«التحالف» يسقط طائرة مسيَّرة حـوثية.. والقوات المشتركة تتقدم في الضـالع
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن إسقاط طائرة مسيرة، أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران باتجاه منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، فيما واصلت الميليشيات انتهاكاتها في الحديدة على الساحل الغربي، وسط استمرار المعارك في جبهات شمال وغرب الضالع، في حين تصاعدت الخلافات البينة في أوساط قيادات الحوثي، ووصلت إلى حد اغتيال إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي.
وتفصيلاً، قال المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، إن قوات التحالف تمكنت، مساء الخميس، من اعتراض وإسقاط طائرة من دون طيار (مسيّرة)، أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من محافظة عمران باتجاه جازان.
وأوضح العقيد المالكي أن استمرار محاولات الميليشيات إطلاق الطائرات بدون طيار يعبر عن إفلاسها ونهجها اللاأخلاقي باستخدامها في الأعمال العدائية والإرهابية ومحاولات استهدافها للمدنيين، ويعكس وضع الميليشيات الإرهابية على الأرض، وخسائر مقاتليها المغرر بهم.
وأكد استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الميليشيات الإرهابية، لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة.
وكانت ميليشيات الحوثي فشلت في إطلاق صاروخ باليستي باتجاه الأراضي السعودية، وسقط عقب إطلاقه في محافظة حجة.
وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، أكد قائد اللواء 11 عمالقة، الشيخ مصطفى دوبلة، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، تمكن القوات المشتركة من التصدي لهجوم كبير شنته ميليشيات الحوثي صباح أمس، باتجاه مواقع القوات المشتركة في قرية بني المغازي، وقرية الحمينية في شمال غرب مدينة حيس الواقعة إلى جنوب مدينة الحديدة.
وأشار الدوبلة إلى أن الاشتباكات التي وصفها بالعنيفة امتدت إلى مناطق محيطة بالقريتين، تمكنت خلالها القوات المشتركة من التصدي لها، وأجبرت الميليشيات التي استخدمت في الهجوم مختلف أنواع الأسلحة على الفرار والتراجع، بعد تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح، وأحرقت عدداً من آلياتها العسكرية، بينها أطقم ودراجات نارية. وأوضح قائد اللواء 11 عمالقة أن أبطال اللواء انتشروا بعد صد الهجوم في الطرق المؤدية إلى مدينة حيس من الجهة الغربية والشمالية، لتأمين تلك المنافذ التي تضم عدداً من المزارع والحروش التي تستغلها الميليشيات في عمليات التسلل وشن الهجمات على القوات المشتركة.
وكانت ميليشيات الحوثي كثفت قصفها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع القوات المشتركة في مديريات حيس والتحيتا والدريهمي جنوب الحديدة، من بينها مدافع الهاون الثقيل من عيار 120 وعيار 82، حيث سقطت مقذوفات عدة بالقرب من مواقع تتمركز فيها القوات المشتركة.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية بأن ميليشيات الحوثي قصفت مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح بمدينة الحديدة بقذائف مدفعية الهاون الثقيل من عيار 120، وقذائف مدفعية من عيار 82، وبقذائف الهاوزر بشكل عنيف، كما استخدمت سلاح البيكا، وأسلحة من عيار 12.7 وعيار 14.5 بشكل مكثف، وقام مسلحو الميليشيات بعمليات قنص، استهدفت جنود القوات المشتركة.
وتزامنت عمليات القصف والاستهداف الحوثية مع قيام عناصرها بحفر الخنادق، وبناء متاريس جديدة، والدفع بتعزيزات كبيرة، تتضمن آليات عسكرية تحمل مسلحين مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة داخل مدينة الحديدة، في إطار انتهاكاتها وتصعيدها العسكري الواسع.
كما كثفت الميليشيات تحركاتها وإجراءاتها العسكرية، ونشر مقاتليها في مديرية السخنة الواقعة شرق مدينة الحديدة، والمحاذية لمديريات برع والمنصورية والمراوعة والدريهمي، في محاولة منها لشن هجمات باتجاه المناطق الشرقية للمدينة.
ورصدت القوات المشتركة تحركات للميليشيات في تلك المناطق، وعلى الطرق الرابط بين مديريتي السخنة والخليفة، وبالتحديد في مثلث محمية برع في منطقة قريبة من المحمية تسمى الحييد، مستغلة الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق، واستغلالها في نشر أسلحتها الثقيلة ومنصات إطلاق الصواريخ، وفقاً لمصادر في وحدة الرصد والمتابعة التابعة للقوات المشتركة.
وفي الضالع، واصلت القوات المشتركة تقدمها في جبهة مريس شمال شرق الضالع، واستكملت سيطرتها على منطقتي الخينقي وصولان الاستراتيجيتين، وتقدمت نحو مناطق يعيس والزيلة والجبال المحيطة، بعد شنها هجمات متفرقة في تلك المناطق، استهدفت مواقع الميليشيات، وكبدتها خسائر كبيرة.
وشهدت جبهات التماس في جبهات شمال وغربي الضالع تقدماً نوعياً للقوات المشتركة، ضمن معارك «صمود الجبال» ضد ميليشيات الحوثي، وتمكنت من قصف مواقع الحوثيين في جبال العود ومنطقة الفاخر وجبال الحشاء، كاستباق لأي محاولة تقدم من تلك الميليشيات، بعد رصد تحركات لها في تلك المناطق.
وكانت ميليشيات الحوثي عمدت أخيراً إلى زرع مئات الألغام والعبوات الناسفة في مناطق التماس شمال وغرب الضالع، وفي جبهة الأزارق - ماوية، لمنع تقدم القوات المشتركة، ما أدى إلى تقييد حركة سكان تلك المناطق، خصوصاً أن الألغام والمتفجرات تم زرعها في الطرق والمناطق الزراعية، ما يعرض حياة سكان مناطق التماس للخطر.
وفي صنعاء، أكدت مصادر أن حالة الانقسام والصراع في أوساط قيادات الحوثي تصاعدت، ووصلت إلى حد الاغتيال، كما أقرت بذلك قيادة الحوثي، واعترفت بمقتل القيادي إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
وأقرت الميليشيات بأن إبراهيم الحوثي قتل بعملية اغتيال، بحسب وصفها.
ورجحت مصادر قبلية، أن شقيق زعيم ميليشيات الحوثي قد يكون قتل منذ يومين بكمين مسلح، استهدف موكبه على مدخل صنعاء الشمالي.
ويمثل مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي تطوراً لافتاً في معركة كسر العظام التي تدور داخل أجنحة الميليشيات الانقلابية منذ أشهر.
ويعد إبراهيم الحوثي، المولود في مران بصعدة عام 1978، ذراع شقيقه عبدالملك الحوثي، في العديد من العمليات الإرهابية، لاسيما العمليات التي تقع حول صعدة باتجاه الحدود السعودية.
وتعيش الميليشيات الحوثية حالة تواتر وصراعات في أوساط قياداتها، مصحوبة بعملية تصفية جسدية وتهديدات بالانشقاقات والمواجهات المسلحة، كما حدث في محافظة إب أخيراً، كما شملت تبادل الاتهامات بين قياداتها من الصف الأول بالفساد ونهب الأموال العامة، والقيام بعمليات غسيل أموال ونهب للأراض والممتلكة الخاصة والعامة في مناطق سيطرتها.
وكانت الميليشيات اعتقلت أحد قياداتها في محافظة حجة، يدعى يحيى موسى، عقب رفضه الانصياع لمطالبها، والحضور لدورات مذهبية، وقامت بنقله إلى سجن الأمن السياسي في المحافظة، والخاضع لسيطرتها.
وفي ذمار، اختطفت ميليشيات الحوثي عبدالسلام العيزري، شقيق الصحافي الشهيد يوسف العيزري، من داخل محله (دعاية وإعلان) بشارع التعاون مقابل مدرسة الكوفة وسط مدينة ذمار، بعد اقتحام المحل، ونهب الطابعات وجهاز كمبيوتر، ووجهت له تهماً ملفقة، واقتادته إلى أحد سجونها.
صراعات بين الميليشيات وراء تصفية إبراهيم بدر الدين شقيق زعيم الحوثيين.