مليون لغم زرعتها الميليشيات في 14 محافظة
بالفيديو.. ألغام «الحوثي».. مصائد الموت تحاصر أنفاس اليمنيين
لاتزال الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، تلاحق الأنفاس وتحصد الأرواح، وتبتر أطراف الأبرياء في محافظات يمنية عدة، وتشير إحصاءات التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان إلى أن الميليشيات زرعت أكثر من مليون لغم، منها ألغام مضادة للأفراد، وأخرى مضادة للمركبات والدبابات، فضلاً عن الألغام البحرية، وذلك منذ عام 2014 وحتى الآن.
وتوضح الإحصاءات أن الألغام الحوثية أسفرت عن سقوط نحو 1000 شهيد، وأكثر من 10 آلاف مصاب بينهم نساء وأطفال، وتكمن المشكلة الكبرى في أن الميليشيات الحوثية لجأت إلى صناعة ألغام على شكل صخور وألعاب أطفال ومواد بناء وجذوع أشجار وداخل معلبات وأكياس الأغذية، بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا، وقامت بزراعة الألغام في المنازل والمدارس والمنشآت المدنية والطرق والمزارع والقرى والأحياء سكنية، وحتى الشواطئ والمصايد السمكية.
وكشفت تقارير حديثة عن وصول ألغام بحرية متنوّعة من إيران، إلى جانب زوارق حربية وعسكرية مفخّخة يتم التحكم بها عن بُعد إلى الحوثيين، عبر «الحرس الثوري الإيراني».
وتعاني نحو 14 محافظة يمنية الألغام، وهي: «الحديدة، حجة، صعدة، مأرب، تعز، أبين، شبوة، عدن، لحج، الجوف، البيضاء، الضالع، صنعاء، وجزيرة ميون»، وكان للحوثيين النصيب الأكبر في زرعها، إضافة إلى تنظيم «القاعدة» الذي عمل على زرع الألغام في مديريات محافظة أبين عام 2012.
وفي نهاية أبريل الماضي، أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقريراً أكدت فيه أن الحوثيون زرعوا ألغاماً في آبار المياه، وعبوات مموهة على شكل صخور وجذوع أشجار وألغام بحرية هددت السفن التجارية وسفن المساعدات، وتباهت وسائل إعلام الميليشيات بالخسائر الناتجة عن انفجار الألغام، ورصدت المنظمة أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية، زرعت الميليشيات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، وطالبت المنظمة فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة وفريق خبراء مجلس الأمن بالتحقيق في استخدام الحوثيين للألغام وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع حيثما أمكن، وأكدت أنه ينبغي لفريق الخبراء أيضاً التحقيق في الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.
وتمكن الجيش اليمني، منذ بداية 2016 وحتى نهاية 2018، من انتزاع نحو 300 ألف لغم، وبحسب تقرير أصدره بداية يونيو الماضي، فإن الميليشيات تلجأ إلى تفخيخ مداخل المدن، وزرع كميات هائلة من الألغام، في محاولة يائسة لإيقاف تقدم قوات الشرعية، كما فخخت الميليشيات أغلب البنايات الواقعة في مناطق التماس، وتسببت ألغام الحوثي خلال العام الماضي فقط في استشهاد 615 مدنياً، بينهم 110 أطفال، و26 امرأة.
ومنذ انطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام»، أواخر يونيو 2018، وحتى منتصف الشهر الماضي، تمكن المشروع من نزع ما يزيد على 80 ألف لغم، تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة، ولاتزال مشكلة الألغام قائمة وتحتاج إلى تحرك دولي لإجبار الميليشيات الحوثية على وقف زراعة مصائد الموت، وضرورة أن تقوم بتسليم خرائط الألغام إلى الجهات الشرعية القائمة على نزعها، حتى لا يقع المزيد من الضحايا الأبرياء.
وكان آخر ضحايا الألغام الحوثية، أمس، حيث أصيبت امرأة بإصابات خطيرة بانفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات، في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم جنوبي محافظة تعز.
وقالت مصادر محلية إن المواطنة اليمنية فاطمة محمد عبده إبراهيم، البالغة من العمر 47 عاماً، أصيبت جراء انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الحوثية بجانب أحد المنازل في قرية ذراع الغبار شرق منطقة الشقب.
وأضافت المصادر أن المواطنة فاطمة أصيبت باللغم أثناء جلبها للحطب لمنزلها، لافتة إلى أن انفجار اللغم تسبب في بتر القدم اليمنى للمرأة، بالإضافة إلى كسور في يدها وإصابات أخرى متفرقة في جسدها.
وبحسب المصادر، فإن قرية ذراع الغبار شرق منطقة الشقب، إحدى المناطق المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، مشيرة إلى أن المليشيات تتسلل ليلاً لتلك المناطق المحاصرة وتقوم بزراعة الألغام الأرضية فيها، وأشارت المصادر إلى أنه تم إسعاف المصابة ونقلها إلى مستشفى الصفوة بتعز بصعوبة كبيرة، بسبب حصار المنطقة من قبل الميليشيات الانقلابية.
300
ألف لغم انتزعها الجيش اليمني منذ عام 2016.
1000
شهيد، و10 آلاف مصاب بسبب ألغام الحوثي منذ 2014.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news