التحالف: مراجعة قواعد الاشتباك لضمان عدم تكرار الأخطاء
الجيش يحرّر حيفان تعز ويطهّر الظاهـر بصعدة بالكامل
حرّرت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، مواقع استراتيجية في جنوب تعز، ووصلت منطقة الحارات في الاعبوس، بعد تحريرها حيفان بالكامل، واقتربت من الراهدة من الجهة الغربية، فيما أعلنت مديرية الظاهر بصعدة مديرية محررة بالكامل من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي تلقت ضربة موجعة بفتح قوات المقاومة المشتركة جبهة جديدة في غرب إب من جهة العدين، فيما استمرت المواجهات في جبهات حجة والبيضاء. في حين أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أنه اطلع على ما أعلنه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، مشدداً على الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار الأخطاء والحوادث.
وتمكنت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، من السيطرة على أجزاء واسعة من مديرية حيفان جنوب تعز، واقتربت كثيراً من مدينة الراهدة من جهة الغرب، ووضعت مناطق واسعة على طريق عدن ـ تعز الواقعة بين الراهدة والشريجة تحت السيطرة النارية للجيش.
وقالت مصادر ميدانية إن القوات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، شنت عملية عسكرية تمكنت خلالها من استعادة مواقع (العذير، وسوق ومنطقة الخزجة، والقطعة وجبل هيجة الجن، ومنطقتي الكرب والمنشارة بالاعبوس، ومنطقة السلف ومنطقة الكلبين، وجبل المنظر بالكامل، ومحطة سعيد ثابت، ووصلت إلى منطقة حارات في الأعبوس بمديرية حيفان).
وأضافت أن الجيش استعاد منصة صواريخ كاتيوشا، وكميات من الذخائر، مشيرة إلى أن العمليات الأخيرة جاءت بعد التحام قوات اللواء 35 مدرع مع القوات القادمة من القبيطة في سوق المصلى في مفرق الاحكوم، والزبيرة.
ووفقاً للمصادر فإن الجيش يواصل تقدمه في جبهات حيفان والاعبوس، وسط تراجع في صفوف ميليشيات الحوثي، كما تم حصر أكثر من 30 قتيلاً وجريحاً في صفوف الميليشيات، ولفتت المصادر إلى أن قوات الجيش تمكنت من فتح الطريق الرابط بين منطقتي العذير والمفاليس، بعد أن ظلت مقطوعة لأكثر من عامين، بسبب تفجير الميليشيات الانقلابية عبّارات المياه.
وفي الكدحة غرب تعز، تمكنت قوات العمالقة التابعة للمقاومة اليمنية، من السيطرة على مناطق ومواقع استراتيجية، منها جبل التباب والحمراء والشهداء والمحطة والقهرة في الكدحة جنوب محافظة تعز، وبإسناد من طيران التحالف العربي.
وتكبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما قتل وأسر العشرات من عناصرها، بينهم القيادي البارز المكنى (أبوزيد)، إلى جانب إحراق وتدمير عدد كبير من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات الحوثية.
ولجأت ميليشيات الحوثي إلى الفرار باتجاه نقيل الكورة، وتقدمت ألوية العمالقة صوب جبل الأحطق، ونقيل الرونة، بهدف السيطرة الكاملة على الكدحة.
في الأثناء تمكنت قوات المقاومة المشتركة من فتح جبهة جديدة في مفرق العدين من جهة شرق حيس، وتمكنت من قصف مواقع الميليشيات في العدين موقعة في صفوفهم تسعة قتلى، وعدد من الجرحى، وتدمير آليات عسكرية.
وقالت المصادر «إن العملية جاءت بعد استهداف موقع قناص حوثي بصاروخ موجه، ما حدا بأفراد آخرين للتجمع في الموقع ذاته، لتتم مفاجأتهم بصاروخ آخر، وهو ما تسبب في هذه الخسائر في صفوف الحوثيين».
وفي صعدة شمال اليمن، أعلن الجيش اليمني، استكمال تحرير مديرية الظاهر شمال غرب المحافظة صعدة، بالكامل، بعد أن حرر مناطق (الكحلا، نقيل بن حارث، المجرن، طيبان، جزاع، الخلبة، قمامة).
ونقل موقع الجيش اليمني عن مصدر عسكري، أن قوات الجيش دحرت الميليشيات الانقلابية باتجاه محافظة حجة ومديرية رازح، وسط تهاوٍ متسارع وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين، بينهم قيادات ميدانية أبرزها مسؤول إمداد الميليشيات في المنطقة المدعو (أبوضياء)، الذي لقي مصرعه مع سبعة من مرافقيه، والمشرف في الميليشيات المدعو حسن علي حسن.
وأشار إلى أن القوات واصلت تضييق الخناق على ميليشيات الحوثي الانقلابية في صعدة، وتتقدم من أكثر من أربعة محاور باتجاه جبال مران، المركز الرئيس للمتمردين، ودفعت بتعزيزات على مثلث مران لمواصلة التقدم نحو ما تبقى من كهوف في مران، للبحث عن زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي المختبئ فيها.
وفي حجة، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة أخرى شمال المحافظة في جبهات حيران وحرض، تمكنت خلالها قوات الجيش من السيطرة على منطقة الشعاب، الواقعة شرقي مثلث عاهم، بجبهة حرض الحدودية، كما تمكنت من السيطرة على المنطقة الفاصلة بين منطقتي العوجاء، والفرانتة، شرقي مديرية حيران، فيما قصفت منطقة شعب الدوش بمديرية عبس بالمجاورة بالمدفعية.
من ناحية أخرى، قال تحالف دعم الشرعية في اليمن إنه اطلع على ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث، منصور المنصور، أمس، بشأن ما أُثير من ادعاءات حيال إحدى العمليات التي نفذتها قوات التحالف لدعم الشرعية يوم (التاسع من أغسطس 2018)، في محافظة صعدة، وما توصل إليه الفريق المشترك عن وجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك، وما ذكر بهذا الشأن.
وأضاف التحالف في بيان «عليه، فإن قيادة القوات المشتركة تعبّر عن أسفها لتلك الأخطاء، وتقدم تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل». وأعلنت قيادة التحالف قبولها بالنتائج، وما خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وإنها فور حصولها على تلك النتائج بشكل رسمي ستتخذ جميع الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وفقاً للدروس المستفادة من تلك العمليات.
وسيتم تكليف اللجنة المشتركة النظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن، بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية، لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم، وفق الإجراءات المنظمة لذلك، وفق التحالف.
وأكدت قيادة التحالف أنها ستستمر في الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، والاتفاقيات ذات الصلة مع تطبيق قواعد الاشتباك، وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية، بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي، وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين.
وكان فريق تقييم الحوادث في اليمن عقد مؤتمراً صحافياً في الرياض بشأن حادثة الحافلة في صعدة.
وقال المتحدث باسم الفريق، منصور المنصور، إن التحقيق بشأن الحادثة شمل الطلعات الجوية في منطقة ضحيان يوم الحادث، وتم فحص شرائط فيديو من الطائرة التي نفذت الغارة.
وتبيّن للفريق، وفق المنصور، أن معلومات وردت لقوات التحالف من مصادر في المنطقة، تفيد بوجود قيادات حوثية في المنطقة، وهي بموقع محدد في صعدة.
وأضاف أنه «تم رصد سيارة وحافلة بناء على الإحداثيات المعطاة من المصدر، وبعد التأكد من هذه المعلومات تبين أن الحافلة المرصودة كانت تقل القيادات المقصودة».
وعرض المتحدث صورة توضح المكان الذي تم فيه رصد الحافلة، وفي المنطقة يظهر معسكران لميليشيات الحوثي.
وأوضح أن الحافلة توقفت لمدة خمس دقائق، وكان هناك رصد دائم. ودعم المتحدث صورة مأخوذة من الطائرة قبل لحظات الاستهداف بثوانٍ معدودة، ويلاحظ في الصورة وجود بعض العربات الموجودة في تلك المنطقة. وقال إن تنفيذ المهمة الجوية كان ضد حافلة تنقل عناصر حوثية مسلحة، باستخدام قنبلة واحدة أصابت الهدف بدقة، في مديرية «مجز» بمحافظة صعدة.
وذكر أنه صدر أمر بعدم استهداف الحافلة، لأن مدنيين كانوا بالمنطقة، إلا أنه كان متأخراً بعد أن تم استهدافها.
وطبقاً للقانون الدولي، فإن الحافلة هدف عسكري مشروع، لأنها كانت تحمل قيادات مسلحة، وفق المنصور.
واطلع الفريق على كثير من الصور المنشورة في وسائل الإعلام، وكان أكثرها مصدره إعلام الحوثي، ولم يتم التأكد منه.
وأكد المنصور أن استهداف الحافلة أدى إلى مقتل عدد من قيادات الحوثي. واعتبر أن «إدارة الغارة على ضحيان لا تتوافق مع قواعد الاشتباك للتحالف»، ولم يكن القصف مبرراً في هذا الوقت، إذ لم يكن يشكل الهدف خطراً على قوات التحالف في هذه الحالة. ودعا المتحدث قوات التحالف إلى تقديم المساعدات للمدنيين المتضررين من غارة ضحيان.
وطالب المنصور قوات التحالف بمحاسبة المتسببين في الأخطاء في غارة ضحيان. وقال «كان هناك تأخير واضح في تجهيز المقاتلة المكلفة استهداف الحافلة في ضحيان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news