القوات اليمنية المشتركة تحشـد للرد على تصعيد الحوثي بالساحــل الغربي
حذّرت مصادر عسكرية في القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي من استمرار تصاعد هجمات ميليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه مواقعهم والأحياء السكنية في جبهات الساحل، مؤكدة أنها ستبدأ بالرد على مصادر النيران مع التزامها بالهدنة ووقف إطلاق النار، فيما واصلت الميليشيات تصعيدها العسكري في جميع نقاط التماس بالحديدة، في حين استهدفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية مواقع للميليشيات في الصليف وراس عيسى تستخدم في عمليات التفخيخ، كما استهدفت مواقع للحوثيين في صعدة، مع استمرار التصعيد العسكري للحوثيين في تعز والضالع.
وفي التفاصيل، أكد مصدر عسكري في الساحل الغربي لليمن، أن القوات المشتركة ستبدأ بالرد على خروقات ميليشيات الحوثي الانقلابية المتصاعدة ضد مواقعهم والأحياء السكنية في مختلف المناطق رغم انتشار لجان المراقبة التي تشرف عليها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن القوات المشتركة ستظل ملتزمة بالهدنة وقرار وقف إطلاق النار، لكنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هجمات وتصعيد الميليشيات الحوثية.
وأكد المصدر قيام وحدات الرصد والمراقبة التابعة للقوات المشتركة برصد تحركات حوثية واسعة في المديريات كافة ومناطق التماس، وأن عمليات الرصد تتم على مدار الساعة وترصد وتراقب جميع التحركات لعناصر الحوثي، والتي شهدت تصاعداً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة من خلال استمرارها بإرسال تعزيزات وأسلحة ثقيلة إلى مناطق التماس، وبشكل شبه يومي.
وأوضح المصدر أن أكثر التحركات لعناصر الحوثي تتم في مديريات جنوب الحديدة، منها حيس والتحيتا والدريهمي وبيت الفقيه عبر الطرق الرابطة لمديريات الساحل بمحافظات إب وذمار وتعز والمحويت وريمة، وأن التعزيزات تدخل من طرق تلك المحافظات الترابية والرئيسة إلى محيط مدن الساحل الغربي المحررة.
وكانت ميليشيات الحوثي صعدت خلال الأيام الماضية من عملياتها العسكرية وهجماتها تجاه مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية في جميع مناطق الساحل الغربي، كما واصلت أمس استهدافها لمواقع المشتركة في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، والقريبة من مناطق لجان مراقبة وقف إطلاق النار المنتشرة في خمس مناطق داخل مدينة الحديدة.
وأكدت مصادر عسكرية أن الميليشيات قصفت مواقع القوات المشتركة في شرق وجنوب الدريهمي بمختلف الأسلحة، بينها القناصة التي تمنع تحركات السكان وتنقّلهم في تلك المناطق وتستهدف كل شيء يتحرك فيها، كما استهدفت مواقع المشتركة في الفازة والجبلية التابعتين لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، ما دفع القوات المشتركة إلى الرد على مصادر النيران في الفازة، وتكبيد الميليشيات سبعة قتلى وعدداً من الجرحى أثناء محاولتهم التسلل إلى الفازة تحت غطاء ناري كثيف.
وواصلت ميليشيات الحوثي استهداف مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بالأسلحة المتوسطة تركزت على قرية المسلب شرق الجبلية، ما أدى إلى إصابة امرأة ورجل بجروح متفاوتة وفقاً لمصادر محلية بالمنطقة، واستهدفت مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، مستخدمة الأسلحة الرشاشة المتوسطة بشكل مكثف وفتحت النار على المواقع من عيار 14.5 ملم والأسلحة عيار 12.7 ملم.
إلى ذلك، واصلت مقاتلات التحالف رصد تحركات عناصر الحوثي والخبراء الإيرانيين المتخصصين بعمليات زرع المتفجرات والتفخيخ في الساحل الغربي، وقامت بشن ثلاث غارات مركزة على مواقع وتجمعات الميليشيات المتخصصة بتلك العمليات بالقرب من ميناء راس عيسى النفطي ومنطقة الصليف الساحلية، ما أدى إلى تدمير معدات وآليات تستخدم في عمليات التفخيخ البحري.
وفي صعدة، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في محيط مديرية الظاهر المحررة لليوم الثاني على التوالي، بعد رصدها تحركات للميليشيات بهدف تحقيق اختراق في جبهات قوات الجيش اليمني المرابطة بين مديريتي الظاهر وحيدان مسقط رأس عبدالملك الحوثي.
في الأثناء، قصفت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي مواقع للميليشيات في مديرية رازح الحدودية مع المملكة العربية السعودية، ما أسفر عن تدمير آليات عسكرية كانت متمركزة في المناطق المستهدفة بالقرب من سلسلة جبال الأزهور المحررة. وفي تعز صدت قوات الجيش اليمني محاولات تسلل وهجمات للميليشيات باتجاه مواقعها في جبهات الصياحي وقرية ماتع وتبة المقبابة في جبهة الضباب غرب المدينة، وفقاً لمصادر عسكرية، مشيرة إلى أن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وفي الضالع، استهدفت مدفعية القوات المشتركة والجنوبية مواقع للميليشيات في محيط جبهة الفاخر شمال غرب قعطبة، تركزت على مناطق حبيل السماعي وبيت الشرجي استخدمت فيها الصواريخ والمدفعية الثقيلة وفقاً لمصادر عسكرية، مشيرة إلى أن القصف مستمر منذ أول من أمس، لمنع تحركات الحوثي التي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى تلك المناطق بهدف التقدم نحو الفاخر لاستعادتها.
وأشارت المصادر إلى أن القصف خلّف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، إلى جانب تدمير آليات عسكرية تابعة لهم، بينها عربة «بي إم بي» وعربات كانت محملة بالمسلحين. من جانبها، قصفت ميليشيات الحوثي قرى سكنية في المعزوب وشخب وسليم شمال غرب قعطبة مخلّفة إصابات في أوساط المدنيين والمزارعين في تلك المناطق.
وفي قرى هجار وشليل شددت الميليشيات الحوثية قبضتها الأمنية وممارسات الابتزاز والنهب وفرض جبايات مضاعفة على المدنيين والمزارعين فيها، ونصبت من أجل ذلك نقاط تفتيش على جميع مداخل ومخارج تلك القرى.
وفي إب القريبة للضالع شهدت مديرية القاعدة مواجهات مسلحة بين عناصر الحوثي نتيجة خلافات على السلطة المحلية في المديرية، وفقاً لمصادر محلية، مشيرة إلى إصابة مدير أمن المديرية المعيّن من قبل الميليشيات، علي الوشلي، نتيجة تلك الاشتباكات.
وفي مدينة إب، أكد شهود عيان قيام القيادي الحوثي عبدالواحد المروعي، المعيّن من قبل الميليشيات وكيلاً للمحافظة للشؤون الفنية، بالاعتداء مع عناصره على رجال المرور في الشارع الرئيس وسط المدينة على خلفية عدم فتح الطريق لموكبه.