التحالف يسقط «مسيّرة» حوثية ويقصف مواقع للميليشيات في صنعاء
أسقطت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن طائرة مسيّرة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران من صعدة باتجاه الأراضي السعودية، عقب ساعات قليلة من إطلاق مقذوف باتجاه مطار أبها الدولي، وفيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على صنعاء رداً على تلك الهجمات، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف تقدمها في جبهة كتاف صعدة، مع استمرار الميليشيات استهدافها مواقع المشتركة في الساحل الغربي لليمن.
وتفصيلاً، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أمس تمكن التحالف من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار أطلقتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من صعدة باتجاه المملكة العربية السعودية.
وأوضح المالكي أن محاولات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران إطلاق الطائرات بدون طيار مصيرها الفشل، كما أكد أن التحالف يتخذ الإجراءات العملياتية وأفضل الوسائل للتعامل مع هذه الطائرات لحماية المدنيين والأعيان المدنية.
وبيّن أن المحاولات الإرهابية المتكررة أخيراً من قبل الميليشيات هي نتيجة للخسائر الكبيرة في صفوف عناصرها وعتادها ومعداتها، من خلال العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف.
إلى ذلك، أشار إلى أن ما تقوم به الميليشيات من محاولات إرهابية وتضليل إعلامي يأتي لرفع الروح المعنوية لعناصرها الإرهابيين، مؤكداً استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد تلك الميليشيات لتحييد قدراتها وتدميرها.
من جهة ثانية، أعلنت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن سقوط مقذوف على مطار أبها الدولي، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين ومن جنسيات مختلفة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن المقذوف سقط مساء أول من أمس على مطار أبها الدولي، مشيراً إلى أنه لا توجد أي إصابات.
وأضاف أن الميليشيات الحوثية الإرهابية مستمرة في ممارساتها اللاأخلاقية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، حيث أعلنت عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي، باستخدام صاروخ «كروز»، ما يمثل اعترافاً صريحاً ومسؤولية كاملة باستهداف الأعيان المدنية والمدنيين، والتي تعنى بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما قد يرقي إلى جريمة حرب باستهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة.
وبيّن العقيد المالكي أن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية وبقدرات نوعية متقدمة، يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الميليشيات الحوثية الإرهابية، واستمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 2216، والقرار 2231، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف وأمام هذه الأعمال الإرهابية والتجاوزات اللاأخلاقية من الميليشيات الحوثية الإرهابية، مستمرة بتنفيذ الإجراءات الصارمة لردع هذه الميليشيات الإرهابية، وبما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، أمس، غارات على أهداف في شمالي العاصمة اليمنية صنعاء غداة الإعلان عن استهداف مطار أبها الدولي بصاروخ كروز.
وأفاد سكان محليون أن انفجارات عنيفة سمعت في أرجاء العاصمة جراء غارات جوية استهدفت على ما يبدو مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية الملحقة به شمال العاصمة.
فيما، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في جبهات صعدة، معقل ميليشيات الحوثي ومسقط رأس زعيمها عبدالملك الحوثي، وواصلت تقدمها في جبهة وادي آل جبارة في كتاف البقع، عقب تمكنها من فك حصار الميليشيات على عدد من الجنود في أحد الجبال المطلة على وادي آل جبارة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الميليشيات تلقت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في صفوف عناصرها، عقب شن قوات الجيش في جبهة كتاف هجوماً واسعاً بمساندة طيران الأباتشي التابع للتحالف العربي على مواقع الميليشيات في وادي آل جبارة، وتمكنت من استعادة جميع المواقع التي كانت سيطرت عليها الميليشيات خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت المصادر أن الجيش تلقى تعزيزات عسكرية كبيرة، بينها آليات عسكرية حديثة من قبل التحالف العربي، شاركت في الهجوم الأخير على وادي جبارة، وتمكنت من تكبيد لواء الصماد واللواء 156 التابعين للميليشيات خسائر كبيرة في تلك الجبهة.
وكانت قوات الجيش بدأت باستخدام الرادارات الحديثة في رصد تحركات ميليشيات الحوثي في جبهات صعدة، وقامت بعمليات مسح جوي لمواقع الحوثيين المدعومين من إيران، وبدأت بإعادة انتشار قواتها في مختلف الجبهات لخرائط تم وضعها بعد إجراء المسح الجوي الأخير.
وفي الجوف المجاورة لصعدة، شهدت جبهات شرق المحافظة مواجهات وصفت بالعنيفة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الإيرانية، تركزت في عمق وادي الظهرة، وفقاً للمتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة العقيد عبدالله الأشرف، مشيراً إلى أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة واستراتيجية في عمق وادي الظهرة بالجوف.
وأكد الأشرف سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، إلى جانب تدمير عدد من آلياتهم العسكرية، بينها أطقم وعربة بي إم بي، إلى جانب مدافع رشاشة.
وفي الحديدة، على الساحل الغربي، واصلت ميليشيات الحوثي تصعيدها العسكري ضد مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية، مستخدمة قذائف المدفعية التي سقط عدد منها على منازل المدنيين في مدينة حيس جنوب الحديدة، ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين بشظايا قذائف الهاون، تم نقلهم إلى مستشفى حيس الميداني لتلقي العلاج.
وذكرت مصادر طبية في مستشفى حيس الميداني أن أربعة مدنيين بينهم رجل طاعن في السن أصيبوا بإصابات متفاوتة، وصفت إحداها بالخطرة، نتيجة القصف العشوائي الحوثي على منازل المدنيين.
وكانت القوات المشتركة صدت هجومين متتاليين لميليشيات الحوثي باتجاه منطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، وخاضت معها اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بعد قيام الميليشيات باستهداف مواقع المشتركة في المنطقة بقذائف الهاون في إطار تصعيدها اليومي.
كما صدت القوات المشتركة هجوماً شنته ميليشيات الحوثي على مواقعها شمال مديرية حيس جنوب الحديدة، وكبدتها خسائر فادحة بالعتاد والأرواح، والذي جاء أيضاً بعد تصعيدها وقصفها مواقع المشتركة في المنطقة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون عيار 120 وعيار 82، وقذائف مدفعية الهاوزر.
وكانت الميليشيات جددت قصفها واستهدافها العنيف على مديرية التحيتا جنوب الحديدة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، عقب هجمات متكررة على مواقع القوات المشتركة، تم التصدي لها ودحر عناصر الميليشيات، كما جددت قصفها واستهدافها مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري في مدينة الحديدة، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير في أحد مخازنها.
من جهة أخرى، فكّكت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة في الساحل الغربي كميات جديدة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في منطقة المسناء جنوبي مدينة الحديدة، فيما لايزال العمل جارياً لاستكمال نزع الألغام المتبقية في المنطقة.
وسبق أن قامت الفرق الهندسية للقوات المشتركة بتفكيك وانتزاع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي من مختلف مناطق محافظة الحديدة، وتم تفجيرها في وقت لاحق.
وفي صنعاء أقدمت ميليشيات الحوثي على إغلاق ثمانية مستشفيات خاصة، وسحب تراخيصها، بذريعة عدم مطابقتها المعايير، منها «مستشفى سعوان، والهلال الأبيض، ومستشفى الخزان، والسلام التخصصي، ومستشفى مجلي، ومستشفى العظام، ومستشفى حدة، ومستشفى الذهبي».
ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء قبل أربع سنوات، عمدت إلى التضييق على المستشفيات الخاصة، وفرضت عليها إتاوات وجبايات غير قانونية بالإضافة إلى اقتحام بعض المستشفيات، وإغلاق بعضها الآخر.