«قطع رأس الأفعى» تحاصر مســـقط الحوثي.. وتقدم جديد للجيــش في حجة والبيضاء
تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، من محاصرة مسقط رأس زعيم الميليشيات الانقلابية الإيرانية، عبدالملك الحوثي، بمنطقة مران في محافظة صعدة من جهات عدة، فيما واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة تطهير المناطق المحيطة بشرق وجنوب الحديدة من عناصر ميليشيات الحوثي، وسيطرت قوات الجيش على جميع المناطق المحيطة بالكيلو 16، وتقدمت باتجاه جامعة الحديدة، واستكملت أيضاً عملياتها العسكرية ضد الميليشيات في جبهات حجة والبيضاء وصعدة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي.
وقال موقع الجيش اليمني إن العشرات من ميليشيات الحوثي الانقلابية قتلوا وأصيب آخرون خلال الثلاثة الأيام الماضية، في جبهة محافظة صعدة، إثر المعارك التي تخوضها وحدات اللواء الثالث عروبة منذ أيام في اتجاه معقل التمرد وزعيمه الحوثي، وباتت القوات اليمنية مسنودة بالتحالف تحاصر مران من جهات عدة، ضمن العملية العسكرية الواسعة التي يطلق عليها «قطع رأس الأفعى».
من جهتها، أكدت قوات ألوية العمالقة اليمنية التابعة للمقاومة المشتركة أن العمليات العسكرية الهادفة لاستكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي مستمرة، ولم يعد للميليشيات الحوثية الإيرانية مكان في المناطق الساحلية لليمن ولا في اليمن عموماً. وقال ركن عمليات ألوية العمالقة، العقيد أحمد الصبيحي، إن قوات الجيش أصبحت تحاصر ميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة الشرق والغرب والجنوب، ولم يتبق لها إلا مدخل واحد فقط، وهو خط الصليف القادم من المحويت وحجة وصولاً إلى حرض.
وأكد أن الميليشيات الانقلابية تعيش حالة ارتباك ورعب وانشقاقات كبيرة في صفوفها، بعد مقتل العشرات من قياداتها خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى مقتل وإصابة المئات من عناصر الميليشيات الانقلابية جراء المعارك مع قوات الجيش الوطني.
وكشف الصبيحي أن عشرات الأطفال، الذين تراوح أعمارهم ما بين 13 و16 عاماً، زجت بهم الميليشيات في معاركها، داعياً الأهالي إلى عدم الزج بأبنائهم في معارك ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي تجعل منهم دروعاً بشرية، وتزج بهم في الصفوف الأمامية أثناء المعارك، كما دعا الأهالي في المحافظات التي لاتزال تسيطر عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية، إلى سحب أبنائهم من جبهات القتال، وإبعادهم عن محارق الموت.
ولفت إلى أن هناك المئات من الأسرى من الأطفال المغرر بهم زجت بهم الميليشيات في الجبهات، بعد اختطافهم من المدارس أو إجبار أسرهم على الدفع بأولادهم للقتال ضمن صفوفها.
وتعطلت مظاهر الحياة في مدينة الحديدة على يد ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي حولت جميع المرافق الحكومية ومنازل المواطنين المرتفعة إلى ثكنات عسكرية، تنتشر فيها القناصة والألغام والآليات العسكرية، وباتت شوارع المدينة تخلو من الحركة إلا من الدراجات النارية التي تستخدمها الميليشيات في نقل الإمدادات لعناصرها المنتشرة في أحياء المدينة، ولم تعد قادرة على التحرك بأي آلية عسكرية، نتيجة تحليق طائرات الأباتشي التابعة للتحالف بكثافة في سماء المدينة.
وحولت ميليشيات الحوثي الانقلابية مقار الهيئات الأممية والدولية إلى ثكنات عسكرية، بينها مخازن تابعة لبرنامج الغداء العالمي ومنظمة اليونيسيف، بعد السيطرة على محتويات المخازن ونقلها إلى عناصرها، أو إحراقها حتى لا تصل إلى المحتاجين.
وفي حجة، واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في مديرية حيران عبر ثلاثة محاور، الأول باتجاه مديرية مستبأ، والثاني باتجاه منطقة بني حسن التابعة لمديرية عبس، والثالث باتجاه مثلث عاهم الاستراتيجي، وسط تراجع الميليشيات وفرار عناصرها باتجاهات مختلفة، ورفض قبائل حجة الدفع بمزيد من أبنائهم إلى جبهات الحوثي.
ورغم إعلان ميليشيات الحوثي النفير العام في حجة لمواجهة تقدم الجيش اليمني والمقاومة المشتركة في المحافظة ومحافظة الحديدة القريبة، إلا أن القبائل رفضت وبشكل قاطع المشاركة في أي عمليات عسكرية للميليشيات في حجة أو أي مناطق أخرى، وقالت مصادر محلية وقبلية في حجة إن الحوثيين لم يعد لهم مكانة في حجة، فهم غير مرغوب فيهم.
وأطلقت قوات الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة في حجة تحذيراً لسكان المحافظة والمديريات القريبة من حيران وميدي، ومنها بكيل المير ومستبأ وعبس وكعيدنة، بالابتعاد عن مقار وتجمعات ومعسكرات الميليشيات التي باتت أهدافاً مشروعة للجيش والتحالف، وطالبتهم بعدم التعاون مع الحوثيين.
وشنت مقاتلات التحالف ما يقارب 51 غارة جوية على مواقع الميليشيات في الحديدة وحجة وصنعاء وصعدة والبيضاء، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر المتمردين، وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم.
وفي البيضاء وسط اليمن، شنت قوات الجيش اليمني هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة الوهبية، تمكنت خلاله من تطهير موقع الاريل حوران بالكامل من الميليشيات الحوثية، ودمرت مقاتلات التحالف عدداً من آليات الحوثي، بعد استدراجها إلى منطقة شبكة حوران.
وأكدت مصادر عسكرية مقتل 20 من عناصر الميليشيات، وإصابة آخرين في قصف مدفعي لقوات الجيش على مواقعهم في جبهة الملاجم شرق البيضاء، كانت تستعد للتسلل نحو مواقع الجيش في عقبة البياض.
وكشفت مصادر إعلامية يمنية في محافظة المحويت غرب العاصمة صنعاء عن مقتل 110 من عناصر الميليشيات من أبناء المحافظة منذ مطلع العام الجاري 2018، منهم 66 قتيلاً لقوا مصرعهم في جبهات الساحل الغربي وحدها.
وأشارت المصادر إلى أن أكثر من 70 مقاتلاً في صفوف الميليشيات من أبناء المحافظة صاروا في عداد المفقودين، وانقطع تواصلهم مع أهاليهم، فيما واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية محاولاتها لفرض التجنيد الإجباري على أبناء المحافظة، أو تقديم مبالغ مالية تصل إلى 20 ألف ريال يمني مقبل كل فرد لم يذهب إلى القتال.
وتقوم قيادات تابعة للمليشيات الحوثية في مختلف المديريات بفرض مبالغ مالية على كل عزلة (وحدة إدارية)، تتفاوت ما بين 300 و600 ألف ريال، بهدف تجهيز قوافل غذائية للميليشيات في الجبهات، وأيضاً تفرض مبالغ مالية على أُسَر المغتربين، إضافة إلى ابتزاز المواطنين والتجار ومحال الصرافة، وأخذ بضائع وسلع غذائية عنوة من بعض المحال التجارية، وإجبار عدد من الأسر على تسليم المواشي والأغنام لهم.
العقيد الصبيحي:
«الانقلابيون يدفعون بأطفال بين 13
و16عاماً إلى المعارك.
20
من عناصر الميليشيات
قتلوا وأصيب آخرون في
قصف مدفعي لقوات
الجيش على مواقعهم
في جبهة الملاجم شرق
البيضاء.