قرقاش: التحالف العربي في اليمن صلب وقوي.. والاستعداد للمرحلة المقبلة بأدوات سياسية وعسكرية
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن التحالف العربي في اليمن صلب وقوي، وعزز آلياته امتحان الأزمة والحرب، موضحاً أن التحالف يستعد للمرحلة المقبلة بأدواته السياسية والعسكرية، ولفت إلى أن التحالف حقق مجموعة من أهدافه الاستراتيجية، وعلى رأسها صد محاولات تغيير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، فيما أكدت مصادر عسكرية في جبهات الساحل الغربي لليمن أن تصعيد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، اتخذ منحى خطيراً في الآونة الأخيرة، تمثل في شق طرق ترابية ونشر عناصر مسلحة وأسلحة ثقيلة في جميع خطوط التماس داخل الحديدة وخارجها، في حين تواصلت العمليات العسكرية للقوات المشتركة في جبهات شمال الضالع وغربها، مع اندلاع مواجهات بين الجيش اليمني والميليشيات في جبهات باقم صعدة وحيران وميدي في حجة.
وتفصيلاً، قال قرقاش في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، إن «التحالف العربي في اليمن، وفي قلبه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات، صلب وقوي، وعزز آلياته امتحان الأزمة والحرب»، مضيفاً أن «التحالف يستعد للمرحلة القادمة بأدواته السياسية والعسكرية، وبإصرار على تحقيق أهدافه الاستراتيجية».
وتابع: «الحروب الحديثة معقدة، وأفغانستان والعراق وسورية أمثلة على ذلك، وبالمقارنة حقق التحالف العربي مجموعة من أهدافه الاستراتيجية، وعلى رأسها صد محاولات تغيير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، وعودة الدولة وتحرير الأرض، ويبقى أمامه مشروع الاستقرار السياسي واستدامته».
ميدانياً، شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قصفاً مدفعياً عنيفاً على مواقع القوات المشتركة في ضواحي مدينة ومديريات الحديدة، على الساحل الغربي لليمن، وقالت مصادر ميدانية إن الميليشيات قصفت بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والأسلحة القناصة مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح، كما استخدمت مدافع الهوزر وقذائف RBG والرشاشات بشكل مكثف في هجماتها على مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية شرق مديريات الدريهمي والتحيتا وحيس.
وتزامن التصعيد العسكري الحوثي في الساحل الغربي مع إرسال الميليشيات مزيداً من التعزيزات، وحشودها المدججة بالأسلحة المختلفة، إلى مناطق شرق مديريات الدريهمي وحيس والتحيتا، تمهيداً لشن هجمات جديدة، وأكدت مصادر عسكرية في زبيد أن الميليشيات استأنفت شق طريق إمداد ترابية لمهاجمة منطقة استراتيجية جنوب الحديدة، في تحدّ صارخ لمخرجات الاجتماع الثلاثي المشترك للجنة الرقابة الأممية، الذي أقرّ نقاطاً رئيسة للحد من التصعيد، وإنقاذ اتفاق السويد. ويستهدف الطريق الجديد الالتفاف على قوات المقاومة المشتركة في مدينة التحيتا، وصولاً إلى مناطق نائية جنوب المدينة، حيث كانت الميليشيات بدأت شق هذا الطريق (على بعد سبعة كم شرق مدينة التحيتا)، مطلع يونيو الماضي، ضمن محاولاتها تأمين خط إمداد من جهة زبيد، تزامناً مع هجوم فاشل شنته على جبهة الجبلية في جنوب التحيتا، ضمن مخطط للعودة إلى مناطق استراتيجية تمكنها من تهديد الخط الساحلي الموصّل إلى مدينة الحديدة.
وقالت المصادر العسكرية إن تصعيد الميليشيات الأخير في الساحل الغربي اتخذ منحى خطيراً، بعد أيام قليلة من اجتماع لجنة التنسيق المشتركة في عرض البحر، التي أعلنت الاتفاق على آلية وضوابط وقف إطلاق النار، وقامت الميليشيات بعد ذلك بتكثيف استهدافها وقصفها لمواقع القوات المشتركة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتسارعت عمليات استقدامها تعزيزات وقوات كبيرة، الأمر الذي يؤكد مضي الميليشيات في استمرار التصعيد العسكري الميداني بما يهدد بنسف اتفاق السويد.
وفي الضالع، واصلت القوات المشتركة، مسنودة بالمقاومة الجنوبية ومقاتلات التحالف، عملياتها العسكرية ضد ميليشيات الحوثي في جبهات الفاخر والأزارق، مع قيام مقاتلات التحالف بشن غارات على مواقع الميليشيات في جبهة الفاخر، ونفذت تحليقاً متواصلاً في أجواء جبهات بشمال محافظة الضالع، بعد تمكنها من استهداف تحصينات عسكرية ومخازن أسلحة للميليشيات الحوثية في محيط معسكر الجب الاستراتيجي، الذي وقعت فيه انفجارات عنيفة نتيجة استهداف مخزن أسلحة في إطار المعسكر.
ونجحت الوحدة الصاروخية التابعة للقوات المشتركة في استهداف وإحراق عربة عسكرية تابعة للميليشيات، كانت تتمركز وسط منطقة عويش، بعد ساعة من إطلاقها القذائف على قرية الشغادر.
وشهدت جبهات شمال غرب الضالع مواجهات عنيفة تركزت في مناطق «باجة، الطيرمة، عويش، الدرما، الريبي»، التابعة لجبهة حجر، التي جاءت على خلفية هجوم شنته الميليشيات الحوثية لاستعادة السيطرة على «مدرسة اليرموك» جنوب شرق باجة، إلا أن أبطال القوات المشتركة والمقاومة ووحدات الصاعقة كانت بالمرصاد للميليشيات التي تكبدت خسائر بشرية بمصرع وجرح العديد من عناصرها.
وفي جبهة الأزارق - ماوية، لقي سبعة عناصر من الميليشيات الحوثية مصرعهم وجرح أربعة آخرون، أثناء شن الأخيرة هجوماً عسكرياً للسيطرة على مواقع استراتيجية بمديرية ماوية بتعز. وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في محيط مركز مديرية باقم، فيما قصفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في مديرية مجز، بينها أبراج اتصالات عسكرية وغرفة عمليات رصد ومراقبة ومعلومات سرية. وأحرزت قوات الجيش اليمني، أمس، تقدماً جديداً في مديرية باقم، وقال قائد اللواء الثالث حرس حدود بالجيش اليمني، العميد هايل القشائي، إن قوات الجيش حررت أجزاء واسعة من سلسلة جبل النار الاستراتيجي، المطل على مركز المديرية، مؤكداً أن الوصول إلى هذه المواقع المهمة في سلسلة جبل النار، يأتي ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ أيام تهدف للوصول إلى مركز مديرية باقم، وأكد أن قوات الجيش، مسنودة بمدفعية التحالف العربي، تسيطر نارياً على قمة جبل النار. وأشار العميد القشائي إلى أن المعارك مستمرة، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات، التي تكبدت قتلى وجرحى في صفوفها. وفي حجة، شهدت جبهات شمال مثلث عاهم وشرق جبل النار مواجهات عنيفة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وخلفت المواجهات قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت أن المواجهات امتدت إلى شرق حيران وغربها وصحراء ميدي.
مصادر عسكرية: تصعيد الميليشيات في الساحل الغربي اتخذ منحى خطيراً يهدّد اتفاق السويد.
الجيش اليمني يحرّر أجزاء واسعة من جبل النار الاستراتيجي في باقم، ويسيطر نارياً على قمته.