الرئيس اليمني يدعو ميليشيات الحوثي إلى إلقاء السلاح والبدء في السلام
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن الحوثيين اختاروا بأنفسهم أن يكونوا أعداء لأبناء اليمن، على الرغم من أن اليمنيين مدوا إليهم يد السلام عشرات المرات، وتمت مخاطبتهم بلغة العقل والحكمة والمنطق مئات المرات، غير أنهم اختاروا طريق الشر فدمروا كل مؤسسات الدولة واستهدفوا كل أبناء اليمن، ومجلس النواب هو إحدى المؤسسات التي اعتدى عليها الحوثيون بكل الوسائل والطرق، داعياً في الوقت نفسه الميليشيات الحوثية إلى إلقاء السلاح والبدء في السلام.
وقال هادي خلال كلمته في افتتاح دورة الانعقاد غير الاعتيادية لمجلس النواب اليمني التي عقدت أمس بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، إن أهم دلالة من دلالات انعقاد مجلس النواب هي توحد كل اليمنيين بجميع أحزابهم واتجاهاتهم وأطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية، وفي مواجهة مشروع الحوثيين المدمر الذي يتآكل يوماً بعد آخر، لافتاً إلى أن عنصرية الحوثيين عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه.
وتابع مخاطباً أعضاء مجلس النواب: «تنعقد دورتكم الاستثنائية هذه في لحظة تاريخية بالغة الأهمية، حيث نقف على مفترق طرق بين خيارات السلام والحرب، فبينما نبذل كل التسهيلات والدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، من أجل إنجاز سلام شامل، وفق المرجعيات الثلاث التي اتفق عليها اليمنيون والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، نجد أن الميليشيات الانقلابية تتعنت وتناور وتضع كل العراقيل لإفشال تلك الجهود، وهو ما لمسه العالم بوضوح تجاه اتفاق استوكهولم الذي مرت أربعة شهور عليه ولم تنفذ منه حتى خطوة واحدة، ما يؤكد حقيقة المشروع المدمر الذي تحمله هذه الجماعة التي رهنت نفسها للخارج وباعت وطنها لمشروع التخريب الإيراني الذي استهدف المنطقة العربية، وعاث فيها قتلاً وتدميراً وتشريداً».
وأشار هادي إلى أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصاتهم إلا في صدور أبناء اليمن، ولم يستهدفوا سوى مؤسسات الدولة، ولم يفجروا سوى بيوت اليمنيين ومساجدهم، ولم يتركوا شيئاً في الثقافة والأعراف والقيم اليمنية الأصيلة إلا واستهدفوها بالتخريب والتدمير.
وتابع أن أهم أولويات الحكومة اليمنية في الوقت الراهن هي هزيمة الانقلاب، وبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز وجودها لتتمكن من أداء وظيفتها في تقديم الخدمات للمواطنين جميعاً، وتطبيع الحياة بشكل كامل. وطالب الرئيس اليمني المجتمع الدولي ورعاة السلام بإيقاف مماطلة ورفض الميليشيات الحوثية لكل جهود السلام وما تم الاتفاق عليه، وممارسة الضغط لإيقاف الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على أبناء الشعب اليمني، وإنهاء الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات ضد المواطنين، ورفع حالة الظلم والإرهاب التي تمارسها على اليمنيين في مناطق سيطرتها ومصادرتها لرواتبهم والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية والعبث بمصائر الناس.
ودعا هادي الحوثيين إلى إلقاء السلاح والبدء في السلام، وقال موجهاً حديثه إليهم: «أما حان الوقت أن تتوقفوا عن جرائمكم، ألم تكفكم أربع سنوات من الدمار والقتل، انظروا من حولكم إلى بلدنا المدمر بسبب نزواتكم وأطماع إيران التي ارتميتم في أحضانها، انظروا لشعبنا المشرد وبلدنا الممزق وشبابنا المهدور، إن بلدنا هو بلدكم وأنتم يمنيون، فلا ترهنوا حاضر ومستقبل البلد لأعداء اليمن، لقد مددنا أيدينا لكم من أجل السلام، ونمدها اليوم مرة أخرى، من موقع المسؤولية، فاليمن أغلى وأعز وشعبه عزيز وكريم». وانتخب أعضاء مجلس النواب، في دورتهم غير الاعتيادية، أمس، سلطان البركاني رئيساً للمجلس بالإجماع، بعد انسحاب منافسه علي عبدربه القاض، وتلا ذلك انتخاب كلٍّ من: محمد علي الشدادي ومحسن باصرة وعبدالعزيز جباري، نواباً لرئيس المجلس.
وهنأت الإدارة الأميركية مجلس النواب اليمني، بمناسبة انعقاد أعمال دورته غير الاعتيادية، واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في بيان، أن انعقاد المجلس خطوة مهمة لتعزيز الحكومة اليمنية الشرعية، معبراً عن دعم الإدارة الأميركية الكامل للبرلمانيين اليمنيين، وأكد البيان أن البرلمان اليمني سيلعب دوراً مهماً في دفع عجلة المصالحة السياسية والوطنية.