الجيش يسيطر على مواقع جديدة في «باقم» صعدة.. ومقاومة حجور تحرر «عبيــسة» حجة
حرّرت قوات الجيش الوطني، أمس، مواقع جديدة في جبهة باقم بمحافظة صعدة، بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية، فيما تمكنت مقاومة حجور مسنودة برجال القبائل المجاورة، من السيطرة على منطقة العبيسة بالكامل في محافظة حجة، وواصلت مقاومة الحشا بالضالع انتصاراتها، وأجبرت عناصر ميليشيات الحوثي على طلب مهلة للانسحاب، بينما اعتبر المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، أن اتفاق استوكهولم أصبح في «غرفة الإنعاش»، بسبب رفض ميليشيات الحوثي بشكل قاطع تنفيذ أي بند من بنوده.
وفي التفاصيل، قال قائد محور علب في محافظة صعدة، العميد ياسر مجلي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «إن قوات من اللواء ٦٣ واللواء التاسع مشاة جبلي، حررت جبل ردمان، المطل على خط إمداد جبهة باقم، وما تبقى من قرى آل زماح».
وأكد أركان حرب المحور، العميد أديب الشهاب، أن قوات الجيش اليمني أطلقت عملية عسكرية نوعية لدحر الميليشيات الحوثية الانقلابية في جبهة باقم، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وفي حجة بشمال غرب الیمن، ذكرت مصادر محلية في منطقة حجور بمديرية كشر أن مقاومة حجور مسنودة برجال القبائل المجاورة تمكنت من السيطرة على منطقة العبيسة بالكامل، بعد معارك عنيفة خاضتها مسنودة بمقاتلات التحالف ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك أدت إلى طرد عناصر الحوثي من العبيسة التي كانت تتخذها منطلقاً لشن هجمات على حجور، كما كانت تعد مقراً لعملياتها في كشر، وتمكن أبناء حجور من تطهيرها والسيطرة على المركز الإعلامي للحوثيين فيها، ويضم إذاعة محلية كانت تبث أفكاراً مضللة لأبناء حجة.
وأوضحت المصادر أن رجال المقاومة والقبائل يواصلون تقدمهم في المناطق المحيطة بالعبيسة، وسط تهاوي مواقع الحوثيين، الذين سقط في صفوفهم عدد كبير من القتلى والجرحى بينهم قيادات بارزة، نتيجة هجمات المقاومة وغارات مقاتلات التحالف المساندة.
وكانت مصادر ميدانية أكدت تواصل المعارك بين أبناء حجور والميليشيات الإيرانية في قرى بني ريبان بالعبيسة، بعد شن الميليشيات هجوماً معاكساً على المنطقة، في محاولة منها لاستعادة ما فقدته من قرى ومناطق في العبيسة.
في الأثناء، أكدت مصادر محلية في العاصمة صنعاء، أن الميليشيات شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف أبناء حجور بحجة الموجودين في العاصمة، على خلفية الانتصارات التي حققتها المقاومة ورجال القبائل على عناصرهم في العبيسة، وفشل عناصرهم من اقتحام قرى حجور على مدى الأيام الماضية. وكانت جبهات شمال شرق العاصمة صنعاء، شهدت مواجهات بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في منطقة وادي سريم بجهة حريب نهم، الذي شهد غارات لمقاتلات التحالف استهدفت مواقع للحوثيين فيه، أدت إلى تدمير آليات عسكرية وتحصينات لهم، ما مكّن وحدات من الجيش من التقدم نحو أطراف الوادي، في حين شهدت مناطق التماس في ضبوعة والقتب قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجانبين.
وفي الضالع، أكدت مصادر محلية في مديرية الحشا أن الميليشيات طلبت مهلة للانسحاب من المديرية، عقب تلقيها ضربات موجعة من قبل أبناء المديرية مسنودين بقوات من اللواء 83 مدفعية و30 مدرع، أدت إلى تحقيق انتصارات نوعية على حساب الحوثيين في المنطقة المحاذية لمحافظة إب.
وكان أبناء الحشا والجيش تمكنوا من تأمين خطوط الإمداد بين الضالع والمديرية، فضلاً عن السيطرة على مواقع عدة بالمديرية باتجاه شرق إب، ما دفع الميليشيات إلى اختطاف عدد من أبناء المديرية من محالهم التجارية الواقعة على طريق سوق الطاحون، واقتادتهم إلى إب، وأقدمت على قتل أحد المختطفين.
وشهدت مديرية الحشا، فجر أمس، مواجهات بين الجيش وأبناء المديرية من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، في منطقتي النجد وبلاد الحذيفي، أدت إلى طرد عناصر الحوثي من مناطق عدة فيهما، وقتل وأسر عدد من عناصرهم.
وفي الحديدة، واصلت ميليشيات الحوثي الإيرانية عملياتها العسكرية في مدينة الحديدة والمدن الواقعة إلى الجنوب، وقطعت شارع الميناء بحاويات كبيرة فيها رمال، ووضعت تلك الحاويات عند تقاطع المقوات الجديد، وأمام مطعم صنعاء والخط المتفرع نحو المقوات، وقامت بزرع المتفجرات والألغام في تلك الحاويات والمناطق المحيطة بها.
كما أقدمت على تفخيخ ثلاث بنايات في المنطقة ومشروع الحديدة هاوس، كما قامت بحفر أنفاق في حي الربصة عند خط التماس مع القوات المشتركة، من بداية الربصة خلف هيئة تطوير تهامة، ويتجه شمالاً إلى حديقة حديدة لاند من الشرق، وبهذا يكون الحوثيون قد طوقوا مدينة الحديدة بالأنفاق والخنادق.
وتشير المعلومات الواردة من الحديدة إلى أن الميليشيات تستعد لشن هجوم واسع على قوات المقاومة اليمنية المشتركة من جهات متعددة، لاستعادة المواقع التي خسرتها شرق الحديدة و وجنوبها، مستغلة التزام القوات المشتركة والتحالف بالهدنة، وجهود الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق السويد، بشأن الحديدة والموانئ التابعة لها.
وكانت الميليشيات واصلت خروقها للهدنة، وقامت بقصف جنوب مديرية التحيتا وأطراف الدريهمي الجنوبية بالمدفعية وقذائف «آر بي جي».
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، أن اتفاق استوكهولم أصبح في غرفة الإنعاش، وذلك بسبب رفض الميليشيات تنفيذ أي بند من بنوده. كما اعتبر بادي أيضاً أن اللغة الأممية بدأت تكون أكثر وضوحاً، بعد أن حذرت الأمم المتحدة من عدم القدرة على الوصول إلى مطاحن الحبوب، مضيفاً أن ذلك بسبب تعنت ميليشيات الحوثي، متمنياً أن تكون هناك خطوات فعلية لإنقاذ اليمنيين.
ويعتبر اتفاق الحديدة وإزالة العراقيل الحوثية أمام تنفيذه محور محادثات رئيس فريق المراقبين الأمميين في لجنة إعادة الانتشار، الجنرال مايكل لوليسغارد، والمبعوث الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، في العاصمة صنعاء مع قيادات الميليشيات.
وغريفيث، الذي وصل صنعاء أمس مع لوليسغارد، سيركز في مناقشته على آلية تنفيذ اتفاق استوكهولم، والبدء بإعادة انتشار قوات الطرفين في مدينة الحديدة، لفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.
وأكدت مصادر حكومية أن الجانب الحكومي تمسك بتنفيذ بنود الاتفاق حزمة واحدة، بدءاً من إعادة الانتشار في موانئ الحديدة الثلاثة، مع التزامها بالانسحاب لفتح ممر آمن للمساعدات، لكن الميليشيات ترفض إعادة الانتشار، وفق مصادر في اللجنة.
من جانبها، قالت الحكومة اليمنية إنها حريصة على تنفيذ اتفاق السويد كمنظومة متكاملة، وأن مهمة المبعوث الأممي هي إعلان الطرف المتسبب في المعاناة الإنسانية.
- اتفاق الحديدة وإزالة العراقيل الحوثية محور محادثات لوليسغارد وغريفيث في صنعاء.
- اعتبر بادي أن اللغة الأممية بدأت تكون أكثر وضوحاً، حيال الوصول إلى مطاحن الحبوب.