ميليشيات «الحوثي» تكثف عملياتها العسكرية تزامناً مع إحاطة المبعوث الأممي
غريفيث لمجلس الأمن: طرفا الأزمة اليمنية وافقا على خطة إعادة الانتشار في الحديدة
أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، أمس، موافقة طرفي الأزمة اليمنية (الحكومة اليمنية الشرعية، وميليشيات الحوثي الانقلابية)، على الخطة التفصيلية لتنفيذ المرحلة الأولى لخطة إعادة الانتشار في الحديدة، وتزامناً مع إعلان غريفيث، صعدت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، عملياتها العسكرية في جبهات الساحل الغربي، أمس، واقتحمت الميليشيات مجدداً قرى في حجور بمحافظة حجة.
وتفصيلاً، قال غريفيث، خلال إحاطته بمجلس الأمن الدولي، إنه سيتم الآن الانتقال بأقصى سرعة لحل المسائل العالقة الخاصة بالمرحلة الثانية لإعادة الانتشار، بوضع قوات الأمن المحلية في الحديدة، وأكد أن هناك توافقاً على ضرورة تحقيق تقدم ملموس، قبل الانتقال للتركيز على الحل السياسي.
وتابع: «عندما يتم تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة، سيمثل ذلك أول انسحاب طوعي للقوات بين الطرفين منذ بدء النزاع»، مشيراً إلى أن رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية، الجنرال مايكل لوليسغارد، واصل العمل مع الطرفين بلا كلل، لتأمين الوصول لاتفاق حول الخطة العملياتية لتنفيذ إعادة الانتشار، بما يتماشى مع ما تم الاتفاق عليه في السويد.
وقال غريفيث إن محافظة الحديدة «شهدت انخفاضاً ذا مغزى في مستويات العنف، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز النفاذ، كما انخفضت الخسائر في الأرواح البشرية، وهناك شواهد على عودة النازحين لمنازلهم»، وأكد أن «المؤشرات الإيجابية في الحديدة تدلل على ما يمكننا تحقيقه، عن طريق الحوار والمؤاءمات».
وأوضح غريفيث أن الوضع الاقتصادي في اليمن يبقى هشاً للغاية، وتواجه السفن التجارية صعوبات في الوصول إلى الحديدة، وأسعار الوقود تواصل الارتفاع، مشيراً إلى أن قرار الحكومة اليمنية بالبدء في دفع أجور العاملين المدنيين في الحديدة، وصرف المعاشات في سائر أنحاء اليمن، هما قراران مرحب بهما، وينبغي اتخاذ المزيد من الخطوات لضبط الأسعار وتأمين توفير السلع الأساسية.
وأضاف: «مساعينا للسلام ضرورية لحياة ومصلحة اليمنيين الذين يدفعون ثمن الحرب كل يوم في شتى أنحاء اليمن، ولذلك علينا المثابرة والاستمرار في التخطيط والتشبث بالأمل والدفع قدما نحو المشاورات التي ستؤدي إلى حل سياسي للنزاع».
وأكد غريفيث أن «الحرب في اليمن لاتزال مستعرة، ما يعني أنه علينا مواصلة العمل من أجل التوصل لحل سياسي لذلك الصراع»، لافتاً إلى أنه سيواصل الاجتماع مع أكبر عدد ممكن من ممثلي الأحزاب السياسية المتنوعة في اليمن.
وكان غريفيث أقر في رسالة موجهة إلى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بوجود تأخير طرأ على تنفيذ اتفاق استوكهولم الذي نص على وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة الانتشار العسكري، وأشار إلى أن الأمم المتحدة مازالت تتعامل بكل جدية لتذليل أي تحديات قد تحول دون التقدم في تنفيذ الاتفاق، كما أكد أن الأمم المتحدة ماضية قدماً في التمسك بالتزامها نحو الاستمرار بالعمل مع الحكومة اليمنية التي تمثل شريكاً رئيساً في وقف الحرب وتحقيق التسوية السياسية الشاملة.
إلى ذلك، صعدت الميليشيات الحوثية عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لليمن، تزامناً مع الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي في مجلس الأمن، وشنت هجمات عدة في مناطق متفرقة استهدفت مواقع القوات اليمنية المشتركة والأحياء السكنية، أمس، وذكرت مصادر ميدانية أن الميليشيات واصلت انتهاك الهدنة الأممية في أرجاء محافظة الحديدة، بقصف واستهداف مواقع ألوية العمالقة بالمدفعية الثقيلة وبالأسلحة المتوسطة والرشاشة وبالقذائف الصاروخية.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات قامت بشن قصف مدفعي عنيف ومكثف على مواقع متفرقة في مديرية حيس، ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة اثنين في أوساط قوات العمالقة، كما قصفت الأحياء السكنية بالأسلحة المتوسطة والرشاشة، وأطلقت النار من سلاح 14.5 على منازل المواطنين بشكل عشوائي، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المزارع الواقعة في أطراف حيس.
وقال الناطق باسم ألوية العمالقة، مأمون المهجمي، إن القوات تصدت لهجوم حوثي، هو الأعنف على مواقع العمالقة شرق مديرية الدريهمي في الحديدة، لافتاً إلى أن ثمانية من مسلحي الميليشيات لقوا مصرعهم في هذا الهجوم، معتبراً أن الميليشيات تسعى للقضاء على جهود السلام الأممية، وتثبت أنها عدوة للسلام في الحديدة وفي اليمن بأكمله، وأنها لا تحمل سوى مشروع الإرهاب الذي تموله إيران في المنطقة. وذكرت مصادر أنه منذ إعلان سريان هدنة الأمم المتحدة في الحديدة في ديسمبر الماضي، بلغت حصيلة الانتهاكات الحوثية في الحديدة 79 شهيداً من المدنيين، بينهم 27 طفلاً و26 امرأة، في حين استشهد 35 عسكرياً.
وفي حجة، عاودت الميليشيات الحوثية مداهمة قرى حجور بأطقم وآليات عسكرية عدة، بينها قرى بني سعيد في مديرية كشر، وقامت باقتحام المنازل، واعتقلت عدداً من سكان القرية، وذكرت مصادر محلية أن عملية المداهمة جاءت بعد رفض أبناء القرى في حجور دعوات الحوثي بتحشيد أبناء المنطقة والدفع بهم للجبهات.
وفي الضالع وسط اليمن، أفشلت قوات الجيش هجوماً للميليشيات في سردود بجبل الأحذوف وموقع المنياس والدار في أطراف مديرية الحشاء، فيما لقي ثلاثة من عناصر الحوثي مصرعهم وأصيب اثنان آخران أسفل حصن شداد غرب مريس، أثناء محاولتهم التسلل باتجاه الحصن، لكن قوات الجيش المرابطة بالمنطقة أفشلت المحاولة.
واستحدثت الميليشيات مواقع جديدة في عدد من المرتفعات الجبلية، المطلة على مناطق وبلدات العود التابعة إدارياً لمديرية النادرة شرق محافظة إب، وفقاً لمصادر محلية أشارت إلى أن المواقع تم استحداثها في مرتفعات نوبة اللهبي، ونصبت مدافع بها في اتجاه قرى العود.
وتمكنت قوات الأمن الخاصة في منطقة قانية المحررة، وبالتعاون مع المواطنين، من القبض على أحد العناصر الحوثية متخصص بزراعة الألغام، كان متنكراً بزي امرأة، وحاول زراعة ألغام بالمنطقة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.
وفي الجوف، استشهد وأصيب خمسة أشخاص من أسرة واحدة بينهم أطفال في انفجار لغم حوثي، أمس، أثناء مرور سيارتهم في الطريق الذي يسلكه النازحون من مخيمهم إلى مدينة الحزم عاصمة المحافظة.
وفي ذمار، أقدمت ميليشيات الحوثي على اقتحام منزل المواطن اليمني حميد السامري، وأعدمته أمام زوجته وأطفاله بشكل وحشي، وفقاً لشهود عيان أكدوا أن عناصر الميليشيات لاحقت السامري، إثر اعتراضه على إهانات عنصرية وجههوها له.
وواصلت الميليشيات الحوثية افتعال الأزمات في صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، باحتجازها عشرات الناقلات للمشتقات النفطية القادمة من محافظة الحديدة، متسببة في أزمة وقود جديدة في صنعاء والمناطق المجاورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news