الجيش اليمني يتقدم باتجاه مركز مديرية باقم بصعدة
واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، عملياتها العسكرية ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً في جبهات مديرية باقم بمحافظة صعدة، وفيما تم إسقاط طائرة مسيرة للميليشيات في الجوف، أكدت المقاومة الوطنية في الساحل الغربي للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار خروقات الحوثي التي استمرت بشكل متصاعد، استخدمت فيها الطيران المسير في مختلف مناطق الحديدة، وكذلك تصعيدها العسكري في غرب تعز وشمال وغرب الضالع.
وفي التفاصيل، أكد قائد محور آزال العمید كنعان الأحصب، أن العملية العسكرية التي بدأتها قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي في مديرية باقم قبل يومين مستمرة ومتواصلة وتحقق أهدافها، مشيراً إلى أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً تلقت ضربات موجعة، وتكبدت خسائر كبيرة في المواجهات الدائرة في جبهات محيط مركز المديرية وفي أطراف المديرية.
وأوضح الأحصب أن القوات اليمنية مسنودة بمقاتلات التحالف تواصل تقدمها نحو مركز المديرية، بعد تلقيها تعزيزات عسكرية نوعية من الجيش والتحالف، عبر مقاتلاته التي شنت سلسلة من الغارات المساندة، استهدفت مواقع وتجمعات وتعزيزات الميليشيات في المديرية وكبدتها خسائر كبيرة.
وأكد أنه تم خلال الأيام الماضية كسر عدد من الهجمات الحوثية ودحرها، بعد أن تم استدراج عناصر الميليشيات إلى مواقع تم الانسحاب التكتيكي منها، وبالتالي شن هجوم واسع عليها، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات وإعطاب العديد من آلياتها خلال محاولاتها زرع ألغام في المناطق التي تم استدراجها إليها.
وفي الجوف أسقطت قوات الجيش، طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في سماء منطقة القعيف بمديرية برط العنان، كانت تقوم بعملية تجسس وتصوير ورصد لتحركات القوات اليمنية في المديرية المجاورة لمحافظة صعدة.
وفي الحديدة واصلت ميليشيات الحوثي تصعيدها العسكري وخروقها للهدنة ووقف إطلاق النار، وقامت بشن هجوم عنيف على مدينة التحيتا جنوب المحافظة، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وفقاً لمصادر عسكرية، أكدت أن الميليشيات شنت أمس هجوماً واسعاً على مدينة التحيتا، انطلاقاً من المناطق المجاورة لها.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم تزامن مع قصف عنيف شنته الميليشيات على الأحياء السكنية بقذائف مدفعية الهاون عيار 120، والقذائف عيار 82 بشكل مكثف، كما قصفت مناطق الجبلية والفازة والطور بشكل مكثف في أوقات متفرقة.
واستهدفت الميليشيات الإيرانية مسجد عمر بن الخطاب في مديرية التحيتا بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وسببت أضراراً كبيرة في المسجد، وفقاً لسكان محليين، أشاروا إلى أن الاستهداف ليس الأول الذي تقوم به الميليشيات، وتنتهك الحُرمات، وتقصف دور العبادة، إذ حولت معظمها إلى مخازن أسلحة ومقار لعناصرها.
كما قصفت مناطق عدة ومواقع القوات المشتركة في محيط مديرية الدريهمي، تركزت بشكل كبير على شرق المديرية، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بشكل مكثف وعنيف.
كما صعّدت ميليشيات الحوثي عملياتها العسكرية في جبهات الساحل الغربي، مستخدمة الطيران المسير والقوات المشتركة مستخدمة الطيران المسير لأول مرة منذ أشهر، حيث تم رصد ست طائرات مسيرة فوق مديريتي حيس والتحيتا.
وأكد المصدر أن القوات المشتركة أطلقت النيران على الطائرات المسيرة التابعة لميليشيات الحوثي، التي حلقت فوق مواقعها في تصعيد عسكري واضح ومستمر في خرق الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة.
إلى ذلك شدد قائد المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة لقوات تحرير الساحل الغربي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، على حتمية تخلي الميليشيات الحوثية عن نزوعها العنصري المتطرف، مجدداً التأكيد على دعم السلام العادل والمنصف وجاهزية القوات المشتركة التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خروقات وتصعيد الميليشيات الإرهابية لكل ما يتطلب لتوفير الأمن والأمان لسكان الساحل الغربي واليمن عموماً.
جاء ذلك خلال لقائه أول من أمس، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، مجدداً تأكيده أن المقاومة الوطنية والقوات اليمنية المشتركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد العسكري الحوثي في الساحل الغربي، ومواصلة خروقها للهدنة، وعدم التزامها باتفاقات السلام، وهي تواصل انتهاكاتها المتواصلة لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، ضمن نهج منظم لإجهاض عملية السلام والمساعي الدولية الرامية لوقف الحرب.
وأشار العميد طارق صالح إلى أن مفاتيح إحلال السلام تتمثل في تخلي الميليشيات الحوثية عن هوسها العنصري، وأن تتحول إلى حزب سياسي، إلى جانب التزامها بالاتفاقات ووقف الخروقات التي تهدف من ورائها إلى نسف اتفاق استوكهولم، مجدداً التأكيد أن القوات المشتركة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخروقات، مبدياً في الوقت ذاته دعمه الكامل لعملية السلام العادل والمنصف لكل اليمنيين.
وكانت دعوات محلية وأهلية في مديريات جنوب الحديدة طالبت القيادة المشتركة بالساحل الغربي، لأخذ قرار حاسم تجاه الجرائم الإرهابية، والاستهداف اليومي للمدن والمناطق السكنية من قبل ميليشيات الذراع الإيرانية التي رفعت وتيرة التصعيد العسكري، وزادت من شن الهجمات، والضرب المكثف، واستخدام كل الأسلحة بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة.
وصدرت مطالبات من أوساط مدنية ومحلية، ومن قبل الأهالي تناشد القوات المشتركة وضع حد للتمادي الحوثي والإرهاب اليومي الموجه على المدنيين، في ظل صمت وتواطؤ البعثة الأممية. وشددت الدعوات على ضرورة استكمال تحرير التحيتا وحيس وبقية المناطق في جنوب الحديدة، لتأمين السكان وحماية المدنيين من عربدة الإرهاب اليومي لميليشيات الحوثي.
من جهة أخرى، أبطلت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة مفعول عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في الطريق الرابط بين مديريتي حيس والخوخة جنوب الحديدة، وذكرت مصادر عسكرية أن إحدى دورياتها عثرت على عبوة ناسفة مزروعة على الخط الرابط بين مديريتي حيس والخوخة، واستدعت فريقاً هندسياً لنزع الألغام، وتم تفكيكها بنجاح.
وأوضحت المصادر أن عناصر تابعة للميليشيات الحوثية تسللت عبر المزارع المحاذية للطريق، وقامت بزرع العبوة الناسفة في الطريق الرابط بين المديريتين، في محاولة منها لإلحاق خسائر في صفوف المدنيين.
وكانت عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات انفجرت على الطريق الترابي الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة جنوب محافظة الحديدة، الذي يسلكه المدنيون الداخلون والخارجون من المديرية لقضاء حوائجهم اليومية.
وفي الضالع واصلت ميليشيات الحوثي انتهاكاتها حقوق المدنيين، وواصلت حملة اختطافات واعتقالات، استهدفت الأعيان والوجهاء والمدنيين في مديرية الحشا بمحافظة الضالع، تحت ذرائع وتهم ملفقة، بهدف ترهيب السكان وإجبارهم على القتال في صفوفها.
وذكرت مصادر محلية قيام الميليشيات باختطاف مزارعين من وسط حقولهم في منطقة عمارة العليا، بينهم فؤاد محمد حسن الهويدي، ومحمد صالح الحمري، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة.
وحذر أبناء الحشا من خطورة إصرار القيادات الحوثية في المديرية على إقحام المنطقة في حرب مع جيرانهم من أهالي مديريات مجاورة، بهدف إذكاء الحروب والثارات بين أبناء القبائل، لتصفية حسابات الميليشيات مع أبناء القبائل المجاورة.