الحوثيون يقصفون المناطق المحررة في اليمن.. ويزعـمـــون إطــــلاق «مــبـــــادرة سلام»
قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، مواقع للجيش اليمني في ميدي بمحافظة حجة بالصواريخ، وواصلت حشد مقاتليها في مدينة الحديدة على الساحل الغربي، كما واصلت قصف المناطق المحررة في جنوب الحديدة مستهدفة المدنيين في التحيتا وحيس، وذلك على الرغم من زعم أحد قيادات الميليشيات إطلاق مبادرة تدعم السلام.
وتفصيلاً، قصفت ميليشيات الحوثي مستشفى 22 مايو في الحديدة على الساحل الغربي لليمن، والأحياء القريبة منه، إلى جانب المجمع الصناعي في شمال شرق مدينة الحديدة، كما قامت باعتقال 16 من صيادي المدينة بحجة رفضهم استخدام قواربهم في عمليات عسكرية ضد قوات التحالف والجيش، كما توفي صيادان في انفجار لغم بحري زرعته الميليشيات في مديرية المنيرة.
وعلى الرغم من استمرار الحوثيين في قصف المناطق المحررة والحشد العسكري في جبهات عدة، أعلن رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية الحوثية» المدعو محمد علي الحوثي، في بيان نشره على حسابه في «تويتر»، أنه دعا قيادات ميليشياته إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي السعودية، لكنه لم يذكر شيئاً عن المدن اليمنية التي تستهدفها ميليشياته بأنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية، والتي كان آخرها استهداف مدينة مأرب، السبت الماضي، بثلاثة صواريخ اعترضتها دفاعات التحالف العربي.
وعلى وقع هزائم الميليشيات في كل الجبهات، أعلن القيادي «الحوثي» في بيانه الاستعداد لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية على كل الجبهات وصولاً إلى ما أسماه «سلام عادل ومشرف»، وجاء بيان القيادي الحوثي مع تعرض جبهات الميليشيات لضربات موجعة أدت إلى انهيارات أبرزها في الحديدة وصعدة وحجة، واقتراب قوات المقاومة المشتركة والجيش اليمني كثيراً من حسم المعارك في تلك الجبهات.
وكانت المقاومة اليمنية تمكنت من محاصرة أطراف حي الربصة بعد قيام مقاتلات التحالف بقصف معسكر الدفاع الساحلي في المنطقة، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، ولقي القيادي الحوثي الميداني المدعو أبوحيدر الشريف مصرعه في الغارات على محيط الربصة جنوب غرب المدينة، وكان المسؤول عن التعبئة والتحشيد للمقاتلين في منطقة خولان بصنعاء للزج بهم في محارق الموت بالحديدة والساحل الغربي.
وتواصلت المواجهات بين الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف العربي لدعم الشرعية من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، في جبهات حجة شمال غرب اليمن، والتي تمكنت فيها قوات الجيش اليمني من السيطرة على مناطق جديدة في حرض وحيران، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي شنت غارات مركزة استهدفت تعزيزات وآليات عسكرية للحوثيين في منطقة المخافي بمديرية مستبأ أدت إلى تدمير عدد منها.
وكانت الميليشيات الإيرانية قصفت مواقع الجيش في ميدي وحرض بصواريخ باليستية، سقطت في مناطق متفرقة وصحراء ميدي دون إحداث أي أضرار، كما قصفت قرى حيران المحررة بصواريخ «الكاتيوشا» أدت إلى وفاة وإصابة عدد من المدنيين.
وأكدت مصادر ميدانية في حرض بمحافظة حجة، أن قوات الجيش حاصرت مجاميع كبيرة من عناصر الميليشيات داخل مدينة حرض، بعد تقدمها وسيطرتها على مثلث عاهم الاستراتيجي، وعدد من القرى المجاورة له، مشيرة إلى أن مزارع النسيم بين حرض وميدي باتت تحت السيطرة النارية لقوات الجيش اليمني، والتي تمكنت أيضاً من السيطرة على مزارع الحراملة الواقعة على طريق «عاهم – حرض».
واستكملت قوات الجيش تحرير قريتي جهنية والحصيميات شرق مثلث عاهم، وواصلت التقدم باتجاه مديرية مستبأ، ووصلت إلى منطقة بني الهيج وسط حالة من الانهيار والتراجع في صفوف الميليشيات الإيرانية، كما اقتربت كثيراً من مركز مديرية مستبأ الذي بات يفصلها عنه «مثلث أبو دوار» الرابط بين مديريات عدة، وفي حال السيطرة عليه ستقترب القوات من الحسم العسكري في حجة بشكل كبير.
وفي تعز، أكد قائد جبهة مديرية مقبنة، العقيد حميد الخليدي، مصرع اثنين من كبار قيادات الميليشيات الإيرانية على يد قوات الجيش أسفل جبل هوب العقاب، فيما شهدت جبهات جبل البرقة وعزلة القحيفة مواجهات وقصفاً بالصواريخ بين الجانبين، وتمكنت قوات الجيش فيها من السيطرة على تبة حامد في عزلة اليمن.
وأشار الخليدي إلى أن المعركة الأخيرة خلفت قتلى في صفوف الميليشيات، بينهم قائد ما يسمى بالأمن الوقائي للميليشيات في جبهة القحيفة، والمدعو «أبوخليل»، مع عدد من عناصره، فيما أصيب آخرون خلال المعارك، ودفعت الميليشيات بتعزيزات جديدة إلى منطقة الطوير في محاولة منها لاستعادة تبة سعدة ومواقع أخرى خسرتها أخيراً.
في الأثناء، أكدت مصادر محلية في منطقة ورزان بمديرية خدير جنوب شرق تعز، أن اشتباكات اندلعت بين عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وخلفت إصابات بين عناصرهم.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات بدأت بالتلاسن بين عناصر الميليشيات على خلفية توزيع حصص القات اليومية عليهم، وتطورت إلى اشتباكات بالأسلحة البيضاء «الجنابي»، وبعدها تطورت إلى استخدام الأسلحة الآلية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصرهم.
وفي عتمة بمحافظة ذمار، أكدت مصادر محلية وجود حالة من الاحتقان بين أبناء المديرية وميليشيات الحوثي الانقلابية على خلفية قيام الأخيرة بفرض نقاط تفتيش على مداخل المديرية التي شهدت سابقاً مواجهات وعمليات عسكرية نوعية ضد الحوثيين، مؤكدة قرب انفجار الوضع العسكري في المديرية.
وفي العاصمة صنعاء، كشفت مصادر عن اجتماع سري عقد أخيراً جمع أبرز قيادات الميليشيات من الصف الأول لتخطيط وتنفيد عملية اغتيال سرية تطال الزعيم القبلي البارز صادق عبدالله الأحمر، أحد أبرز مشايخ قبيلة حاشد، كبرى قبائل اليمن.
وأشار المصدر إلى أن الاجتماع عقد في صنعاء، وضم زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، وعدداً آخر من قادة ميليشياته، للتخطيط لعملية اغتيال صادق الأحمر، الذي تتوقع الميليشيات أن يشكل خطراً عليها في حال تم هزيمتها في جبهات حاكمة في صعدة والساحل الغربي.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الاجتماع أفضى إلى قرار باغتيال «الأحمر» عبر أحد الأشخاص، أو بوضع السم له، وقرر المجتمعون تكليف محمد علي الحوثي بالإشراف على تكوين خلية سرية لتنفيذ هذه الخطة، وأن تتم بعد مراقبة سرية لمنزله ومراقبة تحركاته واتصالاته وكل المقربين منه.
- الجيش اليمني يواصل التقدم باتجاه مديرية مستبأ بعد تحرير «مثلث عاهم» في حجة
- وفاة صيادين اثنين في انفجار لغم بحري زرعته الميليشيات بالساحل الغربي