الجيش اليمني مسنوداً بـ «التحالف» يستعد لاستكمال تحرير حرض
دكت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مخزن أسلحة تابعاً لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في مدينة حرض الحدودية مع السعودية، التابعة لمحافظة حجة اليمنية، التي تشهد عمليات عسكرية واسعة للجيش اليمني مسنوداً بالتحالف لتحرير المدينة. وفيما كشفت مصادر عسكرية عن بدء تدريبات لطيارين يمنيين في قاعدة العند الجوية على سلاح الجو، واصلت الميليشيات تصعيدها العسكري، وإفشالها جميع اتفاقات الأمم المتحدة الخاصة بالحديدة.
وتفصيلاً، دكت مقاتلات تحالف دعم الشرعية مواقع، ودمّرت مخزن أسلحة تابعاً لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية، والتابعة لمحافظة حجة، والتي تشهد عمليات عسكرية واسعة للجيش اليمني، مسنوداً بالتحالف لتحرير المدينة التي تخضع لحصار منذ أيام.
وأكدت مصادر عسكرية في حرض شن مقاتلات التحالف تسع غارات مركزة، أدت إلى تدمير مخزن أسلحة نوعي للميليشيات في المدينة بعد استهدافه بسلسلة من الغارات، مشيرة إلى أن المخزن الواقع شمال المدينة كان يضم أسلحة نوعية، بينها صواريخ موجهة وطائرات مسيرة وعتاد منوع.
كما استهدفت مقاتلات التحالف تجمعات لعناصر الميليشيات، وآليات تابعة لهم في إحدى المزارع الواقعة جنوب مديرية عبس، ما أدى إلى تدمير عدد منها، ومصرع وإصابة من كانوا في المواقع المستهدفة من عناصر الحوثي.
في الأثناء أكدت مصادر في المنطقة العسكرية الخامسة استكمال قوات الجيش التابعة للمنطقة، بالتنسيق مع التحالف، جميع التحضيرات العسكرية لبدء عملية تحرير مدينة حرض المحاصرة منذ أيام، بهدف استكمال تحريرها بعد قصف مواقع الميليشيات داخل المدينة وأطرافها وقطع الإمداد عنها.
وأوضحت المصادر أن القوات اليمنية باتت على مشارف المدينة من ثلاث جهات، ومسيطرة على مثلث حرض الاستراتيجي، وتقدمت نحو المدينة عبر محورين، وتمركزت في ثلاث جبهات استعداداً للدخول إلى المدينة لتطهيرها، وفتح الطريق الرابط بين المملكة العربية السعودية القادمة من الطوال عبر منفذ حرض الجمركي، وتربط محافظتي حجة والحديدة.
وفي الحديدة، أفشلت القوات اليمنية المشتركة محاولة تقدم واستحداث مواقع للميليشيات في شمال مستشفى 22 مايو وفي شارع الخمسين، ودمرت آليات وجرافات دفعت بها الميليشيات إلى تلك المناطق، بهدف استحداث مواقع عسكرية متقدمة فيها إلى جانب المشاركة في حفر خنادق، وبناء متارس فيها، التي تأتي في إطار تصعيدها العسكري الكبير في جبهات الساحل الغربي.
وبحسب المركز الإعلامي، فإن ميليشيات الحوثي قصفت مواقع القوات اليمنية المشتركة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والأسلحة القناصة، وشنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على مواقع القوات اليمنية المشتركة المتمركزة شرق مدينة الحديدة، تركز أعنفها في منطقة كيلو 16، وشارع الخمسين، وشرق مدينة الصالح.
وكانت الميليشيات شنت قصفاً عشوائياً، فجر أمس، طال مدينة حيس جنوب الحديدة بالقذائف المدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون الثقيل، سقطت إحداها على منزل أحد المدنيين، وأدت إلى إصابة امرأة بجروح في رأسها، بسبب شظايا قذيفة الهاون.
كما شنت عناصر الحوثي هجوماً واسعاً من محاور عدة على مديرية التحيتا، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة والقذائف المدفعية والصاروخية، استهدفت مواقع القوات اليمنية المشتركة جنوب شرق المديرية، واستخدمت في الهجوم مدفعية الهاون الثقيل وقذائف مدفعية الهاوزر، وقذائف مدفعية B10، وصواريخ «لُــو»، والأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 12.7 وعيار 14.5 بشكل مكثف وعنيف.
إلى ذلك واصلت الميليشيات الحوثية إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى مناطق متفرقة من الساحل الغربي، وفقاً لمصادر مطلعة، مشيرة إلى أن التعزيزات والمجاميع المسلحة وصلت من محافظتي حجة والمحويت عبر الخط الشمالي، ومنفذ نقطة الشام، إلى داخل مدينة الحديدة، فيما توجه عدد من آلياتهم العسكرية والأطقم المحملة بالمقاتلين نحو المناطق الجنوبية لمدينة الحديدة.
وفي لحج جنوب اليمن كشف مصادر عسكرية خاصة قيام قوات التحالف بعملية تدريب واسعة لطيارين يمنيين على قيادة مقاتلات من طراز إف 16، ومروحيات الأباتشي، في قاعدة العند الجوية، تمهيداً لإشراكهم في شن غارات على مواقع الميليشيات، والمشاركة في استكمال تحرير اليمن، وإعادة تفعيل سلاح الجوي اليمني الذي دمرته الميليشيات عقب انقلابها على الشرعية في 2014.
وفي تعز أفشلت قوات الجيش اليمني هجمات محاولة تسلل للميليشيات باتجاه موقع تابع للدفاع الجوي، بعد مغادرة عناصر تابعة لحزب الإصلاح من مواقعهم في المنطقة، قبل أن تتدخل قوات تابعة لمقاومة أبناء تعز، وأفشلت محاولة التسلل.
في الأثناء حذر نائب قائد قطاع الحجرية في اللواء 35 مدرع قائد معسكر بيحان عارف الهويش، من التحريض ضد اللواء 35 مدرع، والدعوات للتوجه للمواقع العسكرية للتظاهر استجابة لدعوات أحد الأحزاب، مشيراً في تصريحات صحافية إلى وجود دعوات تحريضية تقودها قيادات في أحد الأحزاب السياسية، تستهدف موقع جبل صبران التابع للواء 35 مدرع، عن طريق الدعوة لتسيير تظاهرة وتجمهرات أمام الموقع.
وأشار إلى أن قيادة قطاع الحجرية تحذر كل من تسول له نفسه الاقتراب من موقع جبل صبران أو أي مواقع تابعة للواء 35 مدرع في قطاع الحجرية، استجابة لدعوات ظلامية تريد إشعال نار الفتنة والصراع، مستغلة في ذلك عدم إدراك الناس، وخطاب المنبر المسيس لتحقيق مصالح حزبية.
وفي صعدة، قصفت مدفعية الجيش اليمني مواقع للميليشيات في مديرية شدا الحدودية مع السعودية، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، ودمر آليات تابعة لهم، فيما أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات في جبهة حام بمحافظة الجوف المجاورة، وكبدتها خسائر كبيرة.
وفي الضالع أكدت مصادر محلية قيام ميليشيات الحوثي بشن حملة اختطاف واسعة بحق أبناء في مديرية جبن شمال شرق محافظة الضالع، بالتزامن مع نهب ممتلكاتهم الشخصية، مشيرة إلى أن الميليشيات دهمت قرية نعوة وقامت بعمليات نهب واختطاف 148 من أبناء القرية، ونقلتهم إلى جهة غير معروفة.
وفي العاصمة صنعاء أعلنت ميليشيات الحوثي حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة، بعد نفاد كمية الدم في المستشفيات، مقارنة بحجم الجرحى العائدين من الجبهات، ممن تعرضوا للإصابة خلال الفترة السابقة.
وفي إب وسط اليمن، قتل ثلاثة من أبناء المحافظة وأصيب ثلاثة آخرون، نتيجة أعمال فوضى أمنية تسببت فيها عناصر الحوثي، وفقاً لمصادر محلية، مشيرة إلى أن الفتى شمسان قائد عبادي الصريمي (18 عاماً)، قتل برصاص مسلح حوثي في منطقة الكربة بعزلة بني عمر بمديرية القفر، فيما أقدم شاب حوثي يدعى عادل حميد عمر الأديب (30 عاماً) على قتل شقيقه عبدالرحمن الأديب في قرية كشحة بالقفر الأسفل، كما تعرض الشاب علي عبدالرقيب عمر الصلاحي، لعملية قتل برصاص مسلح حوثي في المديرية ذاته.
إلى ذلك واصلت الميليشيات فرض إتاوات مالية على تجار مدينة إب، استهدفت هذه المرة شريحة مالكي الصيدليات، حيث فرضت عليهم دفع مبالغ مالية نقدية تحت مسمى «دعم المجهود الحربي»، وأرسلت لجاناً ميدانية لجبايات المبالغ التي فرضتها على حسب حجم ونوعية نشاط الصيدلية وموقعها.