عمليات واسعة ضد ميليشيات الحوثي في جبهات عدة
الجيش اليمني يسيطر على شمال الضالع وحرض.. والمقاومة تواصل انتصاراتها في الحديدة
وسّعت قوات الجيش اليمني والمقاومة المشتركة، عملياتهما في إطار الحسم العسكري ضد ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، وتمكنت قوات الجيش من تحرير المناطق الشمالية لمحافظة الضالع، والتوجه نحو شرق محافظة إب، كما تمكنت قوات الجيش من السيطرة على مثلث عاهم ومدينة حرض في حجة، وبدأت قوات المقاومة المشتركة الدخول إلى أحياء مدينة الحديدة في الساحل الغربي، عبر شارعي الخمسين والتسعين، وواصلت تحرير مناطق عدة بها.
الضالع تتحرر
وتفصيلاً، قال قائد معسكر الصدرين واللواء 83 مدفعية، العميد عبدالله مزاحم، لـ«الإمارات اليوم»، إن مناطق شمال الضالع باتت محررة من الميليشيات بالكامل، وذلك بعد تحرير أجزاء كبيرة من مدينة دمت ومنها منطقة الحقب، فضلاً عن السيطرة على مديرية جبن بالكامل، لافتاً إلى أن العمليات انطلقت عبر ثلاث محاور رئيسة باتجاه المناطق الشمالية والغربية لمحافظة الضالع، والمتمثلة بمدينة دمت ومديرية جبن.
وأضاف أن قوات اللواء 83 مدفعية سيطرت على جميع مواقع الميليشيات في دمت وجبن، وما يجري حالياً هو عمليات تمشيط لجيوبهم التي تم السيطرة على أجزاء كبيرة منها، ولم يتبق منها إلا مناطق صغيرة في الأطراف الشمالية لدمت، لافتاً إلى أن وحدات اللواء فرضت سيطرتها الكاملة على مديرية جبن، وبدأت بتأمينها من أي عمليات تسلل قد تنفذها الميليشيات التي تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتابع أن العمليات العسكرية للقوات ستستمر بفتح جبهة جديدة في اتجاه منطقة يريم التابعة لمحافظة إب، وتنفيذ عملية التفاف كاملة على إب لقطع الإمدادات عن ميليشيات الحوثي، وذلك ضمن خطة عسكرية لتحرير إب، والالتحام مع جبهات الساحل من جهة مديرية حزم العدين المتصلة بمديرية جبل رأس التابعة لمحافظة الحديدة.
وأشار إلى أن القوات تمكنت أيضاً من السيطرة على مواقع الميليشيات في جبل ناصة والمعصر وقرية رمة وجبل التهامي المطل على منطقة نجد قرين وقرى بيت اليزيدي والعرفاف جنوب دمت، ووصلت القوات إلى الأطراف الشمالية للمدينة، كما تمكنت من السيطرة على مديرية جبن بالكامل ومواقع الميليشيات في مفرق نعوة والربيعتين، وجاءت السيطرة عقب معارك عنيفة مع الميليشيات، تكبدت خلالها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، كما تم أسر اثنين من قادتها.
انتصارات في حجة
وفي حجة، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بمقاتلات التحالف من تحرير مناطق استراتيجية عدة في جبهات حرض وحيران، ووصلت إلى مثلث عاهم الاستراتيجي، ودخلت مديرية مدينة حرض، وحررت أربع قرى في المدينة التي باتت بالكامل تحت السيطرة النارية.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على خمس قرى، وتواصل التقدم بشكل متسارع، وتقدمت نحو منطقتي مورية والقفل المجاورتين لمثلث عاهم، وتمكنت من فرض سيطرتها عليهما إلى جانب التباب السود وعدد من المواقع الاستراتيجية الأخرى، كما واصلت تقدمها باتجاه الطريق الرابط بين مديريتي حرض ومستبأ، التي تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات عسكرية للميليشيات بها، كانت في طريقها إلى جبهات القتال في حرض التي تمت السيطرة على أجزاء كبيرة منها.
ولقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم، وأصيب آخرون في غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف، استهدفت تجمعاً لهم في قرية «المقاطعة» الواقعة في الأطراف الشمالية لمديرية حيران، كما استهدفت آلية عسكرية تابعة لهم في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى تدميرها ومصرع من كانوا على متنها.
إلى ذلك، واصلت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي تقدمها نحو المناطق الغربية لمديرية حرض، باتجاه محافظة الحديدة لفتح جبهة جديدة فيها، والالتحام مع الجبهات القادمة من الحديدة.
وأكدت مصادر محلية في حجة أن الميليشيات قامت بتصفية أحد قياداتها، ويدعى محمد ناصر يحيى العرجلي، بعد أن اتهمته بـ«الخيانة»، كما حاولت قتل قيادي ثانٍ، ويدعى هشام العربجي، الذي تمكن من الفرار والخروج من حجة إلى جهة مجهولة، بعد اشتباكه مع حوثيين يتبعون القيادي المكنى «أبوهاشم الجبري» في وسط مدينة حجة عاصمة المحافظة، وقد قتل في الاشتباكات ستة من عناصر الحوثي.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات حالات انشقاق بين عناصرها، فضلاً عن عمليات تصفية على خلفية الهزائم والخسائر التي تتكبدها في جبهات الساحل الغربي وصعدة والبيضاء.
اقتحامات في الحديدة
وفي الحديدة على الساحل الغربي، أكدت مصادر عسكرية لـ«الإمارات اليوم» أن قوات المقاومة المشتركة، مسنودة بطيران الأباتشي ومقاتلات التحالف، بدأت في اقتحام أحياء مدينة الحديدة عبر شارعي الخمسين والتسعين، من الجهتين الشمالية والشرقية، بعد سيطرتها على مدينة الصالح السكنية، التي تعد أحد أهم غرف عمليات الميليشيات في المدينة، وتضم مخازن أسلحة متنوعة، إلى جانب تحريرها دوار مصانع يماني ودوار الغراسي، ومناطق ثلاجة المخلافي، وأجزاء من حي 7 يوليو، فضلاً عن تأمينها كلية الهندسة ومحيطها بالكامل.
وأشارت المصادر إلى أن التقدم يأتي بعد استكمال المرحلة الأولى من العملية العسكرية الهادفة إلى تحرير مدينة وميناء الحديدة، والوصول إلى ميناء الصليف، والالتحام مع جبهات حرض التابعة لمحافظة حجة شمالاً، التي حققت أهدافها بنجاح، وبدأت المرحلة الثانية المتمثلة بالدخول إلى قلب مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وتحريرهما من الميليشيات التي فقدت القدرة على الصمود.
وأوضحت المصادر الميدانية أن القوات المشتركة تقترب من الإطباق الكامل على جميع مداخل مدينة الحديدة، فيما فتحت جبهة جديدة من جهة الكيلو 4 شرق المدينة، لافتة إلى أن الاشتباكات وصلت إلى حي السلخانة.
وأكدت المصادر أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة عبر ثلاثة محاور رئيسة، الأول من جهة ثلاجة المخلافي ومدينة الصالح وكلية الهندسية شرقاً، والثاني من جهة جولة الغراسي وشارع صنعاء والمطار جنوباً، والثالث من جهة الربصة ومعسكر قوات الأمن الخاصة غرباً، فيما توغلت القوات في شارعي الخمسين وحي 7 يوليو نحو وسط المدينة، إلى جانب تأمين أجزاء كبيرة من شارع التعسين الواقع شمال المدينة، وقطعت طرق الإمداد القادمة من جهة شارع جيزان.
وقالت المصادر إن المعارك وصلت إلى أحياء المدينة القريبة من شارع الخمسين، وأن القوات وصلت إلى جوار جامع الوحيين، ومنازل الصفيح في حي السلام الغربي، وحي المحرقة، ومنطقة الحاجز الأخضر، وباتت على بعد كيلومتر واحد من السيطرة على طريق الشام شمال المدينة، وسط تهاوي عناصر الميليشيات، وفرار عناصرهم، واستسلام أعداد منهم، بعد مباغتتهم في ثكناتهم العسكرية في تلك الأحياء، كما وصلت المعارك إلى مدينة الأمل وجولة الشحاري ومحطة العماد من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة، حيث تمت السيطرة على إحدى الطرق الترابية التي تستخدمها الميليشيات في عمليات إمداد عناصرهم في وسط المدينة والقادمة من منطقة كيلو16، وذكرت المصادر الميدانية أن المعارك لاتزال جارية في تلك المناطق، وأن حالة من الكر والفر تدور فيها، فيما تقدمت وحدات في عمليات اختراق نحو مناطق جديدة بعد تلك المناطق.
وكانت القوات المشتركة مسنودة بطيران التحالف تمكنت من تطهير مناطق جولة الأقرعي ومحطة العماد ومحيط كلية الهندسة ومجمع الغراسي وثلاجة الحمادي، وباغتت عناصر الميليشيات في طريق الشام، وقامت بعملية التفاف في محيط مستشفى 22 مايو وأحواش الفقيه والزراري وفندقي الاتحاد والقمة، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم ثلاثة من القيادات البارزة، فيما فرت مجموعات منهم بينهم مشرفون ميدانيون باتجاهات متفرقة، وعمدت الميليشيات في وقت سابق إلى تفخيخ عدد من المساجد والمدارس والمرافق الحكومية بالألغام والعبوات الناسفة، خصوصاً تلك الواقعة على طريق الكورنيش وداخل مديرية الميناء.
وأكدت مصادر عسكرية في قوات المقاومة الوطنية، بقيادة العميد طارق صالح، أن الميليشيات فقدت القدرة على الصمود في جبهات الحديدة عقب تحرير منطقة قوس النصر في الكيلو 16، التي كانت تمثل خط دفاعهم الأول، إلى جانب خسارتها عدداً من المفاصل والمناطق العسكرية، ومنها شارع الخمسين ودوار المطاحن وجامعة الحديدة ومدينة الصالح ومعسكر الأمن المركزي والبوابة الشرقية للمدينة، واختراق تحصيناتهم في المناطق الشمالية.
وأشارت إلى أن أعداداً كبيرة من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات ميدانية، استجابوا لنداء الاستسلام، وسلموا أنفسهم لقوات المقاومة مع عتادهم العسكري.
وكانت الميليشيات عمدت إلى قطع خدمة الإنترنت عن مدينة الحديدة والمناطق المحيطة بها، إلى جانب إضعاف تغطية شبكات الهاتف المحمول، بهدف التعتيم على انهيار جبهاتهم وحجم الخسائر البشرية والعسكرية التي تعرضت لها.
معارك في صنعاء والبيضاء وتعز
وفي صنعاء، أفشلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، عملية تسلل للميليشيات باتجاه المناطق المحررة في جبال المنارة ويام الاستراتيجية في نهم شمال شرق العاصمة، التي جاءت لتعويض خسائرهم في منطقة قرن نهم.
وفي البيضاء وسط اليمن، تمكنت قوات الجيش، مسنودة بالتحالف، من السيطرة على آخر معاقل الميليشيات في منطقة ظهر البياض التابعة لمديرية الملاجم، والوصول إلى منطقتي الوقائية والشقب بعد تحريرها العديد من المناطق، وباتت قريبة من إعلان الملاجم مديرية محررة بالكامل.
وفي تعز، كشفت مصادر محلية في منطقة التربة جنوب غرب المحافظة عن حشود مسلحة تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح «ذراع جماعة الإخوان»، تم الدفع بها إلى المنطقة لتشتيت جهود الجيش التي تخوض معارك الحسم ضد الميليشيات في جبهات عدة، مشيرة إلى أن هذا توجه جاء بإيعاز من قطر لإفشال جهود الشرعية والتحالف الهادف إلى تخليص اليمن من المد الفارسي الإيراني، المتمثل بعناصر الحوثي الإرهابية.
• الجيش يقترب من تحرير «الملاجم» ويتصدى لمحاولة تسلل حوثية في نهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news