آليات تابعة للجيش اليمني خلال الاستعدادات لمعارك مع الميليشيات. أرشيفية

الجيش اليمني يسيطر على مناطق واسعة في مديرية خب والشعف بالجــــوف

سيطرت القوات الحكومية، أمس، على مناطق واسعة في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف (شمال البلاد)، إثر عملية عسكرية شنتها على مواقع الحوثيين منذ السبت الماضي، فيما أثبت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، تلاعب الميليشيات بتوزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن وسرقتها.

وفي التفاصيل، قالت مصادر عسكرية يمنية إن العملية العسكرية التي يقودها قائد محور الجوف المحافظ اللواء أمين العكيمي، تمكن الجيش خلالها من السيطرة على مناطق واسعة من مديرية خب والشعف، حيث انطلقت لتحرير محور الجوف الأوسط، وهو ما تبقى من مديرية خب والشعف الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية تقدمت نحو 15 كيلومتراً من جهة خب، وانتهت بالسيطرة على جبال أسطر القريبة من سوق الخميس والموطل غرب المديرية.

وفي منطقة صبرين بالمديرية، تقدمت القوات الحكومية أكثر من سبعة كيلومترات، وسيطرت على سبعة مواقع في مساحة لا تقل عن 10 كيلومترات وسط حقول من الألغام، التي جرى نزع 500 لغم منها.

وأدت المعارك إلى خسائر كبيرة للحوثيين حسب المصدر، والاقتراب من الأهداف الأخرى ووضعها تحت السيطرة النارية، وقطع الإمداد عن عدد من المواقع.

وفي تعز، قال مصدر عسكري حكومي، أمس، إن قيادياً حوثياً بارزاً قُتل، وأُصيب اثنان من مرافقيه بعملية نوعية للقوات الحكومية، ظهر أول من أمس، شرق مدينة تعز (جنوب غرب البلاد).

وقال مصدر عسكري، إن قوات من القطاع الثاني للواء 22 ميكا التابعة للقوات الحكومية استهدفت بهجوم نوعي عربة BMB للحوثيين في وادي صالة شرق المدينة.

وأوضح أن العملية أسفرت عن مقتل قائد وحدة الدروع في جماعة الحوثيين عمار عائض واثنين من مرافقيه، وأُصيب أربعة آخرون.

ولفت إلى أن عائض وقيادات حوثية أخرى كانوا قد وصلوا قبل أيام معدودة من مدينة الحديدة (غرب البلاد) برفقة تعزيزات كبيرة إلى مواقعهم المنتشرة في ضواحي مدينة تعز، ومن المرجح أنهم كانوا يخططون لشن هجوم على القوات الحكومية.

وفي تعز أيضاً، قُتل أربعة مدنيين وأُصيب اثنان آخران من أسرة واحدة، فجر أمس، بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب شمال مديرية المخا غرب محافظة تعز (جنوب غرب البلاد).

وقال مصدر محلي، إن لغماً زرعه مسلحو جماعة الحوثي في طريق ترابية بمزارع الرمة في المخا، إبان سيطرتهم على المنطقة، انفجر أثناء مرور سيارة تقل أسرة الزعيم القبلي ناصر علي عبدالله الدربوش.

وذكر أن المدنيين الجرحى أُصيبوا بصورة بالغة.

ووفق المصدر المحلي فإن مسلحي جماعة الحوثي زرعوا مئات الألغام في الطرقات والمزارع بمديرية المخا وبقية مديريات الساحل الغربي لمحافظة تعز، قبل سيطرة ألوية العمالقة التابعة للحكومة اليمنية عليها.

في السياق ذاته، ‏لقيت امرأة مسنة حتفها بانفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون بمنطقة حارات عزلة الأعبوس بمديرية حيفان جنوب محافظة تعز، وفق ما أفاد به سكان محليون.

وفي حجة، أفادت مصادر محلية، أمس، بأن وكيل محافظة حجة (شمال غرب البلاد) المعيّن من قِبل الحوثيين القيادي الحوثي طه الحمزي، أُصيب بجراح وقُتل شقيقه إثر إطلاق النار عليهما في مديرية مبين وسط المحافظة.

وأشارت إلى أن الحمزي أُصيب بصورة بالغة وجرى إسعافه إلى المستشفى الجمهوري بمدينة حجة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

وذكرت المصادر أن إطلاق النار جرى من قِبل مسلحين حوثيين آخرين في المديرية الخاضعة لسيطرة الجماعة، ويأتي ذلك في سياق الصراع الذي حدث أخيراً بين جماعة الحوثيين يتعلق بتمويل الحرب.

وقالت إن محافظة حجة شهدت خلال الأيام الأخيرة تصفيات داخلية وانقسامات بين الحوثيين، زاد من حدتها الخلافات حول الموارد المالية والتراجع بشكل ملحوظ لعملية تحشيد المقاتلين.

من ناحية أخرى، أعلنت مصادر مسؤولة في مشروع «مسام»، الذي تتبناه وتدعمه المملكة العربية السعودية لنزع الألغام، أنه خلال شهر ديسمبر المنصرم تم نزع نحو 9000 لغم وذخيرة، زرعتها أو خلفتها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية المحررة.

وأوضحت المصادر، أنه تم انتزاع 2514 لغماً وذخيرة لم تنفجر بعد، خلال الأسبوع الرابع فقط من ديسمبر، ليصل مجموع الألغام والذخيرة المنزوعة خلال ديسمبر الماضي إلى 8683.

وأضافت أن فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الرابع من هذا الشهر 1558 لغماً مضاداً للدبابات، و14 مضاداً للأفراد، و135 عبوة ناسفة.

ووفقاً لمشروع «مسام»، فإن مجموع ما تم نزعه من ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة منذ انطلاق المشروع لغاية يوم 27 ديسمبر الماضي، قد وصل إلى 31635.

إنسانياً، طالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، بوضع حد فوري للتلاعب بتوزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن بعد الكشف عن أدلة تثبت حدوث هذه الممارسات من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء، وأجزاء أخرى من البلاد.

وكشفت دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي على مستفيدين مسجلين أن العديد من سكان العاصمة لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، بحسب موقع برنامج الأغذية العالمي.

وفي مناطق أخرى، حُرم الجوعى من حصصهم بالكامل، في وقت يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة في اليمن.

وتم الكشف عن تلاعب الميليشيات الانقلابية بتخصيص مواد الإغاثة الغذائية في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة.

وأجريت المراجعة بعد تزايد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «هذه الممارسات بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى».

وأضاف «يحدث هذا في الوقت الذي يموت الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، ويجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي».

وخلال حملات الرصد التي أجراها برامج الأغذية العالمي، قام مسؤولو البرنامج بجمع عدد من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة التي تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصصة.

كما اكتشفوا أيضاً أن مسؤولين من ميليشيات الحوثي يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين، ويتم تزوير سجلات التوزيع، ومنح المساعدات لأشخاص غير مستحقين لها وبيع بعضها في الأسواق لتحقيق مكاسب.

وهدد بيزلي ميليشيات الحوثي الانقلابية بأنه في حال عدم امتناعها عن مثل تلك الممارسات «فلن يكون لدينا خيار إلا التوقف عن العمل مع الذين يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه».

وأضاف: «سنواصل التحقيق والعمل على معالجة هذه الثغرات التي أدت إلى مثل ما حدث من سوء استخدام للمساعدات الغذائية».

الأكثر مشاركة