ميليشيات الحوثي تتنصل من اتفــاق السويد.. وكاميرت يمنحها مهلة حتى الثـلاثاء
رفضت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تنفيذ اتفاقية السويد بشأن الانسحاب من الحديدة وميناء المدينة وميناءي الصليف وراس عيسى، وواصلت خرقها لوقف إطلاق النار، فيما منحها رئيس اللجنة المشتركة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة الجنرال باتريك كاميرت، مهلة أقصاها الثلاثاء المقبل، للرد على آلية تنفيذ الانسحاب التي اقترحها، في حين واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف، تقدمها في جبهات صعدة وحجة، وتستعد لبدء عملية عسكرية واسعة غرب تعز.
وتفصيلاً، أكدت مصادر مطلعة في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، رفض ميليشيات الحوثي الموالية لإيران الانسحاب من مواقعها في المدينة والميناء، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في المشاورات الأخيرة في السويد، ما دفع كبير المراقبين الدوليين، الجنرال باتريك كاميرت، إلى وضع خريطة طريق للانسحاب من الحديدة، ومنحها مهلة زمنية حتى الثلاثاء المقبل.
وواصلت اللجنة المشتركة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة اجتماعاتها، أمس، برئاسة الجنرال باتريك كاميرت، وحضور وفدي الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، وينتظر كاميرت من الفريقين رداً على آلية تنفيذ الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، التي قدمها الأربعاء.
وقال وكيل محافظة الحديدة، وليد القديمي، إن كاميرت قدم آلية لانسحاب الميليشيات من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة، الصليف، رأس عيسى، وأجزاء من مدينة الحديدة)، ومن المدينة خلال مهلة أقصاها الثلاثاء المقبل، بحسب اتفاق السويد.
وأضاف أن كاميرت قدم في اجتماع اللجنة المشتركة «آلية خاصة بمراقبة وقف إطلاق النار»، الذي يسري منذ 18 من ديسمبر، وسط خروقات مستمرة من قبل ميليشيات الحوثي.
وذكرت مصادر أن كاميرت ناقش مع كل طرف خطة إعادة الانتشار العسكري، وتسليم من كل منهما ملاحظاته، وتتوالى الاجتماعات حتى تبدأ الخطوات التنفيذية.
وكشفت المصادر ذاتها أن وفد الشرعية أعد ملفاً متكاملاً عن تلاعب ميليشيات الحوثي بوثائق وبيانات قوات الشرطة والأمن في محافظة الحديدة، وضم المئات من مسلحيها إلى قوام هذه القوات، وغيرها من الانتهاكات.
من جهة أخرى، واصلت الميليشيات خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، وقامت بقصف مناطق متفرقة من الحديدة، مستهدفة مواقع مدنية وأخرى تابعة لقوات المقاومة المشتركة، ما خلف 10 شهداء وأكثر من 15 مصاباً، كما واصلت تحايلها بالنسبة لفرض عناصرها في المدينة، من خلال إرسال مجموعة مسلحة منهم يلبسون الزي العسكري والأمني للانتشار في شوارع المدينة.
في الأثناء، أكد الناطق باسم ألوية العمالقة اليمنية، مأمون المهجمي، أن ميليشيات الحوثي مستمرة في اختراق الهدنة، حتى في ظل وجود اللجنة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار، مشيراً في تصريح لمركز إعلام العمالقة، إلى أن الخرق يتم بشكل يومي، ويتم تسجيل عشرات الخروقات التي تقوم بها الميليشيات دون احترام للاتفاق الذي وقعت عليه في السويد.
وبحسب لجنة الرصد والمراقبة التابعة لقوات ألوية العمالقة، فقد تم رصد اختراقات في مدينة الحديدة ومديرية الدريهمي وبيت الفقيه، حيث قصفت الميليشيات مواقع قوات اللواء الثاني عمالقة شرق مدينة الحديدة، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد اللواء الثاني عمالقة بجروح.
كما أطلقت ثلاث قذائف مدفعية هاوزر على شرق مدينة الدريهمي بشكل عشوائي، واستهدفت الميليشيات مواقع لواء الزرانيق بقذائف الهاون بشكل مكثف، وقامت بقنص المواطنة عائشة عمر المرزوقي في منطقة الجاح مديرية بيت الفقيه، وتم إسعافها إلى مستشفى الدريهمي لتلقي العلاج، كما استهدفت مواقع ألوية العمالقة في الجاح، وفي شرق الجبلية قامت باستهداف مواقع العمالقة بأسلحة عيار 23، فضلاً عن استهداف مواقع العمالقة شرق الجبلية بأسلحة متوسطة وخفيفة، كما استهدفت مواقع ألوية العمالقة ومنازل المواطنين بأسلحة متوسطة وقذائف الهاون في مديرية حيس، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف الجنود والمدنيين.
وكانت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران زرعت كميات كبيرة من الألغام البحرية المضادة للقوارب والسفن على امتداد الساحل الغربي ومدينة الحديدة، وأعاقت الألغام التي زرعتها بكثافة حركة الصيد في ساحل منطقة منظر جنوب الحديدة، بعد أن انفجر عدد من الألغام المزروعة في قوارب صيادين ذهبوا للصيد، وقد اعتادوا على كسب أرزاقهم منه خلال السنوات والعقود الفائتة.
من جانبها، أشارت مؤسسة «رصد» للحقوق والحريات في تقريرها حول الوضع في الحديدة منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر الماضي، إلى أن الميليشيات تسببت في قتل 13 شخصاً، منهم أربعة أطفال، وإصابة 29 آخرين، منهم 13 طفلاً.
وأوضح التقرير أن ضحايا الألغام منذ بدء سريان الهدنة بلغوا تسعة أشخاص، وإصابة أربعة آخرين، مبيناً أن الميليشيات قامت بزرع ستة حقول ألغام جديدة، منها حقل يمتد إلى مسافة 10 كم في الجهة الشمالية لمدينة الحديدة، فضلاً عن قيامها باعتقال 44 شخصاً، وتدمير 16 منزلاً في مديريات حيس والدريهمي والجاح غرب مديرية بيت الفقيه ومديرية الحالي، كما أعادت الانتشار في 22 مدرسة و13 مرفقاً حكومياً.
وفي تعز، أكدت مصادر ميدانية وجود استعدادات عسكرية ضخمة من جانب الشرعية، للرد على تحركات الميليشيات الأخيرة في غرب المدينة، وأنها تستعد لبدء عملية عسكرية واسعة باتجاه الكدحة التابعة لمديرية المعافر ومنطقة البرح التابعة لمديرية مقبنة، اللتين تشكلان خطراً متواصلاً على قوات الجيش التي تمر عبر الخط الساحلي بين عدن والحديدة.
كما أكدت المصادر وصول تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للشرعية إلى جبهات الوازعية وموزع ومفرق البرح قادمة من المخاء، وقامت بالانتشار والتمركز بمواقع جديدة استعداداً للتوجه نحو غرب تعز لتحرير المناطق المتبقية والفاصلة بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة وقوات الجيش اليمني.
وفي صعدة، واصلت قوات اللواء الثالث حرس حدود، بقيادة العميد عزيز الخطابي، تقدمها في اتجاه قلب محافظة صعدة، وتوغلت مسافة 40 كم عبر ثلاثة محاور بخط عرض 15 كم، وتمكنت من تحرير سلسلة جبال آل قراد - الشاميه، وجبل آل علي، وجبل فريض الشق، وجبل برحة الباحة، وسوق الباحة، وجبل النفاخ، وجبل المصرف وجبل القشبة.
وأوضحت مصادر ميدانية أن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وأن الجيش غنم أسلحة وعتاداً عسكرياً وذخائر متنوعة، وعشرات القنابل، وأجهزة تحكم وسيطرة.
وفي محور أزال، بقيادة العميد ياسر الحارثي، تمكنت قوات الجيش في باقم صعدة من صد محاولات تسلل للميليشيات باتجاه مواقعهم في الجانب الشرقي للمديرية، وتم تكبيد الميليشيات 35 قتيلاً وعشرات الجرحى، في حين فر البقية من مواقع المعركة، وفقاً لمصادر، أكدت أن من بين القتلى قائد مجموعة الاقتحام في صفوف الحوثي، المدعو أبوإبراهيم بلابل، وقيادات حوثية، بينهم المدعو أبومفلح الشعف، ونجله، والمشرف أبويونس الغمري، وأبوسعيد الشوذاني، قائد مدفعي، والمدعو راضي الرازحي، خبير تفجير، وعدد آخر من القتلى وجدت جثثهم مرمية، بعد أن لاذ البقية بالفرار، متكبدين خسائر كبيرة في الأرواح والسلاح.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات المساندة لقوات الجيش اليمني، استهدفت مجاميع حوثية في جبل شيحاط، كانت تنوي تعزيز مقاتليها في مركز باقم، بعد أن تمت السيطرة على أجزاء كبيرة منه من قبل أبطال الجيش اليمني.
وفي حجة، تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير قرية الشعاب أسفل جبل المحصام الاستراتيجي في جبهة حرض، وفقاً لقائد محور حرض، قائد اللواء الأول قوات خاصة، العميد محمد الحجوري، الذي أكد أن قوات الجيش تمكنت من تطهير قرية الشعاب أسفل جبل المحصام الإستراتيجي، وتبتي المدفعية والمشارفة، إضافة إلى السيطرة النارية على جبل المحصام، جنوب جبهة حرض.
وأوضح العميد الحجوري أن التقدم جاء بعد معارك عنيفة استمرت يومين، تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري، وأكد تمكن قوات الجيش من كسر خط الدفاع الأول للميليشيات في مديرية عاهم، مشيراً إلى أن المعركة جاءت بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، ضمن خطة عسكرية محكمة تشمل عاهم ومركز مديرية حرض.
وفي ذمار، لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم، وأصيب آخرون في عملية قنص على أيدي مسلحين قبليين في إحدى قرى النصرة بمديرية الحدا شرق محافظة ذمار، وفقاً لمصادر قبلية، أشار إلى أن ثلاثة من عناصر ميليشيات الحوثي يرتدون زي أفراد الأمن المركزي، لقوا حتفهم، وأصيب آخران قنصاً برصاص مسلحين قبليين في قرية مريد بمديرية الحدا.
وأوضحت المصادر أن عملية القنص تمت بعد اقتحام الميليشيات بحملة على متن 10 عربات عسكرية قرية مريد، واعتداء أفرادها بأعقاب البنادق على شاب من أبناء القرية، ومحاولة اختطافه كرهينة، ما أدى إلى سقوطه على الأرض وغيابه عن الوعي، حتى اعتقد الأهالي أنه قتل، ما دفعهم للانتقام بقتل ثلاثة من عناصر الحملة وجرح اثنين آخرين.