المقاومة اليمنية تتقدم نحــــو «التحيتا» وتطهّر جيوب الحوثي بالحديـــــدة
شنّت ألوية العمالقة، بإسناد من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، هجوماً واسعاً على مركز مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، لطرد ميليشيات الحوثي الإيرانية، وواصلت القوات المشتركة، بإسناد من التحالف، تطهير جيوب الميليشيات، وتمشيط المواقع التي انسحبوا منها في محيط منطقتي الفازة والتحيتا، فيما تمكن الجيش اليمني من اختراق جبهات الميليشيات في باقم بصعدة بعمليات نوعية. وقطعت الميليشيات بشكل متعمد التواصل بين سكان محافظة الحديدة، بعد قطعها خدمة الإنترنت الأرضية والهاتف المحمول، ودمرت الخطوط الأرضية والألياف الضوئية خلال حفر خنادق أرضية.
وفي التفاصيل، قالت مصادر عسكرية إن ألوية العمالقة بقيادة القائد العام، أبوزرعة المحرمي، سيطرت على عدد من مواقع ميليشيات الحوثي، موقعة خسائر فادحة في صفوف الميليشيات التي تواصل تراجعها أمام قوات العمالقة.
وأضافت أن طيران التحالف العربي يساند قوات المقاومة اليمنية بالقصف المباشر على ميليشيات الحوثي الانقلابية في عمق التحيتا.
وتعمل المقاومة اليمنية المشتركة على تأمين الخط الساحلي، عبر تنفيذ هجمات عدة على مواقع الميليشيات في مديريتي زبيد والتحيتا.
ووصلت تعزيزات عسكرية لقوات المقاومة إلى المنطقة قبل بدء الهجوم، الذي يهدف إلى تأمين الخط الساحلي.
وتعمل المقاومة المشتركة أيضاً على تطهير المزارع التي يتمركز فيها مسلحو الميليشيات.
يأتي ذلك فيما تجددت المواجهات المسلحة بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة والمتمردين الحوثيين جنوب غربي مركز مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
وباتت القوات اليمنية المشتركة على مشارف مدينة الحديدة، بانتظار ساعة الصفر لتحرير المدينة من الميليشيات الإيرانية.
وأدى سقوط قذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي على قرية المعاريف جنوبي مديرية الدريهمي، إلى مقتل رب أسرة وإصابة أربعة آخرين من أفراد أسرته.
ورداً على قصف المتمردين على مواقع المقاومة المشتركة في محيط مطار الحديدة، نفذت طائرات التحالف العربي غارات عدة على تجمعات للميليشيات شمال وشرق وجنوب مدينة الحديدة، كما استهدفت مواقع لهم في مديرية زبيد بالمحافظة.
في السياق نفسه، أكدت مصادر عسكرية وطبية يمنية مقتل عشرات الحوثيين في المواجهات والغارات الجوية في جبهة الساحل الغربي، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي شيّعت نحو 35 شخصاً من مسلحيها من أبناء مديرية همدان فقط بمحافظة صنعاء، بعد أن لقوا مصرعهم في جبهات الساحل الغربي.
وتحدثت مصادر أخرى عن وصول عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات إلى مستشفيات صنعاء، نقلوا من محافظة الحديدة.
وفي تطور آخر، أفرجت المقاومة اليمنية عن مجموعة من السجناء، بعد انتهاء التحقيقات معهم، وأخذ تعهدات منهم بعدم العودة إلى صفوف الميليشيات الحوثية.
وأوضح الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية، أن جميع المفرج عنهم من أبناء الساحل الغربي والسهل التهامي، ممن حاولت الميليشيات الحوثية استغلالهم في عمليات تخريبية.
ولفت إلى أن توجيهات قيادة المقاومة الوطنية قضت بسرعة البت في ملف الأسرى، والإفراج عن المغرر بهم، والتحفظ على العناصر المتورطة بشكل مباشر في أنشطة الميليشيات الحوثية.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الحوثيون ينتحرون بشكل متواصل في جبهات الساحل ويقدمون العشرات من عناصرهم المغرر بهم دون مبالاة، ويقومون بمغامرات انتحارية يومية، ويحاولون باستماتة استعادة المواقع التي تم تحريرها من قبل القوات المشتركة، وبالتحديد الطريق الساحلي المحاذي لشاطئ النخيلة وسوق السمد، ويكثف تعزيزاته بصورة مستمرة عبر مفرق اللاوية الشرقي، ويخوض بشكل متواصل معارك في وادي الرمان والنخل، ما يخلف عشرات القتلى والجرحى وأسر أعداد كبيرة منهم.
وكانت ميليشيات الحوثي أقرت بمصرع أحد أبرز قياداتها في الحديدة خلال المعارك الأخيرة مع تقدم القوات المشتركة وبدعم من التحالف صوب مدينة وميناء الحديدة، يدعى عماد حنيشة مشرف الحوثيين على مديريات جنوب الحديدة، والرئيس السابق لغرفة عمليات المليشيات في الحديدة، والذي قتل مع عدد من عناصره بغارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفتهم في محيط مديرية التحيتا.
من جهة أخرى، تسببت ميليشيات الحوثي الانقلابية من خلال عمليات حفر الخنادق في شوارع ومحيط مدينة الحديدة في انقطاع خدمة الإنترنت في تسع محافظات يمنية: صنعاء وإب وذمار وتعز وحجة وريمة وأبين وعدن والضالع، بعد تعرض الكابل البحري في محيط مدينة الحديدة لانقطاع جراء الحفر العشوائي، على الطرق العام الرابط بين الحديدة ومنطقة المراوعة.
وكشف مصدر حكومي سبب البطء الذي تشهده خدمة الإنترنت في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمحافظات الأخرى.
وقال المصدر إن العبث الذي تقوم به الميليشيات في الحديدة، هو السبب وراء خروج 80% من خدمة الإنترنت، مشيراً إلى أن الميليشيات استخدمت الديناميت والمتفجرات لتعميق الخنادق التي تقوم بحفرها في الحديدة، ما تسبب بانقطاع الألياف الضوئية وخروج 80% من السعة الدولية للإنترنت.
وتراجعت منذ عصر أول من أمس، خدمة الإنترنت الأرضي بشكل مفاجئ في مختلف المحافظات اليمنية، قبل أن يتم إجراء معالجة جزئية لم تكن كافية لعودة الإنترنت.
وفي العاصمة صنعاء، استهدفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات في غرب منطقة البياض بمديرية نهم، ودمرت عربات عسكرية، وقتلت من كانوا على متنها، فيما واصلت قوات الجيش التقدم صوب وادي محلي المؤدي إلى سد العقران، في حين تشهد مناطق القتب وبران الجرجور وسلسلة جبال يام اشتباكات متقطعة.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف من التقدم مسافات كبيرة باتجاه مركز مديرية باقم، بعد عمليات عسكرية خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية، فيما فرت بقية عناصرهم من مواقع جبال مزهر والطريق المؤدي إلى قرية مزهر، التي سيطرت عليها قوات الجيش وبدأت في تطهيرها من الألغام، تمهيداً للتقدم عبر الطريق نحو مركز المديرية.
وفي الجوف، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات للميليشيات الانقلابية بالقرب من جبال الظهرة، في مديرية برط العنان، أسفرت الغارات عن تدمير ثلاثة أطقم، ومقتل وإصابة جميع من كانوا على متنها، كما قصفت مقاتلات التحالف موقعاً للميليشيات في منطقة الساقية، بمديرية المصلوب.
وفي تعز، شهدت الجبهة الغربية للمدينة إفشال قوات الجيش اليمني محاولة تسلل للميليشيات باتجاه منطقه الصياحي في الضباب، لتدور اشتباكات بين الجانبين امتدت إلى منطقة الأشعاب وقرية مانع، كما شهد محيط معسكر الدفاع الجوي وتبة عنصوة وجبل القارع مواجهات مماثلة.
وكانت إحصائية صادرة عن محور تعز أكدت مصرع 258 من عناصر الميليشيات خلال مايو ويونيو الماضيين، فيما أصيب 347 آخرون في مختلف جبهات القتال بالمحافظة، كما تم تدمير وإعطاب تسع عربات عسكرية، وتدمير ستة رشاشات ومدفعين وتدمير دبابة تابعة للحوثيين.