الجيش يقتحم مواقع لـ«داعش» غرب تعز.. ومصرع قيادات حوثية في حجة
تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، من اقتحام مواقع لعناصر «داعش» غرب تعز، فيما لقي عدد من قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية مصرعهم في غارة جوية للتحالف في حجة، في وقت كشف التحالف تفاصيل العملية النوعية في صنعاء التي استهدفت مخازن الطائرات من دون طيار «الدرون».
وفي التفاصيل، تمكنت كتائب العقيد عبده فارع (أبوالعباس) من اقتحام معقل تنظيم «داعش» في منطقة شراجة بجبل حبشي غرب تعز، بعد يومين من المواجهات بين الطرفين، والتي جاءت بمساندة جوية من مقاتلات التحالف التي شنت غارتين جويتين على المنطقة، كما شنت غارات على جبل البرقة شرق مصنع اسمنت البرج، استهدفت معسكراً للحوثيين، كما استهدفت أطقماً وتجمعات لهم في المنطقة.
وكانت قوات «أبوالعباس» تمركزت داخل قرية العذير والقرى المحيطة بعد حملة عسكرية، مشيرة إلى أن عناصر «داعش» فرت إلى الجبال باتجاه أعلى جبل حبشي.
وفي حجة، لقي عدد من قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية مصرعهم في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات لهم كانت متجهة نحو جبهات حرض، بينهم القيادي الحوثي البارز عباس المعمري والشيخ علي عبدالله الحرب وشقيقه محمد الحرب، وهم مسؤولون عن تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، كما لقي سبعة من مرافقيهم مصرعهم في العملية النوعية، إلى جانب إصابة آخرين.
وفي صنعاء، أكدت مصادر عسكرية ميدانية في نهم تمكن قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف من الوصول إلى مشارف مديريتي أرحب وبني حشيش، الأمر الذي أكده الناطق باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، مشيراً إلى أن الجيش حقق تقدماً على الأرض تزامناً مع غارات التحالف، مشدداً في السياق ذاته على أنهم حريصون كل الحرص على سلامة المواطن اليمني، وأن معظم المناطق المستهدفة عسكرية خالية من المدنيين.
وكانت مصادر عسكرية ميدانية في نهم شمال شرق صنعاء أكدت أن قوات الجيش اليمني بدأت عملية عسكرية واسعة في محاور نهم، بالتزامن مع سلسلة من الغارات العنيفة لمقاتلات التحالف استهدفت مواقع عسكرية للميليشيات في نهم وحرف سفيان بعمران.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش تقدم عبر محاور عدة في اتجاه مديريتي أرحب وبني حشيش، وأن معارك عنيفة تشهدها جبهات نهم المختلفة وسط تقهقر عناصر الحوثي.
في الأثناء، قالت مصادر محلية في العاصمة صنعاء إن عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية تعيش حالة طوارئ عقب تجدد القصف الجوي على المدينة، وإن قياداتها غادرت إلى مناطق متفرقة ومجهولة، خوفاً من استهدافهم، كما ألغت عدداً من الاجتماعات واكتفت بعقد لقاءات سرية.
وأكدت المصادر أن الميليشيات تعيش ارتباكاً وتخبطاً دفعها إلى الطلب من كبار قياداتها عدم الظهور في الساحات العامة، أو عقد اجتماعات أو ورش عمل وتغيير مواقع وجودها وسكنها باستمرار.
يأتي ذلك في وقت كشف المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تركي المالكي، خلال مؤتمر صحافي أمس، تفاصيل العملية النوعية التي استهدفت شبكة لمرافق لوجستية للطائرات بدون طيار تابعة للميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في صنعاء.
وقال المالكي، إن الحوثيين حصلوا على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني. وعرض المتحدث صوراً لـ«درون» من نوع «أبابيل تي»، ويدعوها الحوثيون «قاصف».
وأضاف المالكي، خلال مؤتمر صحافي في الرياض: «ولأكثر من سنة، الحوثيون بدأوا بالهجوم على المناطق الحيوية بالسعودية، مثل مطار أبها، وحاولوا مهاجمة أرامكو، وهاجموا ناسهم (اليمنيين) في السعودية».
وأكد استخدام مثل هذه الأسلحة مثل ما حصل في قاعدة العند، مشيراً إلى أن الميليشيات تملك درون من نوع «شاهد 129».
وقال إن العملية النوعية في صنعاء، أول من أمس، استهدفت منطقة تصنيع وتجميع لطائرات مسيرة، كما استهدفت مركز دعم لوجستي لعمليات الطائرات المسيرة شرق صنعاء، ومنصة إطلاق صاروخ سام 6.
وأوضح المالكي أن الحوثيين لا يملكون هذه القدرات، لكن الإيرانيين يزودونهم بها، مضيفاً أن ميليشيات الحوثي استخدمت المناطق السكنية لإخفاء الطائرات بدون طيار، في اختراق واضح لقانون النزاع المسلح.
واعتبر المتحدث أن تهريب السلاح إلى الحوثيين جعل منهم تهديداً للأمن الإقليمي. وذكر أن الحوثيين دأبوا على استخدام مطار صنعاء لأغراض عسكرية، واستخدموا في عملياتهم مبنى قرب مركز سكني للأمم المتحدة.
وعرض المالكي فيديوهات لاستخدام الحوثيين طائرات بدون طيار، كما عرض عمليات استهداف أبراج اتصالات الطائرات بدون طيار.
وأوضح أن الحوثيين يحاولون توسيع استخدام الطائرات المسيرة في مناطق مختلفة من اليمن.
وشدد المتحدث على أن «الحوثيين يحاولون استخدام المدنيين كدروع بشرية، ولكن أخذنا كل الاحتياطات». وذكر أن تعز أصبحت أكثر مدينة تعاني إنسانياً في تاريخ اليمن بفعل حصار الميليشيات.
وبالنسبة للحديدة، قال المالكي إن الحوثيين يحفرون خنادق قرب ميناء الحديدة، وليسوا جادين في تطبيق الاتفاقيات. وأضاف أن الميليشيات مستمرة في زراعة الألغام في البحر الأحمر وباب المندب. وبين المتحدث أن «عمليات المراقبة مستمرة ولن نسمح بنقل التقنية (العسكرية) لجماعات إرهابية». ورداً على سؤال حول كيفية عدم اكتشاف الدرون التي هاجمت قاعدة العند، قال المتحدث إن ذلك كان عملاً إرهابياً استخدمت فيه التكتيكات الإرهابية، وهي أساليب الحرس الثوري الإيراني. وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية يمنية في محور باقم شمال المحافظة، أن محاور مجازة وعلب والشامية تقترب من الالتحام في جبهة واحدة لاستكمال تحرير ما تبقى من المديرية، مشيرة إلى أن 90% من مساحة باقم باتت تحت سيطرة الشرعية.
وأوضحت المصادر أن باقم تعد نقطة لقاء لثلاث جبهات هي مجازة وعلب والربوعة، وستكون قاعدة انطلاق نحو جبهات مديريتي مجز وقطابر باتجاه عمق صعدة المدينة.
في الأثناء، تمكنت قوات التحالف من قتل قائد القوات الخاصة للميليشيات في منطقة الملاحيط مركز مديرية الظاهر المدعو «أبوالجعفر»، وأسر عدد من أفراده.