الجيش اليمني يحرّر سلسلــــــة جبليـة و3 قرى ويقترب من مسقط رأس الحوثي فــي مران صعدة
تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من الوصول إلى أول مرتفعات منطقة مران بمديرية حيدان بصعدة، مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي الإيرانية عبدالملك الحوثي، في عملية التفاف نوعية، تمكنت خلالها من السيطرة على سلسلة جبلية واسعة، إلى جانب ثلاث قرى، فيما واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة تقدمها نحو وسط وشمال مدينة الحديدة، مع استمرار عمليات تمشيط وتطهير المناطق المحرّرة في محيط المدينة، في حين تواصلت العمليات العسكرية للجيش اليمني في البيضاء وحجة والضالع والجوف.
وفي عملية عسكرية وصفت بالنوعية والمفاجئة، تمكنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي من الوصول إلى أول مرتفعات منطقة مران بمديرية حيدان بصعدة، مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي الإيرانية، في عملية التفاف نوعية تمكنت خلالها من السيطرة على سلسلة جبلية واسعة، إلى جانب عدد من القرى وفقاً لمصادر ميدانية.
وأكدت المصادر أن ألوية العروبة، التابعة للشرعية اليمنية، تمكنت من السيطرة على أولى سلاسل الجبال في مران صعدة، إلى جانب ثلاث قرى هي، قرية الجارية، وقرية خميس مران، وقرية عقبة مران، فضلاً على مسافة 15 كم من وادي الداخل لتضاف إلى 30 كم من إجمالي مساحة مديرية حيدان التي تقع مران في إطارها، وباتت قوات الجيش تسيطر على 45 كم منها، وتقترب كثيراً من منازل عبدالملك وحسين الحوثي بمران.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش يتقدم نحو معقل وكهوف الحوثي في مران، عبر محورين، الأول يتجه صوب تأمين الجبال في المنطقة التي تحيط بها من جهات عدة، فيما يتجه المحور الثاني عبر وادي الداخل باتجاه ضريح الصريع حسين الحوثي ومنازل ومخابئ عبدالملك الحوثي في أطراف الوادي الاستراتيجي بمران، والذي باتت مساحة واسعة منه بيد قوات الشرعية ممثلة في ألوية العروبة ولواء العاصفة، بعد تنفيذها أكبر عملية التفاف في مران خلال اليومين الماضيين بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي تشنّ غارات مساندة على مواقع ومخابئ الميليشيات في المديرية المتصلة مباشرة بمديرية الظاهر ومنطقة الملاحيظ.
وأكدت المصادر أن العمليات الأخيرة في مران خلّفت قتلى وجرحى وأسرى في صفوف الميليشيات، وتدمير شبكة من الأنفاق والخنادق المنتشرة بين كهوف ومغارات الجبال في مران، وتأمين عدد منها، فيما بدأت وحدات عسكرية في فرض حصار على عدد من المناطق التي يعتقد أن عبدالملك الحوثي يتنقل فيها بين الحين والآخر، كما بدأت قوات الجيش حصاراً خانقاً على منطقة عقبة شدى بمديرية رازح الحدودية، يتحصن فيها عدد من العناصر والقناصة التابعين للميليشيات.
وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة عملياتها العسكرية باتجاه وسط المدينة من الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية، عبر شارعي الخمسين والتسعين المتفرعين من شارع صنعاء، فيما تواصلت الاشتباكات بين القوات المشتركة والميليشيات في عدد من الأحياء الشرقية للمدينة.
في الأثناء واصلت القوات المشتركة عمليات تمشيط وتطهير المناطق المحرّرة ومنها المناطق المحيطة بمستشفى 22 مايو، وسوق الخضار وجولة يمن موبايل ومحيط جامعة الحديدة ومدينة الصالح السكنية التي حولتها الميليشيات إلى ثكنات عسكرية ومناطق مفخّخة بالألغام والعبوات الناسفة، كما هي الحال بالنسبة إلى عدد من المباني والأحياء في الحديدة، بما فيها المنشآت التابعة للمنظمات الدولية وبرنامج الغداء العالمي التابعة للأمم المتحدة.
وأكدت مصادر عسكرية في المقاومة التهامية المشاركة في عمليات تحرير الحديدة أن الهدف الرئيس للقوات المشتركة حالياً استكمال أطباق الحصار على عناصر الميليشيات في مدينة الحديدة، من خلال الوصول إلى شارع جيزان المتجه نحو حرض، التابعة لمحافظة حجة وشارع الشام في الجهة الشمالية، لقطع آخر طريق إمداد لهم، بعدها سيتم التعامل مع العناصر الموجودة داخل المدينة، من خلال وحدات خاصة بالاقتحام ومكافحة القناصة التي تم استقدامها أخيراً إلى المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن المناطق الشمالية للمدينة تقود أيضاً وبشكل مباشر إلى ميناء الحديدة، وهي مناطق أقرب من الجهة الجنوبية الغربية التي تتقدم عبرها القوات من أجل الوصول إلى الميناء عبر شارعي الكورنيش والميناء.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات استهدفت الكلية البحرية ومحيط الميناء ومواقع وثكنات عسكرية للميليشيات في محيط مدينة الحديدة الشمالي، وأخرى في المناطق الشرقية لمديريات التحيتا وحيس، وهي مناطق تحاول الميليشيات من خلالها الدفع بتعزيزات عسكرية نحو جبهاتهم المنهارة في الحديدة. وكانت قوات المقاومة المشتركة أحبطت محاولة تسلل للميليشيات في شرق حيس، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في أوساط عناصر الميليشيات وأسرت خمسة آخرين.
وفي حين واصلت الميليشيات قصف المناطق السكنية في مناطق عدة بمدينة الحديدة، دعا قائد المقاومة التهامية الشيخ عبدالرحمن حجري، أبناء المدينة إلى الانتفاضة، والخروج إلى الشوارع للقضاء على ما تبقى من عناصر الميليشيات المنتشرة في أوساط أحيائهم.
وفي الضالع وسط اليمن، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية الهادفة لاستكمال تحرير المناطق الشمالية للمحافظة من بقايا الميليشيات الإيرانية، وتقدمت عبر الخط الرابط بين عدن وصنعاء، المارّ بوسط مدينة دمت باتجاه المناطق الشمالية من المدينة، رغم تفخيخ الطريق وجسوره الذي عمدت إليه الميليشيات لمنع القوات من التقدم، خصوصاً بعد تمكّنها من تحرير أطراف مدينة دمت الجنوبية ومنطقة خاب وحصنها التاريخي، ومحيط محطة العودي.
وأفاد سكان محليون بأن الميليشيات فجرت جسر قُرع بمدخل المدينة الجنوبي الواقع بين محطة الوقزة وقرية الحقب، وأنها زرعت كمية كبيرة من المتفجرات في العبارات، على الطريق الرابط بين نجد القرين والعرفاف بدمت، ما دفع الجيش المتقدم في تلك المناطق إلى أخذ الحيطة والعمل على تفجير تلك العبوات من بعد.
وفي حجة تواصل قوات الجيش مسنودة بالتحالف تقدمها على جبهتي حرض وحيران، في حين فشلت الميليشيات التي عزّزت جبهاتها في تلك المناطق من استعادة أي منطقة خسرتها أخيراً وفشلت في إعاقة تقدم الجيش على طريق حيران ـ مستبأ التي تعد أحد أهم معاقلهم في حجة.
وفي البيضاء، أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات باتجاه مواقعهم في جبل الدير الاستراتيجي بمنطقة البياض في مديرية الملاجم، فيما شنت قوات الجيش قصفاً بالمدفعية، استهدفت مواقع الميليشيات في شعب لبان ووادي فضحة شرق المديرية.
وفي العاصمة صنعاء دفعت قوات الجيش اليمني بتعزيزات جديدة من مأرب باتجاه جبهات نهم شمال شرق العاصمة، بهدف تحريك الجبهات باتجاه المناطق الشمالية للمدينة التي يعيش فيها عناصر الميليشيات حالة من الارتباك والذعر على وقع هزائمهم في جبهات صعدة والساحل، تمثل ذلك في قيام عناصرهم بقتل أحد أبناء محافظة ريمة أثناء مروره بسيارته من أمام إحدى النقاط المستحدثة غرب العاصمة.
وفي الجوف تجدّدت المواجهات بين الجيش والميليشيات في جبهات المتون والمصلوب غرب المحافظة على وقع الانتصارات التي تشهدها جبهات صعدة والساحل، تركزت في جبهات حام بالمتون ومحيط منطقة السلان بالمصلوب.