بمساندة «التحالف».. الجيش اليمني يحرر مواقع في صعدة والطرق المؤدية إلى باقم
تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية من تحرير مواقع جديدة في مديرية باقم بمحافظة صعدة شمال اليمن، وسيطرت على جميع الطرق المؤدية إلى مركز المديرية بالكامل وأخرى باتجاه مديرية قطابر، وواصلت تقدمها في جبهات الضالع ومأرب وسط غارات مركزة لمقاتلات التحالف على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في حين استمرت الميليشيات في تصعيدها العسكري بمدن وجبهات الحديدة.
وتفصيلاً، أكد قائد اللواء الثالث حرس حدود بالجيش اليمني العميد عزيز الخطابي، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الجيش مسنودة بالتحالف تمكنت من تحرير جميع الممرات الاستراتيجية المؤدية إلى مركز مديرية باقم، والتي تربطها مع مديرية قطابر، كما سيطرت بشكل كامل على ممرات «أبواب الحديد» البوابة الشمالية لمحافظة صعدة، وسوق برحة الباحة، وقطعت جميع خطوط الإمداد عن ميليشيات الحوثي في مركز مديرية باقم بالكامل.
وأضاف: «سجلنا انتصاراً تاريخياً في صعدة، وتمكنا من فك شفرات الطرق والممرات التي كانت تشكل عائقاً أمام تقدم الجيش نحو مناطق جديدة في صعدة، وأهمها الطريق الرابط بين باقم ومدينة صعدة، وباتت المعارك الآن في مناطق مفتوحة، وسيكون التقدم سريعاً نحو مدينة صعدة ومعاقل الميليشيات فيها».
وتابع: «تمكنت القوات من السيطرة على سلسلة جبلية مطلة على مركز مديرية باقم، وهي جبال العضيدة، ما سهل مهمة تحرك القوات للتقدم نحو المركز من ثلاثة محاور، كما تم فتح جبهة جديدة في منطقة الشامية، لتضييق الخناق على الميليشيات الإيرانية».
وقال إن «العمليات العسكرية بعد هذه الانتصارات الاستراتيجية ستكون مفتوحة مع الميليشيات التي لا تستطيع المواجهة في مناطق مفتوحة، وإنما تتحصن بالمدنيين وخلف الجبال والألغام، لكنها اليوم باتت مكشوفة أمام قوات الجيش، وستكون لنا معهم خلال الأيام المقبلة جولات عسكرية ستقودنا إلى معاقلهم في مران ومدينة صعدة وعمران ومنها نحو العاصمة صنعاء».
وجاءت الانتصارات الجديدة بعد ساعات قليلة من تمكن الجيش اليمني من تحرير مناطق جديدة في مديرية كتاف البقع بصعدة، وهي تبة «القناصين»، وتبة «البدر» الاستراتيجية، التي كانت تتخذها ميليشيات الحوثي الانقلابية مركزاً لعملياتها، وذلك عقب هجوم مباغت شنته القوات على مواقع تمركز الميليشيات، فيما قصفت مدفعية التحالف مواقع وتحركات الميليشيات القادمة إلى مواقع المواجهات، وأسفرت العملية عن تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وفي الضالع وسط اليمن، تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة المحلية وألوية العمالقة والحزام الأمني من السيطرة على مناطق «حمر والشليل وهجار» شمال مديرية قعطبة، وأفشلت محاولة تسلل للميليشيات بعد معارك أسفرت عن إحراق آليتين عسكريتين ومصرع وإصابة من كانوا على متنهما من عناصر الحوثي.
وكانت قوات الشرعية في الضالع أعلنت، مساء أول من أمس، بدء مرحلة الحسم العسكري في جبهات شمال الضالع، مشيرة في بيان مشترك لألوية العمالقة والحزام الأمني وقوات الجيش، أن كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع الميليشيات.
في الأثناء، تمكنت قوات الجيش اليمني في جبهة العود من إفشال محاولات تسلل حوثية وتمكنت من تدمير عدد من الآليات العسكرية في منطقة عزاب، كما أفشلت محاولات تقدم نحو مناطق الخبت والشعري في محيط بيت الشراجي، وجبهة مريس.
وفي جبهة الأزارق على حدود ماوية تعز، تمكنت قوات الجيش المرابطة بالمديرية من إفشال محاولة تسلل حوثية نحو المديرية، وتمكنت من قتل ما يقارب 20 من عناصر الحوثي وإصابة آخرين، في حين فرت مجاميع من الميليشيات نحو وسط ماوية. وتمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات وتعزيزات عسكرية ومنصة إطلاق صواريخ كاتيوشا للميليشيات في جبل ناصة شمال غرب مريس، كما قصفت مواقع منصتين متحركتين لإطلاق الصواريخ في منطقة الاعبوس جنوب محافظة تعز، وفقاً لمصادر محلية.
وفي مأرب، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في جبهة صرواح غرب المحافظة، لليوم الثاني على التوالي، ضد عناصر ميليشيات الحوثي، وتركزت المواجهات في محيط سوق ومركز صرواح وعلى الوادي الرابط بين مديرية خولان بصنعاء ومديرية صرواح مأرب، وكانت مواجهات مماثلة اندلعت، أول من أمس، في صرواح خلفت 12 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين.
وفي البيضاء وسط اليمن، أفادت مصادر ميدانية في جبهة قانية، بأن القيادي الحوثي ومشرف الميليشيات في قانية المدعو «أبوسلطان» الخولاني لقي مصرعه مع ثلاثة آخرين من قادة الميليشيات وأصيب رابع، خلال المعارك التي دارت بين قوات الشرعية والميليشيات خلال اليومين الماضيين.
وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، توعدت القوات المشتركة، ميليشيات الحوثي، برد حاسم على تصعيدها العسكري في جبهات الساحل، مشيرة إلى أن استمرار الميليشيات في استهداف مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية في مناطق متفرقة من الحديدة لن يتم السكوت عنه طويلاً، وأن الرد سيكون حاسماً وقريباً.
وكانت الميليشيات استمرت في تصعيدها العسكري واستهدفت مواقع ألوية العمالقة في شرق مدينة الحديدة، وحي 7 يوليو، كما قصفت مواقع للقوات المشتركة في جنوب مديرية التحيتا بمختلف أنواع الأسلحة.
وفي سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن عبده عبدالله مجلي، أن الخروقات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة الحديدة، منذ بدء سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي، أسفرت عن استشهاد 140 مواطناً يمنياً، وجرح 811 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في مأرب، أن الجيش رصد 3719 خرقاً للهدنة، موضحاً أن ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل استهداف مواقع الجيش جنوب الحديدة، ولن يقف الجيش مكتوف الأيدي أمام تلك الخروقات.
وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي تواصل خروقاتها في ظل صمت وتغاضٍ أممي عن ممارساتها، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية لتنفيذ اتفاق استوكهولم، كما دعا الأمم المتحدة، لإلزام الميليشيات بتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة.
وأشار العميد مجلي إلى أن ميليشيات الحوثي تعمل على تهجير السكان من بعض مناطق في مديرية الدريهمي، وتحتل منازلهم وتحولها إلى ثكنات لعناصرها ومخازن أسلحة.
الجيش اليمني: استشهاد 140 أغلبهم من النساء والأطفال بسبب الخروقات الحوثية في الحديدة.
إفشال محاولات تسلل حوثية في الضالع، وتدمير منصات إطلاق صواريخ غرب مريس وجنوب تعز.