السعودية ترحّب باتفاق السويد وتؤكد التزامها بالحل السياسي في اليمن بما يضمن أمنه واستقراره
رحبت المملكة العربية السعودية بما تم التوصل إليه من اتفاق في مملكة السويد بين وفد الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية والوفد الحوثي، مؤكدة التزامها بالوصول إلى الحل السياسي في اليمن، بما يضمن أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، كما رحبت مصر والكويت والبحرين والأردن والولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية في ختام المشاورات السياسية التي عقدت في السويد.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله، إن المملكة تثمن دور الحكومة الشرعية للتوصل إلى هذا الاتفاق، كما تثمن لمملكة السويد استضافتها للمفاوضات.
وأضاف المصدر أن على الحوثيين تغليب مصلحة الشعب اليمني بالوصول إلى حل سياسي شامل بناء على قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وهو ما سعت إليه المملكة ودول التحالف، ولاتزال تعتبره الحل الذي سيعبر باليمن الشقيق نحو الاستقرار والنماء.
وأكد المصدر أن تسليم ميناء الحديدة يعتبر خطوة مهمة للمساعدة في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق وإيصال المساعدات إلى مستحقيها.
واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على وقوف السعودية إلى جانب الشعب اليمني.
في السياق نفسه، أشادت الخارجية المصرية في بيان لها بما توصلت إليه الأطراف اليمنية، معتبرة أن ما تحقق يشكل خطوة مهمة ورئيسة في إطار التوصل لحل سياسي شامل وفقاً للقرار الأممي 2216 وسائر المرجعيات ذات الصلة بالحل المنشود في اليمن.
من جهتها، شددت الخارجية البحرينية على ضرورة التمسك بمسار التفاوض والتعاون الإيجابي مع الجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، منوهة بالدور المحوري الذي يقوم به التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على مختلف الأصعدة الإنسانية والسياسية والأمنية.
وأعربت عن تطلع البحرين إلى التوصل لحل سياسي شامل يعيد الأمن والسلم والاستقرار للجمهورية اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما ينهي جميع أشكال التدخلات الإيرانية، التي تعد المهدد الرئيس لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وجواره الإقليمي.
ورحبت الكويت بالاتفاق، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في بيان له، إن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة وإيجابية في طريق إيجاد حل شامل للصراع الدائر في اليمن منذ سنوات، وذلك وفق المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.
ودعا المصدر الأطراف اليمنية إلى ضرورة الالتزام بهذا الاتفاق والبناء عليه، حقناً لدماء الأشقاء، ورفعاً لمعاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق.
من جانبه، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، أهمية هذه التوافقات كخطوة مهمة نحو التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية وإنهاء معاناة اليمنيين على أساس القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
وثمن الصفدي الجهود الدولية والإقليمية التي أسهمت في التوصل لهذه النتائج الإيجابية وشدد على أهمية تنفيذ التوافقات التي أنتجتها مشاورات السويد وبذل كل جهد ممكن للتوصل للحل السياسي الدائم للأزمة اليمنية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بيان له إن الولايات المتحدة تشكر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على قيادته لهذه الجهود وتفاؤله المستمر وقدرته على إلهام الأطراف المعنية للوصول إلى المصالحة.
وأضاف «نشكر الحكومة السويدية على استضافتها لهذه المشاورات، ونعرب عن شكرنا لحكومات الإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عُمان، بالإضافة إلى أطراف أخرى ساعدت على تنظيم هذه المشاورات ودعمها».
وأشاد بما حققته الأطراف المشاركة في هذه المشاورات، لاسيما ما يتعلق بقضايا وقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات من منطقة الحديدة وتبادل الأسرى وفتح ممرات إنسانية خاصة بمدينة تعز.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعلن، أول من أمس، أن الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين توصلا إلى اتفاق بعدد من الملفات التي طرحت خلال المشاورات في السويد.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية السويدية، مارجوت فالستروم، إنه سيتم تقديم نتائج هذه المشاورات إلى مجلس الأمن الدولي، لافتة الانتباه إلى أنه من المهم أن يضع المجتمع الدولي قضية اليمن في مقدمة أجندته. وأبدت الوزيرة السويدية استعداد بلادها لاستضافة المشاورات مرة أخرى.
وقدم غريفيث، الليلة الماضية، إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن نتائج المفاوضات اليمنية التي احتضنتها السويد، بحضور وفدي الحكومة الشرعية والحوثيين.
واعتبر غريفيث أن انسحاب المسلحين من ميناء الحديدة يمثّل الخطوة الأولى لحل الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأوضح غريفيث في إحاطته أن مدينة الحديدة كانت محطة تركيز خلال مفاوضات السويد، لأنها «شريان الحياة للعمل الإنساني الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين».
وبشأن معارك الحديدة، قال غريفيث إن الطرفين اتفقا على إنهاء المعارك في المدينة الساحلية، لافتاً إلى أن «انسحاباً تدريجياً من مدينة الحديدة ومينائها سيحدث قريباً».
وأكد المسؤول الدولي أن الأمم المتحدة «ستقوم بعمل ريادي في الحديدة، وستراقب عمليات التفتيش في مينائها».
وأوضح أن الوفدين اتفقا على عقد جولة مشاورات جديدة في يناير 2019، بناء على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة ومخرجات الحوار الوطني.
وأكد أن «تبادل الأسرى والسجناء كان أول اختراق حققناه في مشاورات السويد».
من جهة أخرى، كشف غريفيث أن وفدي الشرعية والحوثي توصلا إلى توافق متبادل بشأن التهدئة في مدينة تعز، وإيصال المواد الغذائية عبر فتح ممرات إنسانية.
وقال: «فتح ممرات إنسانية ونزع الألغام في تعز سيمهدان لرفع المعاناة عن السكان هناك».
وقدّم غريفيث شكره إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على «دعمه الحيوي لإنجاح مباحثات السويد»، وكذلك الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.