المقاومة اليمنية تبدأ معركـة تحرير ميناء الحديـدة وتــدخــل أول أحياء المدينة
بدأت قوات المقاومة اليمنية مسنودة بقوات التحالف العربي عملية عسكرية باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي بعد استكمال تحرير مطار المدينة، فيما واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في جبهات صعدة والبيضاء وصنعاء وحررت مواقع استراتيجية، وسط حالة من الانهيار الكبير في صفوف ميليشيات الحوثي التابعة لإيران وفرار عناصرها.
وأكدت مصادر ميدانية في مدينة الحديدة على الساحل الغربي في اليمن بدء قوات المقاومة اليمنية المشتركة مسنودة بالتحالف العربي عملية عسكرية باتجاه ميناء المدينة من خلال التقدم في شارع الميناء وتحرير حي الربصة، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف التي استهدفت نقاطاً وآليات عسكرية منتشرة ما بين المطار والميناء، ودمرت آلياتهم وبينها حفارات كانت تستخدمها في حفر الخنادق وبناء المتاريس.
وشنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع ميليشيات الحوثي في غرب المدينة، وعند دوار «يمن موبايل» على طريق كيلو 16 شرق المدينة، أدت الى تدمير آليتين عسكريتين للميليشيات ومصرع وإصابة من كانوا على متنهما.
في الأثناء، أطلقت قوات التحالف والمقاومة اليمنية تحذيرات لسكان مدينة الحديدة بعدم التجمع أو الاقتراب من مواقع وثكنات ونقاط ميليشيات الحوثي داخل المدينة لأنها أهداف مشروعة لطيران التحالف ومدفعية الجيش، حافظاً على أرواحهم.
وكانت قوات المقاومة الوطنية مسنودة بالتحالف العربي وبإسناد مباشر من القوات الإماراتية والسودانية، تمكنت من السيطرة الكاملة على مطار الحديدة والقاعدة الجوية ومعسكر الدفاع الساحلي والدفاع الجوي في محيط المطار، كما سيطرت على «اللواء 7» دفاع جوي بمحيط المطار، والسيطرة على طريق الكورنيش، وأجزاء واسعة من كيلو 16 وطريق صنعاء – الحديدة.
كما تمكنت من تحرير ساحة العروض ومحيطها، وأجزاء من كيلو 7، والسيطرة على شارع الخمسين ودوار 22 مايو، وتقترب من قطع خطوط الإمداد القادمة من إب وتعز وريمة وذمار عبر دوار المطاحن.
وكان عدد من قيادات الميليشيات لقوا مصرعهم في المعارك الأخيرة على تخوم مدينة الحديدة الى جانب العشرات من عناصرهم، فيما أصيب المئات وأسرت أعداد كبيرة فيما استسلم آخرون طواعية للمقاومة والتحالف، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت مصرع القيادي الحوثي علي معقل، مدير مديرية حرف سفيان في عمران خلال مشاركته القتال في جبهات الحديدة، وكذلك القيادي الحوثي عدنان العزي مدير مكتب محافظ عمران الموالي للحوثيين، فيما قتل القائد العسكري في صفوف الميليشيات العميد حسين أحمد محمد البلبلي من منطقة الرضمة – الذاري بمحافظة إب مع مجموعة من ضباط الدفاع الجوي، بغارة جوية لمقاتلات التحالف أثناء عملية تجهيز مدافع الفولكان والـ23 وعربات الشيلكا في مطار الحديدة.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن 123 من عناصر الحوثي سلموا أنفسهم لقوات المقاومة والتحالف في الحديدة خلال معركة تحرير المطار، فيما فر العشرات من عناصرهم باتجاه أحياء المدينة واتخذوا من المدنيين دروعاً بشرية، حيث تمركزت تلك العناصر بالقرب من مصلى العيد ودوار السمكة وأمام قاعة المنصور، في حين بات مصير القيادي الحوثي محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للجماعة مجهولاً، بعد فراره من مطار الحديدة خلال عملية تحريره من قبل قوات المقاومة الوطنية والتحالف العربي.
من جهة أخرى، واصلت ميليشيات الحوثي ممارسة التنكيل بالمدنيين، عبر تعريضهم للخطر والمتاجرة بدماء الأبرياء، وشرعت في اعتقال مواطنين في الحديدة، على وقع التقدم الذي تحققه قوات المقاومة المشتركة المدعومة من التحالف، وازدادت حدة الاعتقالات مع اقتراب المقاومة من المدينة، حيث تقوم بزج المئات من شباب الحديدة في معتقلات سرية أحدها في الكلية البحرية.
من جهة أخرى، مثلت عملية تحرير مطار الحديدة انتصاراً استراتيجياً لما يمثله المطار من أهمية عسكرية بالنسبة لتحرير ميناء الحديدة وقطع طرق الإمداد الى جبهات الساحل الغربي القادمة من المحافظات المتاخمة للحديدة، ومنها ذمار وريمة وحجة والمحويت وإب وتعز، فضلاً عن ان ذلك سيسهم في تحرير مدينة الحديدة وفتح الطرق نحو جبهات ميدي وحرض شمالا وباتجاه ذمار والمحويت شرقاً.
ويمثل تحرير المطار ضربة موجعة للميليشيات الانقلابية باعتبار المطار كان يستخدم كنقطة تجميع لعناصرهم، وإعادة توزيعهم على جبهات الساحل، كما يضم مخازن أسلحة متنوعة تم جلبها من إيران عبر ميناء الحديدة، كما يشكل قيمة رمزية ومعنوية باعتبار المطار والميناء من المناطق السيادية والاقتصادية التي كانت تعتمد عليها الميليشيات في تمويل عملياتها العسكرية، كما يعد النسق الدفاعي الأول عن العاصمة صنعاء من الجهة الغربية.
وفي حجة التي تعد البوابة الشمالية للحديدة تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات وتعزيزات عسكرية للميليشيات في مديرية بكيل المير، خلال توجهها الى جبهات الحديدة وخلفت في صفوفهم قتلى وجرحى عدة.
وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية تمكن قوات الجيش اليمني في مديريتي كتاف وباقم، من السيطرة على مواقع جديدة في المديريتين، وتمكنت من إفشال محاولة تسلل للميليشيات نحو مواقعهم في مديرية كتاف، وشنت هجوماً معاكساً تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق جديدة على الخط الرابط بين كتاف ومنطقة الفرع.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على تعزيزات للمليشيا خلف مركز مديرية باقم أقصى شمالي محافظة صعدة، أسفرت عن تدمير عربة قتالية ومصرع من كانوا على متنها. كما شنت غارات أخرى على تجمعات الميليشيا في منطقة مندبة، وآل صبحان وآل مجدع، بمديرية باقم، واستهدفت مواقع للميليشيات في منطقة الأزهور بمديرية رازح غرب صعدة، وقصفت منطقة الغور بمديرية غمر، بينما شنت ثلاث غارات على مديرية الظاهر جنوب غرب المحافظة، ومواقع متفرقة لميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية حيدان جنوب المحافظة.
وفي نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في محيط منطقة المدفون، وشنت هجوماً عنيفاً على مواقع للميليشيات في مناطق «القتب وعيدة والمريحات والمجاوحة» أدى الى مصرع وإصابة عدد من عناصرهم وتدمير آليات وتحصينات عسكرية في تلك المناطق، وتم حصر 27 جثة لعناصر الميليشيات سقطوا في معركة تحرير جبال الذرع الاستراتيجية، كما تم أسر ثلاثة من عناصر الحوثي، فيما امتدت المعارك إلى جبل الرياح ومحيط منطقة مديد مركز مديرية نهم.
وفي البيضاء، تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير موقعين استراتيجيين في «عقبة القنذع» بمديرية نعمان، ووصلت إلى «قرن لبان» في مديرية الملاجم شرق البيضاء.
وكانت قوات الجيش سيطرت في وقت سابق على «عقبة القنذع» من جهة بيحان في لحج، قبل استكمال تحريرها من جهة البيضاء، بالتزامن مع اشتعال جبهات فضحة على تخوم مديرية الملاجم تم خلالها قطع الخط الاسفلتي المؤدي إلى مديرية نعمان وعقبة القنذع الرابط بين محافظتي البيضاء وشبوة.