمال).

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، قالت، في أكتوبر الماضي، إنه يجب «القضاء على أكبر عدد من المتطرفين» وإنهم «إذا قضوا في المعارك فهذا أفضل».

الأكثر مشاركة