انتصارات للمقاومة اليمنية في الساحل الغربي.. ورقعة الحوثيين تنحسر
تشهد جبهات الساحل الغربي لليمن توسعاً وزخماً عسكرياً كبيراً، وانتصارات متلاحقة لقوات المقاومة الوطنية اليمنية، و«ألوية العمالقة»، والمقاومة التهامية، مع تمكنها من اختراق خطوط الدفاع الأمامية لميليشيات الحوثي الموالية لإيران، وانحسار رقعة سيطرتها ودحر عناصرها في عمليات نوعية ومباغتة أربكت صفوفها وأنهكت قدراتها العسكرية، وذلك بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية.
العمليات العسكرية أسفرت عن مصرع 250 عنصراً من ميليشيات الحوثي، في مواجهات مع المقاومة اليمنية. |
ورصدت وكالة أنباء الإمارات، الانتصارات العسكرية والتقدم الميداني المستمر لقوات المقاومة اليمنية، منذ إطلاق التحالف العربي، أخيراً، عمليات عسكرية واسعة وكبيرة باتجاه مدينة الحديدة لتطهيرها من الميليشيات الحوثية، واستكمالاً لواحدة من أهم العمليات العسكرية بالتزامن مع استمرار العمليات غربي محافظة تعز في أكثر من اتجاه، وتضييق الخناق على الحوثيين، وقطع أهم خطوط إمدادهم في الساحل الغربي.
وتواصل قوات المقاومة اليمنية، بمختلف تشكيلاتها، تقدمها الميداني جنوبي الحديدة من محورين، بالتزامن مع غارات جوية مركزة، تستهدف مواقع وتجمعات وتعزيزات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي الموالية لإيران، في مناطق الجراحي وزبيد والتحيتا وبيت الفقيه.
ويشهد المحور الأول مواصلة قوات المقاومة، المتمركزة شمال مديرية حيس، زحفها وتقدمها نحو الجراحي، فيما يشهد المحور الثاني، وهو الأكثر تقدماً باتجاه مديرية التحيتا السيطرة على مواقع استراتيجية، مطلة على قرية السقف والمناطق المجاورة لها جنوبي التحيتا، والذي بدوره يقرب القوات بشكل كبير من ميناء الحديدة.
وتقدمت قوات المقاومة اليمنية بعمق يزيد على 20 كيلومتراً باتجاه مديرية التحيتا، ونجحت في انتزاع مواقع مهمة واستراتيجية، منها ميناء الحيمة العسكري، والتقدم شمالاً، وتطهير منطقة الفازة بعد أن نفذت القوات المسلحة الإماراتية عملية برمائية، وتمكنت من تدمير مركز قيادة وسيطرة تابع للحوثيين، بهدف القضاء على تجمعاتهم، ومنعها من زراعة الألغام البحرية ووقف تهديداتها للملاحة الدولية.
وأسفرت العمليات العسكرية عن مصرع أكثر من 250 عنصراً من ميليشيات الحوثي، في مواجهات مع قوات المقاومة اليمنية منذ انطلاقها أخيراً باتجاه الحديدة، فيما فرت عناصر الميليشيات من الجبهات، تاركين خلفهم عتادهم وأسلحتهم وقتلاهم، وذلك بعد حصارهم وتضييق الخناق عليهم وقطع خطوط إمدادهم، ليتلقوا بذلك ضربات موجعة وقاصمة وهزائم متلاحقة، شتت صفوفهم وأنهكت قدراتهم العسكرية.
وجاءت العمليات العسكرية الواسعة باتجاه الحديدة، بعد السيطرة على مديريات وجبهات مهمة غربي تعز، وقطع خطوط الإمدادات عن الحوثيين، لتستعيد بعدها المقاومة اليمنية مديريات موزع والوازعية ومعسكر العمري وجبهة كهبوب.
وأحدثت العمليات العسكرية النوعية الأخيرة ارتباكاً غير مسبوق في صفوف الميليشيات، وتمركزها وقدرتها على الصمود ميدانياً، في ظل الضربات الموجعة من مقاتلات التحالف العربي، واستهداف قيادات الحوثيين، وكان آخرهم ثماني قيادات من المشرفين على جبهات القطابا والجراحي وحيس والهاملي، والتي تزامنت مع هزائمهم المتتالية على الأرض.
وأفادت مصادر يمنية بالحديدة بفرار مشرفين وقياديين، عينتهم ميليشيات الحوثي بمناصب أمنية بعدد من مديريات المحافظة، خوفاً من الوقوع أسرى في قبضة قوات المقاومة اليمنية، وذلك بعد الانتصارات المتتالية في مختلف الجبهات، فيما قامت الميليشيات بعمل نقاط تفتيش في المناطق الواقعة تحت سيطرتها للقبض على عناصرها الهاربة من جبهات القتال.
كما تتقدم قوات المقاومة اليمنية، بإسناد من التحالف العربي ميدانياً في معاركها ضد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، في جبهة الساحل الغربي شمالاً، وسط عمليات تمشيط واسعة ومستمرة لتطهير ما تبقى من جيوب للمتمردين في بعض المناطق، في حين تشهد جبهات القتال مواجهات مع الميليشيات، منيت إثرها بالهزيمة والانكسار مع انحسار رقعة سيطرتها وتزايد خسائرها بشكل كبير.
ويمثل تحرير مناطق موزع والوازعية والبرح ومقبنة الواقعة غربي تعز من قبضة ميليشيات الحوثي الإيرانية عمقاً استراتيجياً للساحل الغربي، في ظل التغيرات الإيجابية المتسارعة في جبهات القتال وتضييق الخناق على خطوط إمداد مهمة للميليشيات لعدد من جبهاتها، كما يعد تحرير مدينة البرح التي تعتبر بوابة العمليات العسكرية باتجاه تعز من المحور الغربي هزيمة ساحقة للميليشيات في الساحل الغربي، ويسهم في فك الحصار عن تعز من الجهة الغربية، والذي بدوره قطع أهم خطوط إمداد الميليشيات بين مقبنة وتعز والسيطرة على جبهات كهبوب والعمري وعزان والمنصورة وصنفة والوازعية، وذلك بعد استعادة مفرق المخا.
كما يأتي تحرير معسكر العمري الواقع بمدينة ذوباب مركز مديرية باب المندب في محافظة تعز، كضربة موجعة للميليشيات في الساحل الغربي لليمن، كونه يربط ثلاث مديريات باب المندب والوازعية والمخا، ما يجعله مسيطراً على طرق الإمداد البرية والبحرية حتى مضيق باب المندب.
وتمثل السيطرة على معسكر العمري ثاني أهم قاعدة عسكرية في الساحل الغربي، بعد معسكر خالد بن الوليد الواقع في موزع والمحرر بالكامل، حماية للمنفذ الجنوبي لممر الملاحة الدولية جنوبي البحر الأحمر، والذي جاء تحريره بعد خطة عسكرية محكمة باتجاه البرح، مروراً بمفرق المخاء والوازعية، ما قطع أهم طرق إمداد ميليشيات الحوثي في معظم الجبهات غربي تعز حتى بدأت تتقهقر من ساحات القتال، ما دفع عناصرها إلى الفرار من الجبهات نحو الجبال أو الاستسلام.
وضبطت قوات المقاومة كميات كبيرة من الأسلحة والألغام المتطورة (الإيرانية الصنع)، التابعة للميليشيات، والتي تقوم بزراعتها بطريقة عشوائية، تستهدف بها تدمير مستقبل أبناء الشعب اليمني.