لقاءات إيجابية بين ممثلي الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي في عمّان
استأنف ممثلو الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الموالية لإيران، أمس، اجتماعاتهم لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الأردنية عمّان، لمتابعة تنفيذ بند اتفاق تبادل الأسرى الذي أقر في السويد الشهر الماضي، فيما أكد رئيس وفد الحكومة اليمنية، هادي هيج، أن اللقاءات مع وفد ميليشيات الحوثيين إيجابية، بينما أطلقت ميليشيات الحوثي النار على رئيس لجنة إعادة الانتشار، باتريك كاميرت، في تطور خطير يؤكد مجدداً نهجها الإرهابي.
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة «فرانس برس» أن ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين بدأوا صباح أمس اجتماعاً بحضور ممثلي مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن والصليب الأحمر في قاعة جمعتهم داخل أحد فنادق عمّان.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت الثلاثاء الماضي موافقة الأردن على طلب الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، استضافة عمّان لاجتماع حول اتفاق تبادل الأسرى المبرم بين الجانبين المتقاتلين في اليمن.
من جانبه، صرح هادي هيج أنه تم الاتفاق على جداول زمنية لإعادة صياغة الجانب الزمني في اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين.
وأوضح أنه تم الاتفاق على أساس إعادة تبادل الملاحظات لمدة ثلاثة أيام، وتحديد مدة أقصاها 10 أيام للرد على جميع الملاحظات التي أدلى بها الطرفان خلال اجتماع عمّان.
وأشار إلى وجود إشكاليات حول قوائم الأسماء المطروحة، مبيناً أن لديه 232 اسماً لأسرى لدى الحوثيين لم يفيدوا عنهم إلى الآن، ولابد من التحقق من جميع الأسماء. وأوضح أن الرد على الملاحظات سيوضح فيما إذا أقدم الحوثيون على تصفية بعض الأسرى.
وأفاد هيج بأنه سيكون هناك لقاء ثنائي آخر مع الحوثيين دون وجود أي طرف ثالث لدراسة جميع الإشكاليات.
من جانبه، وصف مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، اجتماع الأردن بالإيجابي والبنّاء.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أمس، أن ممثلي الأمم المتحدة عقدوا مساء الأربعاء في عمان «اجتماعين منفصلين مع ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لمناقشة بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين بحضور ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
ونقلت الوكالة عن الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية لدى الأردن، محمود شحرة، قوله إن «رئيس لجنة تبادل الأسرى والمعتقلين، عن الحكومة اليمنية هادي هيج، وبحضور عضو اللجنة، ماجد فضايل، سلّم ممثلي الأمم المتحدة قوائم بأسماء الأسرى والمعتقلين لدى الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».
وأوضح أن «ممثلي الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، سلّموا في اجتماعهم مع ممثلي الأمم المتحدة قوائم بأسماء الأسرى لدى الحكومة اليمنية».
وكانت الأمم المتحدة حققت اختراقاً في الثالث عشر من ديسمبر بعد ثمانية أيام من المحادثات في السويد بين ممثلين عن الحكومة اليمنية من جهة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة ثانية.
ويسعى مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن لإيجاد أرضية مشتركة تسمح بتخطي العقبات والتمهيد لتنفيذ المراحل النهائية للاتفاق، التي تتضمن خمس مراحل، أغلبها خاص بتبادل اللوائح وتنقيحها وإبداء الملاحظات عليها وإضافة أسماء.
وفي تطور خطير يؤكد مجدداً النهج الإرهابي لميليشيات الحوثي المتمردة على الشرعية اليمنية والدولية، على حد سواء، أطلق مسلحون حوثيون الرصاص على موكب رئيس لجنة إعادة الانتشار في مدينة الحديدة غرب اليمن.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين استهدفوا رئيس لجنة إعادة الانتشار، الجنرال باتريك كاميرت، خلال تفقّده الأضرار التي خلّفها قصفهم لمواقع عدة في مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
وتأتي الواقعة لتثبت مساعي الحوثيين الحثيثة لإفشال ما تم الاتفاق عليه في مشاورات السويد، شهر ديسمبر الماضي، وعزمهم على إرهاب كاميرت الذي تقتضي مهمته مراقبة التزامهم ببنود الاتفاق.
وكانت ميليشيات الحوثي عملت، في وقت سابق، على توجيه الاتهام إلى كاميرت بالانحياز، بعد أيام قليلة من توليه المهمة، إثر رفضه عملية تسليم «وهمية» لميناء الحديدة، إلى متمردين متخفّين بملابس مدنية.
وكان محافظ الحديدة، المعيّن من قبل الميليشيات المتمردة، عقد اجتماعاً بمندوبي المديريات وأجبرهم، تحت تهديد السلاح، على التوقيع على وثيقة تدين الجنرال الهولندي.
وتأتي واقعة إطلاق النار على المسؤول الدولي، غداة قرار مجلس الأمن، بإنشاء بعثة دولية لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، وزيادة عدد المراقبين الدوليين إلى 75، لفترة أولية مدتها ستة أشهر، بغرض الإشراف على وقف النار.