مقاتلون من قوات التحالف في ميناء عدن لتأمين تسليم شحنة مساعدات سعودية من الوقود للحكومة اليمنية. أ.ف.ب

الجيش يعيد ترتيب جبهات وسـط اليمن.. والمقاومة تتجه لحسم معركـة الحديدة

كشفت مصادر عسكرية يمنية رفيعة عن عمليات إعادة ترتيب جبهات القتال في عدد من المحافظات، تمهيداً لعمليات عسكرية حاسمة وفتح جبهات جديدة فيها، فيما واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة عملياتها العسكرية باتجاه مدينة الحديدة، مع استمرار الدفع بتعزيزات عسكرية إلى الجبهات المتقدمة، في حين تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهات باقم والجوف، بينما قصفت الميليشيات، بصواريخ الكاتيوشا، سوقاً شعبية بمحافظة تعز جنوبي البلاد، قبيل زيارة وشيكة للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث.

وفي التفاصيل، كشفت مصادر عسكرية يمنية رفيعة عن عمليات إعادة ترتيب جبهات القتال في عدد من المحافظات، تمهيداً لعمليات عسكرية حاسمة وفتح جبهات جديدة فيها، مشيرة إلى أن جبهات الجوف وصنعاء والبيضاء وحجة وتعز، تجري إعادة ترتيب الأوضاع العسكرية فيها من قبل قوات الجيش اليمني، بإشراف من التحالف العربي الداعم للشرعية، مع استمرار عمليات التجنيد والتدريب والتأهيل لمنتسبي القوات اليمنية في تشكيلاتها المختلفة.

وأكدت المصادر وجود عمليات إعادة انتشار وتمركز وتوزيع للمهام والأدوار، بين قيادات الوحدات المشاركة في تلك الجبهات، لافتاً إلى أن جبهات الساحل الغربي وصعدة تعمل وفق خطط وبرامج زمنية محددة من قبل قيادة الجيش والتحالف، وتخوض معارك في مناطق مفتوحة وذات أهمية استراتيجية وعسكرية، تشكل مفاتيح النصر لبقية المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

وأشارت المصادر إلى أن الجبهات في وسط اليمن لديها تضاريس جغرافية تحتاج إلى خطط وتكتيك عسكري نوعي، وهو ما يتم الإعداد له حالياً في سبيل تفعيلها وفتح جبهات جديدة فيها، خصوصاً أن الميليشيات تعيش حالة من الإنهاك والتراجع على خلفيات الضربات التي تلقتها في جبهات الساحل وصعدة، والتي أدت إلى استنزاف قدراتهم البشرية، وحدت من نشاطهم الاقتصادي الممول لجبهاتهم.

في الأثناء، واصلت قوات المقاومة المشتركة عملياتها العسكرية في محيط مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، إلى جانب دفعها بتعزيزات عسكرية جديدة إلى خطوط التماس على مشارف المدينة، بهدف استكمال تحريرها والدخول إلى الميناء لتحريره وفتحه أمام المساعدات الإنسانية، التي تمنع الميليشيات وصولها، والمقدرة بنحو 70%، وفقاً لمصادر ملاحية، فيما تمكنت قوات المقاومة من إفشال عملية تسلل في جنوب حيس، بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت غارات مساندة للمقاومة في المنطقة.

وكانت مصادر ميدانية، في جبهات الحديدة على الساحل الغربي لليمن، أشارت إلى مصرع 40 من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، في قصف قوات المقاومة اليمنية المشتركة ومقاتلات التحالف العربي على موقعهم في محيط الكيلو16 والكيلو10 شرق المدينة، أول من أمس، فيما أصيب آخرون، مشيرة إلى أن من بين القتلى القيادي الحوثي عبدالله حسين هاشم، الذي لقي مصرعه مع العشرات من عناصره جنوب شرق مدينة الحديدة.

ويعد القيادي الحوثي عبدالله حسين هاشم من أبرز قيادات الميليشيات، وأحد مرافقي الرئيس السابق لما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد، والذي لقي مصرعه في غارة للتحالف أبريل الماضي.

وكانت مصادر ميدانية، وأخرى محلية، أفادت بسقوط ما يقارب 112 قتيلاً حوثياً، خلال الأيام الأربعة الماضية، في جبهات محيط مدينة الحديدة على أيدي قوات المقاومة المشتركة، ومقاتلات وطائرات الأباتشي التابعة للتحالف والمساندة للمقاومة.

من جهة أخرى، أقرت الميليشيات في محافظة حجة بفشل حملتها الهادفة لتحشيد مقاتلين جدد، والدفع بهم إلى جبهات القتال في حيران وحرض بحجة، والساحل الغربي بالحديدة، والتي بدأتها مطلع سبتمبر الماضي، بهدف تعويض خسائرها في تلك الجبهات، وفقاً لمصادر محلية بالمحافظة.

وأشارت المصادر إلى أن المحافظة تشهد عزوفاً كبيراً من قبل السكان المحليين عن الميليشيات، إلى جانب فرار العشرات من مقاتليهم من الجبهات، فضلاً عن انحسار عمليات الدفع بمزيد من المقاتلين لصفوفها.

وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية تمكن قوات الجيش من قصف مواقع الميليشيات في ميمنة وقلب جبهة مركز مديرية باقم شمال المحافظة، بهدف فتح الطرق إلى وسط المدينة المحاصرة منذ أيام، مشيرة إلى أن عمليات الجيش تلقى مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي استهدفت مواقع للميليشيات في منطقة المصاحف جنوب مدينة باقم، ما أدى إلى تدمير مخزن أسلحة وآلية عسكرية كانت بالقرب منه، ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات.

وفي تعز، أفشلت قوات الجيش هجوماً للميليشيات باتجاه مواقعهم في تبيشعة بمديرية جبل حبشي بهدف استعادتها وكبدتهم خسائر كبيرة، فيما فرت عناصرهم نحو مواقعهم في هجدة والرمادة، فيما قصفت ميليشيات الحوثي، بصواريخ الكاتيوشا، سوق «الزنقل» الشعبية، الواقعة بمدينة التربة جنوبي تعز، حيث أسفر القصف عن وقوع إصابات وأضرار بالغة بالسوق.

يأتي ذلك في وقت تتردد فيه أنباء عن زيارة وشيكة للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، لمدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين، منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.

وفي ذمار جنوب العاصمة صنعاء، أفادت مصادر محلية بمصرع قيادي حوثي من أبناء عمران، على يد قيادي حوثي آخر من أبناء المحافظة، على خلفية توزيع حصص البترول بينهما من قبل المشرفين التابعين للميليشيات في المحافظة.

وفي العاصمة صنعاء، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السابعة، أن وحدات الجيش المرابطة في جبهات نهم، تستعد لبدء عملية عسكرية نحو العاصمة التي تفصلها عنهم 38 كم فقط من آخر نقطة في نهم يسيطرون عليها، وأطراف العاصمة الشمالية الشرقية، مشيرة إلى أن الجيش تمكن، خلال الفترة الماضية، من تحرير ما يقارب 80 كم من الأراضي الواقعة في نهم، وصولاً إلى مشارف مديرية أرحب الممتدة من نهم باتجاه العاصمة ومحافظة عمران.

الأكثر مشاركة