سفير اليمن لدى واشنطن: «فيتو» ترامب مهم لإحلال السلام في اليمن

قال سفير الجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة، أحمد عوض بن مبارك، إن حق النقض (الفيتو)، الذي استخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضد القرار المشترك للكونغرس، للحد من العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، مهم للغاية، بالنسبة للجهود المستمرة لإحلال السلام والاستقرار في اليمن، لافتاً إلى أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قاومت كل جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، ورفضت الامتثال لمؤتمر الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأخيراً رفضت أيضاً تنفيذ اتفاقية استوكهولم، التي وقعت عليها في السويد ديسمبر الماضي.

وأوضح السفير في مقال بمجلة «examiner Washington» الأميركية، أنه بعد خمس سنوات من انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية، لا يوجد أي تقدم حقيقي نحو إنهاء العنف المستمر، وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مضيفاً: «من المفهوم أن البعض في الغرب، بما في ذلك حتى في الكونغرس الأميركي، يفضل فض الاشتباك على استمرار الصراع، لكن إذا استعدنا التاريخ فسنجد أن الانقلابيين الحوثيين لا يريدون إلا إلحاق الأذى وخلق الفتنة».

وأضاف: «يمكن أن تبدو الأحداث في صنعاء والحديدة بعيدة عن واشنطن أو نيويورك، لكن في مجتمعنا المترابط عالمياً، لا يمكن للدول عزل نفسها عن مشكلات الدول الأخرى، عندما لا تتم مواجهة الإرهاب في مكان واحد، يصبح تهديداً لجميع الأماكن، وعندما يُسمح بانعدام الأمن وعدم الاستقرار في دولة ما، فإن الخطر يزداد بالنسبة لجميع الدول».

وأكد السفير أن التهديد الذي يمثله الحوثيون المدعومون من إيران، يطال العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المناهج التعليمية التي يضعها الحوثيون للمدارس الخاضعة لسيطرتهم، يعلمون فيها الأطفال خطاب الكراهية بشكل منهجي، في حملة لغسيل دماغ الجيل الجديد، وخدمة أجندة إيرانية طويلة الأجل.

وأشار السفير، في مقاله، إلى أن إيران دولة إرهابية، تسعى إلى ممارسة النفوذ من خلال توجيه الوكلاء المتطرفين مثل الميليشيات الحوثية وحزب الله، إلى استخدام العنف والعدوان لإثارة عدم الاستقرار، متابعاً: «المعركة ضد الإرهاب العالمي مسؤولية مشتركة، فالحوثيون يمتلكون إمكانية الوصول إلى الأسلحة الإيرانية عالية التقنية، بما في ذلك الطائرات دون طيار والقوارب المليئة بالمتفجرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد لمهاجمة سفن الشحن التجارية والنفط، واستخدم الحوثيون صواريخ باليستية إيرانية الصنع لتهديد دول الجوار».

وكانت الحكومة اليمنية أشادت، أخيراً، بالموقف الأميركي الثابت والمستمر في دعم الشرعية اليمنية، وما تبديه الإدارة الأميركية من مواقف حازمة تجاه الدور الإيراني التخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، عبر وكلائها من الميليشيات المسلحة، وآخرها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، واستخدام حق النقض (الفيتو) على قرار الكونغرس، لوقف التدخل العسكري الأميركي في اليمن.

وأكد رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، خلال استقباله في العاصمة المؤقتة عدن، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، ماثيو تولر، قبل نحو أسبوعين، أن قرار ترامب، يمثل إشارة واضحة للنظام الإيراني ووكلائه من ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، للرضوخ للحل السياسي السلمي، أو تحمل التبعات الناجمة عن إصرارهم على المقامرة والمتاجرة بدماء الشعب اليمني، من أجل تنفيذ أجندة إيران التوسعية في المنطقة والعالم.

وتطرق اللقاء إلى التطورات السياسية الأخيرة، وفي مقدمتها انعقاد مجلس النواب، أخيراً، بمدينة سيؤون، لتكتمل سلطات الدولة الثلاث، والدور المعول على ذلك في التسريع بإنهاء الانقلاب، جراء استمرار ميليشيات الحوثي بإيعاز إيراني في رفض كل الحلول السلمية، وآخرها اتفاق استوكهولم، في تحدٍّ سافر للإرادة الشعبية وقرارات المجتمع الدولي.