الجيش اليمني يبسط سيطرته علـى مديريتي نعمان وناطع في البيضاء
أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الجيش اليمني، بسط، أمس، سيطرته على مديريتي نعمان وناطع في محافظة البيضاء، في وقت بدأت قوات الجيش اليمني مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية في نهم، بهدف توحيد الجبهات المحيطة بالعاصمة صنعاء، بعد التحام القوات، وشنت هجوماً واسعاً باتجاه سلسلة جبال يام في شرق نهم باتجاه جبهات الجوف التي شهدت هي الأخرى معارك مماثلة بهدف توحيد الجبهتين، فيما شهدت مأرب وصعدة والضالع، معارك عنيفة بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي الإيرانية.
300 من العناصر والقيادات الميدانية للميليشيات الحوثية الإيرانية قتلوا خلال الأسبوع المنصرم. |
وفي التفاصيل، سيطر الجيش اليمني على مديريتي نعمان وناطع في البيضاء، وواصل تقدمه في محافظة البيضاء، بعد أن استعاد أخيراً مواقع استراتيجية عدة في المحافظة، أهمها موقع الثعالب.
وأكدت مصادر قبلية أن عدداً من مشايخ ووجهاء وقادة المقاومة في المحافظة عقدوا اجتماعاً مع قيادة الجيش الوطني في مديرية بيحان شبوة، ضم قادة ألوية 26 مشاة و21 ميكا و19 التابعة للشرعية، إلى جانب قائد كتيبة الحزم العقيد أحمد العقيلي، تم خلاله التنسيق بين الجانبين، لبدء معركة تحرير البيضاء.
وأشارت المصادر لـ«الإمارات اليوم» إلى أن الاجتماع كان إيجابياً، وأفضى إلى اتفاق على تغيير قيادة محور البيضاء، الأمر الذي وافقت عليه قيادة الجيش العليا ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، وقاموا بتعيين العميد الركن عبد الرب الأصبحي، قائداً لمحور البيضاء، خلفاً للعميد ركن مراد علي ناصر طريق. وأكدت المصادر أن تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للشرعية وصلت إلى بيحان قادمة من مأرب، بهدف تعزيز جبهات البيضاء والبدء بتحريرها بالكامل من ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد وصول طلائع الجيش إلى مديريات نعمان وناطع والملاجم، مشيرة إلى مصرع القيادي الحوثي أبوابتسام الصعداوي وخمسة من مرافقيه في المواجهات الأخيرة في نعمان.
من جانبها، شنت مقاومة البيضاء في رداع هجوماً على تجمع للميليشيات في مبنى مديرية القريشية، أسفر عن مصرع ثلاثة من عناصر الحوثي وإصابة آخرين، ما دفع الميليشيات إلى قصف قرى الزوب وفرض حصار عليها.
وفي جبهة ذي ناعم تمكنت المقاومة من إفشال محاولة تقدم للميليشيات باتجاه مواقعها في «الاريل» بالدريعاء، وكبدوها خسائر كبيرة.
وكان الجيش اليمني، قد حرّر، الاثنين الماضي، بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، مديرية الملاجم، ثالث مديريات محافظة البيضاء، في تقدم ميداني كبير ومتسارع، في العملية العسكرية لتحرير المحافظة، وسط انهيار وفرار ميليشيات الحوثي الإيرانية.
وفي أبين، بدأت قوات الجيش بالتقدم نحو منطقة ثرة باتجاه مديرية مكيراس في البيضاء، وتمكنت من الوصول إلى أطراف مناطق سلبة زارة، وأهل بدور، وبلد القريفة.
إلى ذلك أعلن الجيش اليمني مقتل 80 قيادياً بارزاً من ميليشيات الحوثي، في معارك مع قوات الجيش الوطني وغارات التحالف منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، في عدد من الجبهات التي تشهد مواجهات مستمرة وسط انهيارات حوثية كبيرة.
وكشف الجيش اليمني أيضاً أن الميليشيات خسرت خلال الأسبوع المنصرم 300 من عناصرها وقيادات ميدانية في جبهة بيحان شبوة، فضلاً عن مقتل قيادات ميدانية حوثية في جبهات البيضاء، وصنعاء، وحجة، وصعدة، والضالع، والحديدة، والجوف. وفي صنعاء، أكد الناطق العسكري باسم المنطقة العسكرية السابعة العقيد عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، بدء قوات الجيش في نهم مرحلة عسكرية جديدة، بهدف توحيد جبهات القتال بمحيط العاصمة، بمساندة قوات التحالف العربي، من أجل توحيد الجهود لتحرير العاصمة عبر فتح جبهات جديدة. وأشار إلى أنه عقب توحيد جبهتي الميمنة والقلب في نهم، بدأت معركة توحيد والتحام جبهات الجوف وصنعاء عبر سلسلة جبال يام التي تخوض قوات الجيش فيها معارك عنيفة ضد الميليشيات، بهدف فتح الطرق باتجاه الجوف والالتحام مع قوات المنطقة العسكرية السادسة في الجوف مع المنطقة العسكرية السابعة في صنعاء.
وأوضح العقيد الشندقي أن قوات الجيش تمكنت بقيادة قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن ناصر الذيباني، من تحرير سلسلة جبال يام شمالاً حتى جبال القناصين في جنوب الجبهة، ولم يتبق سوى تباب صغيرة باتجاه طريق الجوف، سيتم تحريرها قبل الالتحام مع جبهات المتون والعقبة، حسب وصفه.
ولقي عدد من عناصر الحوثي مصرعهم في نهم، بينهم القيادي الميداني محمد علي الضياني، وجرح عدد آخر، بالمعارك والدائرة في جبهات متفرقة من المديرية، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقعها في أطراف نهم من جهة أرحب وبني حشيش.
وكانت قوات الجيش تمكنت من اختراق تحصينات الميليشيات في جبهة مسورة، وسيطرت على عدد من القرى الصغيرة فيها، تمهيداً لاستكمال تحرير المنطقة التي تعد مفتاح تحرير نقيل ابن غيلان الاستراتيجي، إلى جانب منطقة محلي ووادي محلي الرابط بين مسورة وابن غيلان.
وفي الجوف، أطلقت قوات الجيش في المنطقة العسكرية السادسة عملية عسكرية بهدف إنهاء وجود الميليشيات الحوثية في المحافظة بالكامل، وحققت تقدماً كبيراً في جبهات خب والشعف والمتون والمصلوب، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن الجيش تمكن من السيطرة على 17 كم في خب والشعف وحدها، وسط انهيار كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية الإيرانية.
ووفقاً للمصادر فإن قوات الجيش تمكنت من تأمين محيط معسكر ومنطقة الأجاشر في خب والشعف، وتمكنت من قتل القيادي الميداني الحوثي المكنى أبوحسين، وعدد من عناصره، وأسر ثلاثة آخرين، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات نوعية على تعزيزات وتجمعات الميليشيات في المناطق الواقعة بين العقبة وخب والشعف وأخرى في مديرية المصلوب، وفي محيط معسكر حام بمديرية المتون.
وفي مأرب، بدأت قوات الجيش عملية عسكرية خلف جبل مرثد الاستراتيجي، باتجاه ريف العاصمة الجنوبي بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات على مواقعها ونقاطها في الطريق الترابي الرابط بين خولان صنعاء وصرواح مأرب، وأخرى على معسكر العرقوب بخولان. ودمرت مقاتلات التحالف عربة عسكرية للحوثيين في صرواح، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم كانوا على متنها.
وفي الضالع، تمكنت مقاتلات التحالف من قتل 40 عنصراً من الميليشيات، بينهم ثلاثة من قادتها، بغارات استهدفت مواقعها في تبة القاضي ونقطة على المدخل الغربي لمدينة دمت، شمال المحافظة، وفقاً لمصادر محلية، مؤكدة أن مشرف الحوثي في دمت، المكنى «أبوالكرار»، والقياديين الميدانيين أحمد حملة المكنى «أبوالبراء»، وأبوعلي أحمد السراجي، قتلوا في الغارات.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات أدت إلى تدمير مخزن أسلحة وآليات عسكرية تابعة للحوثيين في تلك المناطق، والتي تمهد لبدء عملية عسكرية لقوات الشرعية في الضالع، بهدف فتح جبهة جديدة باتجاه محافظة البيضاء المحاذية لها من الجهة الشمالية الشرقية.