الجيش يتجه لتحرير أرحب وبنـــي حشيش بمساندة قبائل طوق صنعاء
كشف قيادي ميداني في صفوف الشرعية اليمنية، لـ«الإمارات اليوم»، عن قرب معركة تحرير مديريتي بني حشيش وأرحب في شمال وشرق العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من الانتصارات في جبهات العاصمة، في حين واصلت قوات الجيش عمليات تطهير جيوب الميليشيات الحوثية الإيرانية في عسيلان وبيحان شبوة، وسيطرت على تبة الخزان في غرب تعز، واشتبكت مع عناصر الميليشيات في الضالع، فيما واصلت مقاتلات التحالف غاراتها المكثفة على مواقع الميليشيات في مناطق عدة.
وفي التفاصيل، كشف القيادي في صفوف الشرعية، بجبهات نهم، الشيخ فلاح بن عبدالكريم الشليف، لـ«الإمارات اليوم»، عن قرب فتح جبهتي تحرير مديريتي بني حشيش وأرحب، مشيراً إلى أنه في حال تمت السيطرة على منطقة مسورة، ستكون جميع الطرق مفتوحة باتجاه مفرق أرحب، ونقيل ابن غيلان الاستراتيجي.
مستشفيات صنعاء سجلت 24 جثة و63 مصاباً، من عناصر الميليشيات، قادمين من نهم التي تشهد معارك طاحنة بين الشرعية والميليشيات منذ أيام، في حين تحدثت مصادر ميدانية عن مصرع 150 من عناصر الحوثي، في معارك نهم. |
وأشار إلى أن الجيش، بمساندة التحالف العربي، استكمل جميع التجهيزات والخطط العسكرية، بشأن بدء معركة تحرير مديرية بني حشيش، انطلاقاً من جبهة جبل الصلب المطل على المديرية مباشرة، مؤكداً أن معركة تحرير أرحب على وشك البدء بها، بعد التقدم الكبير الذي حققته بالأيام القليلة الماضية، والتحام جبهتي الميمنة والقلب في الحول القريبة من مسورة.
وأوضح الشليف أن مسورة باتت محاطة من ثلاث جهات، بعد سقوط جبل القناصين وتأمين ظهر القوات المتقدمة نحوها، والتي تستعد لاقتحامها في أي لحظة، وبعد السيطرة عليها ستكون جميع الطرق سهلة ومفتوحة نحو نقيل ابن غيلان الاستراتيجي، ومناطق أخرى مفتوحة، نتيجة عدم وجود تضاريس وعرة كما كانت الجبهات عليه خلال الفترة الماضية، ولفت إلى أن المعارك المقبلة ستكون معارك مفتوحة وسهلة على الجيش، وسيكون خلالها التقدم سريعاً نحو العاصمة.
وأكد الشليف أن جميع الأمور في نهم مبشرة، وتسير وفق خطط مدروسة لتفادي وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش، نتيجة الألغام والكمائن التي تنصبها الميليشيات الحوثية، التي وصفها بالمنهارة، ولم تعد تملك إلا الألغام والصواريخ والكمائن، ولم تعد قادرة على المواجهة المباشرة.
كما أكد أن 22 قناصاً من ميليشيات الحوثي الإيرانية سلموا أنفسهم، بعد حصارهم لثلاثة أيام في تبة القناصين في نهم، كما انتحر مشرف الميليشيات في جبهة القلب المدعو «أبومالك المؤيد»، نتيجة انهيار الجبهة أمام ضربات الجيش وغارات التحالف، فيما تم أسر عدد من عناصره وفرار البقية باتجاه مناطق متفرقة خاضعة لسيطرتهم على تخوم العاصمة، مشيراً إلى أن الميليشيات تعيش أسوأ حالاتها العسكرية، ما يسهل على الجيش تحقيق انتصارات كبيرة على مختلف الجبهات.
وكشف الشليف عن وجود تنسيق، وصفه بالسري، بين الشرعية وعدد من مشايخ وقبائل الطوق، ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات بهدف الاشتراك في عملية تحرير العاصمة، وأكد أن هناك موافقة وتأييداً كبيراً في صفوفهم للشرعية من أجل استعادة الدولة، كما يوجد تنسيق كبير بين الجيش في الميدان وقوات التحالف بشأن الغارات الجوية المساندة التي تشنها طائراتها، والتي عملت خلال اليومين الماضيين على تدمير خمس عربات ومدرعة حوثية، ما أسفر عن مصرع وإصابة من كانوا على متنها، أثناء توجهها من صنعاء إلى جبهات نهم. ووصلت إلى مستشفيات صنعاء 24 جثة و63 مصاباً من عناصر الميليشيات، قادمين من نهم التي تشهد معارك طاحنة بين الشرعية والميليشيات منذ أيام، في حين تحدثت مصادر ميدانية عن مصرع 150 من عناصر الحوثي، في معارك نهم الأخيرة وإصابة العشرات.
من جانبها، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها المكثفة، على العاصمة ومحطيها.
وفي العاصمة صنعاء، أيضاً، شهد شارع الخمسين جنوب العاصمة مواجهات مسلحة بين عناصر الميليشيات وأخرى بلباس مدني، تركزت بالقرب من منزل اللواء مهدي مقولة، وهو قائد المنطقة العسكرية الرابعة سابقاً، وأحد أبرز القادة العسكريين في قوات المؤتمر الشعبي العام، وأحد المقربين من الرئيس المغدور على عبدالله صالح، حيث خلفت المواجهات 20 قتيلاً، وعدداً من الإصابات في صفوف الميليشيات.
كما شهدت مناطق عدة مواجهات بين مسلحين منتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام، وعناصر الميليشيات، خلفت ثمانية قتلى، وامتدت من مدينة إب إلى مديريات العدين وذي السفال والحيمة.
من جهة أخرى، باتت صنعاء خالية من أي دبلوماسيين، بعد مغادرة البعثة السورية للمدينة، والتي تعد آخرة البعثات الدبلوماسية العاملة بصنعاء، بعد أن سبقتها بالمغادرة البعثات الروسية والصينية والإيرانية، إلى جانب المنظمات الأجنبية العاملة بمجالات الإغاثة والصحة والطفولة.
وفي شبوة، قتل 70 من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية في مناطق متفرقة من مديريتي عسيلان وبيحان، بعد رفضهم الاستسلام لقوات الجيش، وفقاً لمصادر ميدانية، والتي أكدت أن قوات الجيش دعت خلايا تابعة للميليشيات في شعب بريكة على أطراف بيحان للاستسلام بعد حصارهم، إلا أنهم رفضوا، ما دفع الجيش للتعامل معهم وأرداهم قتلى. وأكدت المصادر أن قوات الجيش تمكنت من أسر 150 حوثياً، منذ انطلاق عملية تحرير بيحان وعسيلان الجمعة الماضية، فيما قتل نحو 500 عنصر منهم وجرح العشرات، ودمرت ما يقرب من 27 آلية عسكرية، إلى جانب الاستيلاء على عتاد عسكري متنوع.
من جهة أخرى، طالبت الميليشيات الجيش بإطلاق سراح 30 من أسراها لدى الجيش، من القيادات الميدانية، مقابل انسحابهم من وادي خير غرب بيحان المحاذي لمحافظة البيضاء.
وفي البيضاء، أكدت مصادر محلية في مديريات رداع تدمير آليات عسكرية عدة للميليشيات، نتيجة غارات التحالف على مواقعهم في حمة المخنق وبلاد أهل الجوف التابعتين لمديرية القريشية، إلى جانب تدمير مدفع عيار 23 في موقع المطراش في نوفان، ومخزن أسلحة في اللواء 26 بمديرية السوادية.
وكانت مصادر محلية أكدت مصرع القيادي الحوثي المكنى «أبويونس»، مع عدد من مرافقيه، في عملية نوعية لأفراد الجيش والمقاومة.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من تحرير تبة الخزان في جبهة مقبنة غرب تعز، واستكملت تطهير منطقة المزاندة في المديرية بالكامل من الميليشيات، عقب مواجهات عنيفة معهم، خلفت قتلى وجرحى في صفوفهم، بينهم القيادي المكنى «أبومران»، قائد فريق الاقتحام الذي لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه في المواجهات الأخيرة على يد قوات الجيش. وفي الوازعية جنوب غرب تعز، ارتكبت الميليشيات مجزرة بحق الطفولة، بعد قصفها منزل طه علون، ما أدى إلى استشهاد ستة من أطفاله وأخيه وأمه.
وفي الضالع وسط اليمن، أكدت مصادر ميدانية مصرع 15 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، وأسر أربعة آخرين على يد الجيش في قطاع يعيس شمال مريس، التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجانبين، تمكنت خلالها قوات الجيش من كسر هجوم للميليشيات على مواقعها في المنطقة.