«جميلة».. طفلة في مواجهة «وحشية» الحوثي
تجرّد قيادي حوثي من أبوته وإنسانيته، واختار لابنته ذات الأربع سنوات التحول إلى درع بشرية تحميه، وترساً يستقبل الرصاصة بدلاً منه.
ووجدت «جميلة» نفسها شريكة في عملية عسكرية، هي تهريب أسلحة بأوامر من والدها، لتجد نفسها مجبرة على اعتياد رائحة البارود، وصوت الانفجار، ومناظر الدبابات.
ولولا العناية الإلهية التي قادت جميلة إلى قوات التحالف العربي، التي سلمتها بدورها إلى السلطات الشرعية اليمنية، لكانت جميلة اليوم ضحية جديدة من ضحايا الإجرام الحوثي، الذي لم يتوان منذ بداية الانقلاب على الشرعية عن اغتيال براءة الأطفال، واستخدامهم في الحروب كدروع بشرية.
وكانت قوات التحالف قد رصدت خلال المعارك الدائرة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي الحوثي بمحافظة صعدة، طفلة تدعى «جميلة»، تبلغ من العمر أربع سنوات، واتضح أنها تم إلباسها ملابس أولاد، والزج بها في ميدان المعركة في إحدى المركبات، لغرض استخدامها كدرع بشرية، لمعرفة ميليشيا الحوثي بقواعد الاشتباك، لاسيما ما يتعلق بحماية الأطفال التي تطبقها قوات التحالف.
وجاءت الحادثة لتعيد تسليط الضوء على التاريخ الإجرامي الحافل للميليشيات الحوثية بحق الأطفال، عبر تجنيدهم قسراً، والزج بهم في جبهات القتال، لاتخاذهم دروعاً بشرية ووقوداً لحربها التي تستهدف خطف اليمن من محيطه العربي، ووضعه في خدمة المشروعات التوسعية الإيرانية في المنطقة. وتؤكد التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية أن الميليشيات الحوثية دأبت منذ انقلابها على السلطات الشرعية في اليمن على اتباع سياستها الإجرامية بحق الأطفال واتخاذهم كدروع بشرية في الأعمال القتالية.
ووثقت الأمم المتحدة 1702 حالة تجنيد للأطفال منذ مارس 2015، لغاية أغسطس 2017 في صفوف القوات الانقلابية الحوثية، على الرغم من أن الحد الأدنى لسنّ الخدمة العسكرية في اليمن هو 18 سنة. ويكاد لا يمر وقت طويل حتى تظهر إلى العلن حقائق ومعطيات صادمة عن عمليات تجنيد جماعية للأطفال على يد الميليشيات، وفي هذا السياق تأتي الحادثة الشهيرة في ديسمبر 2016 التي قام الحوثيون خلالها بتجنيد أكثر من 450 طفلاً بعضهم لم يتجاوز 13 عاماً من أبناء محافظة المحويت غرب صنعاء إجبارياً، وأرسلوهم إلى جبهات القتال، رغم ممانعة أهاليهم.
وجاء تجنيد الأطفال في تلك الحادثة عبر عملية اختطاف موصوفة، نفذها في ذلك الوقت أمين عام المجلس المحلي بمديرية ملحان، محمد يحيى عبده، الموالي للحوثيين، الذي دعا نحو 50 طفلاً لحضور دورة ثقافية، ليقوم بعدها باعتقالهم وإرسالهم إلى جبهات القتال. ويعكف الحوثيون على استغلال الأطفال واستدراجهم تارة تحت ستار الشعارات الدينية، وتارة أخرى عبر المال، مستغلين الأوضاع المعيشية الصعبة للشعب اليمني، حيث يتم نقل هؤلاء الفتية المغرر بهم أو المختطفين قسراً إلى معسكرات التدريب التي تنتشر في العديد من المحافظات اليمنية، وأشهرها تلك التي أقيمت في محافظات صعدة وعمران وحجة. وبحسب مصادر حقوقية يمنية، فإن عدد الأطفال اليمنيين الذين تم تجنيدهم قسراً من قبل الميليشيات والقوات الانقلابية بلغ 10 آلاف طفل، تم الزج بهم في معارك ضد الحكومة الشرعية، واستخدموهم كدروع بشرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news