«مصائد الموت».. أشباح حوثية على طرق اليمن
مأساة حقيقية خلفتها ميليشيات الحوثي الإيرانية، الوكيل الحصري لقوى الهيمنة في المنطقة، على كاهل أبناء اليمن الشقيق، تمثلت في ألغام وعبوات ناسفة، تمت زراعتها عشوائياً، كأنها مصائد موت.
فلم ترحم «مصائد الموت» الحوثية النساء أو الرجال أو براءة الأطفال، مخلفة وراءها أكثر من 10 آلاف معاق، في دلالة واضحة على بشاعة المخطط الانقلابي الحوثي.
«مصائد الموت» الحوثية لم ترحم النساء أو الرجال أو براءة الأطفال، مخلفة وراءها أكثر من 10 آلاف معاق. |
في المقابل، تصدى أبطال الفرق الهندسية، التابعة للقوات المسلحة الإماراتية ببسالة لنزع هذه الألغام. ونجحت في نزع وتفجير أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة، خلال الأشهر الـ8 الماضية، من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي، إضافة إلى تدريب 65 يمنياً متطوعاً مع المقاومة على نزعها.
ولم يكن مفاجئاً أن 90% من الألغام، التي تم نزعها أو تفجيرها، إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي «TM57»، فيما تشبه العبوات الناسفة لغم «كليمر».
ورصدت وكالة أنباء الإمارات، عبر رحلة ميدانية استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر، مشاهد من عمليات نزع الألغام، التي يقوم بها رجال الفرق الهندسية في القوات المسلحة الإماراتية، موثقة بالصور وشهادات حية من عائلات يمنية، خصوصاً في الساحل الغربي لليمن، إضافة إلى مشاهد مأساوية لأطفال وشباب وشيوخ، تعرضوا لأبشع أنواع الخسة والغدر الحوثي.
وقال خبير ألغام، يعمل ضمن الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية، إن الفرق الهندسية نزعت وفجرت أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة، خلال الأشهر الـ8 الماضية وحتى فبراير الماضي، من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي، كما تم، أخيراً، تدريب 65 يمنياً متطوعاً على تطهير الألغام، وجميعهم يعملون مع المقاومة.
وأشار إلى أن 90% من الألغام، التي نزعت، إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي «TM57»، إضافة إلى العبوات الناسفة، التي تشبه لغم «كليمر». وأضاف أن عملية نزع الألغام الحوثية وتفجيرها يتمان في مناطق آمنة، وفق أفضل الممارسات العالمية في هذا الصدد.
وتابع «لاحظنا أن الحوثيين تعمدوا زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في الطرق والمزارع والمناطق السكنية، من دون مراعاة للمدنيين، ما يؤكد أنهم يستهدفون قتل أكبر عدد من اليمنيين»، معرباً عن أسفه لإعاقات لحقت بشباب وأطفال العديد من العائلات اليمنية، والذين تعرضوا لبتر أيديهم وأقدامهم، فيما فقدت أسر ذويها نتيجة هذه الألغام والعبوات الناسفة.
وأشار إلى التنوع الذي تنتهجه الميليشيات الحوثية الإيرانية، في عمليات زرع الألغام، فمنها ما هو على شكل صخور يتم زرعها في المناطق الجبلية، ومنها ما هو على شكل كتل رملية ومعظما إيرانية الصنع، إضافة إلى ألغام ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد وعبوات محلية الصنع، علاوة على الأشراك الخداعية التي يتم زرعها بخبث شديد، والتي تم نزع نسبة كبيرة منها، ناهيك عن الألغام البحرية.
وقال رئيس فريق الهلال الأحمر في عدن، المهندس جمعة عبدالله المزروعي، إن تكفل الإمارات بعلاج الجرحى اليمنيين، يأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه للأشقاء لتخفيف معاناتهم، والوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، جراء الانتهاكات المتواصلة لميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية ضدهم.
وأوضح أن الدولة عالجت ما يزيد على 4000 جريح يمني، في الإمارات والأردن والسودان والهند، تماثل الكثير منهم للشفاء، وعادوا إلى أرض اليمن، فيما لايزال البعض يتلقى العلاج.
من جهته، أكد مسؤول الفريق الطبي في المستشفى الميداني العسكري، الطبيب محمد عبدالله، الحرص على تقديم خدمات علاجية ميدانية متكاملة لكل أهالي المناطق المحررة في الساحل الغربي اليمني، مشيراً إلى أن الفرق الطبية تعاملت مع الضحايا، وقدمت كل الخدمات العلاجية لهم.
وأشار مسؤول الفريق الطبي إلى أن المستشفى الميداني العسكري استقبل ما يزيد على 2500 حالة مرضية، خلال أربعة أشهر، تصنف إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة، موضحاً أن إسهامات الفرق الطبية للقوات المسلحة الإماراتية في اليمن، تأتي تجسيداً لنهج الإمارات الإنساني، والحرص على توفير الإغاثة للأشقاء.
من جانبها، قالت وكيل وزارة الصحة اليمنية، الدكتورة إشراق السباعي، إن الإمارات مستمرة في دعم القطاع الطبي بالمعدات والأجهزة، إضافة إلى الأدوية وتقديم الخدمات العلاجية لأبناء الشعب اليمني، وإنقاذهم من إرهاب ميليشيات الحوثي الإيرانية، التي زرعت الألغام بعشوائية في الطرق المؤدية إلى المنازل، ما شكل كارثة إنسانية حقيقية، خلفت أكثر من 10 آلاف معاق على مناطق الساحل الغربي لليمن.
وفي سياق متصل، أكد عدد من سكان الساحل الغربي لليمن أن الخدمات العلاجية، التي يوفرها الفريق الطبي للقوات المسلحة الإماراتية، أسهمت في إنقاذ حياة الكثير، خصوصاً في ظل ضعف الإمكانات الطبية في معظم مستشفيات الساحل الغربي، متوجهين بالشكر إلى الإمارات على مبادراتها الإنسانية، التي تستهدف نجدة الشعب اليمني.