قوات من الشرعية في منطقة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

الجيش اليمني يحرّر مواقع استـراتيجية في تعز ويسيطر على مركز مديرية باقـم بصعدة

حقّقت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، انتصارات نوعية في جبهات تعز وصعدة، وتمكنت من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في قريتي العدنة والشعابي، ووصلت إلى محيط قرية لوزم بتعز، كما تقدمت نحو مركز مديرية باقم في صعدة، التي باتت تحت السيطرة النارية للجيش، فيما شهدت الجبهات الأخرى عمليات عسكرية وغارات لمقاتلات التحالف العربي، أسفرت عن مصرع العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، ممثلة في اللواء 22 ميكا شرق تعز، من تحرير قريتي العدنة والشعابي ومحيط قرية لوزم على طريق دمنة خدير، التي تعد أحد أهم معاقل الميليشيات المتحكمة بجنوب وجنوب شرق المحافظة، وعلى الطريق الرابط بين تعز وعدن، وفقاً لمصادر ميدانية، أكدت مصرع 14 من عناصر الميليشيات في العمليات الأخيرة للجيش في تلك المناطق.

وأكدت المصادر قيام الجيش بقصف مواقع الميليشيات في تبتي الجعشة والسلال، وما بعد تبة لوزم شرق المدينة، بالدبابات والمدفعية الثقيلة، موقعة في أوساطهم خسائر كبيرة، في حين لقي عدد من عناصر الميليشيات بينهم مشرف جبهتي القصر والتشريفات مصرعهم، وجرح آخرون في المواجهات التي دارت شرقي المحافظة.

من جهة أخرى، أكد قائد اللواء 22 ميكا، العميد الركن صادق سرحان، مساندته محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود، واستنكر استهداف مؤسسات الدولة، داعياً جميع الأطراف إلى التوقف عن الخوض في أي صراعات جانبية تسهم في الإخلال بالوضع العام، والانحراف عن المسار الموحد المتمثل في تحرير المحافظة من ميليشيات الانقلاب، وتثبيت الأمن والاستقرار، وتفعيل مؤسسات الدولة. وقال في تصريح صحافي: «من يفقه مرحلتنا الراهنة فسيعرف أن الوقوف إلى جانب محافظ المحافظة واجب وطني، وأن قيادة مشروع التحرير وترسيخ دعائم الدولة والاستقرار الأمني، وتخليص المحافظة من الانقلابيين، يتطلب تكاتف وجهود الجميع، كلّ من موقعه».

وأكد رفضه أي تصرفات خارجة على القانون، أو تعد على حقوق وحريات المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، مهما كان مصدرها أو دوافعها، وشدد على ضبط المطلوبين أمنياً.

وفي غرب المدينة، تمكنت قوات الجيش بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، من صد محاولات تسلل إلى مواقع الجيش الوطني شرقي منطقة الهاملي الجبلية، التابعة لمديرية موزع، وتمكن الجيش من إحباط المحاولة، وقتل وجرح أفراد المجموعة المهاجمة.

وكانت مقاتلات التحالف شنّت غارات على منطقة الحناية بمديرية الوازعية غرب تعز، أدت إلى تدمير عربة عسكرية وإعطاب أخرى، ما أسفر عن مصرع وإصابة من كانوا على متنهما من عناصر الميليشيات.

وكانت الرئاسة اليمنية أكدت، على لسان نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، اهتمامها وقيادة التحالف العربي، باستكمال تحرير تعز، وإنهاء معاناة أبنائها، مشيدة بالصمود الأسطوري الذي أبداه أبناء المحافظة، في ظل انتهاكات وجرائم حرب تعمدت ميليشيات الحوثي ارتكابها بحق المدنيين.

وفي صعدة، أكدت قيادات عسكرية ميدانية في جبهة مديرية باقم، أن قوات الجيش باتت تسيطر نارياً على مركز المديرية، الهدف المقبل لقوات الجيش والتحالف، لتحريرها باعتبارها مفتاح مديرية الصفراء، التي تفصلهم عن مركز محافظة مدينة صعدة، في حين كانت قوات الجيش سيطرت على المواقع الاستراتيجية المحيطة بمركز المديرية بشكل كلي، والمتمثلة في مثلث باقم، ومناطق آل صبحان وجبال أبواب الحديد، ما جعل مركز مديرية باقم تحت السيطرة النارية بالكامل.

ونقل موقع الجيش الوطني عن قائد اللواء الخامس حرس، العميد صالح قروش، أن مرتفعات التباب السود وتبة البركان، تم تأمينها بالكامل، بعد تطهيرها من الألغام، وأن قواته تتأهب لاستئناف الزحف نحو مركز مديرية باقم، مشيراً إلى أن العمليات الأخيرة خلّفت 50 قتيلاً في صفوف الميليشيات، بينهم قيادات، إلى جانب عشرات الجرحى.

وفي ذمار جنوب العاصمة صنعاء، أكدت مصادر محلية مصرع 138 مسلحاً حوثياً بغارات للتحالف على معسكر التدريب في قاع الحقل بمديرية ضوران آنس، فيما جرح أكثر من 250 آخرين، معظمهم في حالة خطرة، مشيرة إلى أن الغارات أدت إلى تدمير عدد كبير من الأسلحة والآليات التي كانت في المعسكر الذي اختلف عليه بين القبائل والميليشيات، قبل أن تتدخل مقاتلات التحالف وتدمره بالكامل، بنحو 13 غارة متتالية.

وكانت إحصائية صادرة عن المقاومة الشعبية في اليمن أكدت سقوط 384 قتيلاً في صفوف الميليشيات في جبهات القتال المتفرقة، خلال النصف الأول من فبراير الجاري، احتلت صنعاء المرتبة الأولى في عدد القتلى، الذي بلغ 138 قتيلاً، تلتها ذمار بـ65 قتيلاً، وحجة 40 قتيلاً، وإب 39 قتيلاً، وعمران 35 قتيلاً، والحديدة 23 قتيلاً، وتعز 21، وصعدة 16، والمحويت أربعة، وريمة ثلاثة قتلى.

وفي صنعاء، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على مناطق عدة في وادي خلقة، وأخرى في غرب المدفون، على طريق نقيل ابن غيلان الاستراتيجي، كما تمكنت من تدمير أربعة عربات عسكرية في منطقة المنعطف، بعد منطقة مسورة التي تدور فيها مواجهات بين الجيش والميليشيات، ما أدى إلى مصرع وإصابة من كانوا على متنها.

من جهة أخرى، شهدت العاصمة أول مواجهة بين قطاع الاتحاد العام لنقابات وعمال اليمن، والاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية، والنقابات العمالية الأخرى التي رفضت توريد الاشتراكات التأمينية الشهرية إلى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، بسبب القرارات المخالفة للقانون، وتعيين رئيس للمؤسسة موالٍ للحوثيين، ونهب إيراداتها من الميليشيات.

في الأثناء كشفت مصادر مقربة من الميليشيات، عن محاولة قيادات بارزة في صفوف الحوثيين تهريب عائلاتهم من صعدة وصنعاء، وعدد من المناطق المتوقع سقوطها في أيدي الشرعية إلى خارج البلاد، مشيرة إلى أن عدداً من القيادات بدأ عملية تهريب عائلاته إلى الخارج، تحسباً لتطورات عسكرية قادمة من قبل التحالف العربي وقوات الشرعية.

وأضافت المصادر أن أكثر من 20 قيادياً حتى الآن أخرجوا عائلاتهم من اليمن بوساطة طائرتين، وصلتا إلى صنعاء بتاريخ 24 و25 من الشهر الماضي.

وفي البيضاء وسط اليمن، سقط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي بين قتيل وجريح، نتيجة محاولتهم السطو على أراضي القبائل في رداع، تابعة لآل غليس، التي أجبرتهم على الفرار من مناطقها بعد مواجهات واشتباكات عنيفة خاضها رجال القبائل مع عناصر الميليشيات.

في الأثناء، كشفت وثائق عن سبب الخلافات بين قبائل مديرية الطفة والميليشيات، التي أدت إلى مصرع «أبوخالد»، مشرف الحوثيين في المديرية، حيث أكدت أن الخلافات كانت حول سبعة ملايين ريال، كانت تريد عناصر الحوثي، ممثلة في الصريع أبوخالد، والقيادي الحوثي علي عبدالولي الهياشي، المعين من قبل ميليشيات الحوثي مديراً لمديرية الطفة، الأمر الذي رفضه محمد هادي الحداد، الذي قتل في العملية إلى جانب المقاتل حسين أمبوبك الشمري، الذي قتل مشرف الميليشيات، لتقوم بعدها قائمة أهالي الطفة، حيث تم اختطاف أكثر من 20 مواطناً، بينهم أولاد الشهيد هادي.

وفي شبوة القريبة من البيضاء، دمرت قوات الجيش الوطني مئات الألغام والعبوات الناسفة من مخلفات ميليشيات الحوثي الانقلابية بالمحافظة، وفقاً لمصادر عسكرية، أكدت تمكن الفرق الهندسية التابعة لدائرة الهندسة العسكرية بهيئة الأركان العامة، من تدمير كمية كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، بعد نزعها من مناطق وقرى مديرية عسيلان، غرب المحافظة، بلغت 1000 لغم وعبوة ناسفة وقذائف لم تنفجر، زرعتها الميليشيات الحوثية في قرى مديرية عسيلان. وأكدت المصادر أن الألغام متنوعة الصنع، ما بين صناعة محلية وروسية ويوغسلافية، ومتنوعة الأحجام والأشكال، منها 800 لغم مضاد للدروع، و100 لغم مضاد للأفراد، و50 عبوة ناسفة، و50 قذيفة لم تنفجر، زرعتها الميليشيات في الطرقات وفي المزارع والأشجار في منطقة لا يتجاوز قطرها كيلومترين مربعين.

وفي مأرب، تمكنت الدفاعات الجوية لقوات التحالف من اعتراض خمسة صواريخ بالستية، أطلقتها ميليشيات الحوثي دفعة واحدة، كانت تستهدف المدينة، وتم تدميرها في الجو، وسقطت في أماكن خالية، دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية.

في الأثناء، شنت قوات الجيش هجوماً على مواقع الميليشيات غرب تباب البراء بصرواح، تمكنت خلاله من التقدم نحو أحد المواقع بالمنطقة، في ظل استمرار المواجهات بين الجانبين، مع تراجع الميليشيات نحو التباب المجاورة، على وقع قصف الجيش وغارات التحالف.

الأكثر مشاركة