أكد أن تعرض المملكة لاعتداءات بـ 286 صاروخاً باليستياً لم يؤثر في مسيرتها التنموية
الملك سلمان: اتفاق الرياض يفتح الباب أمام حل سياسي للأزمة اليمنية
ألقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خطابه الملكي السنوي، في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، أمس، وأكد خلاله أن اتفاق الرياض يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع، للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ286 صاروخاً باليستياً، و289 طائرة بدون طيار، لم يؤثر في مسيرة المملكة التنموية.
وقال الملك سلمان في خطابه: «جهود المملكة أثمرت توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة، وفقاً للمرجعيات الثلاث، ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية».
وأضاف: «لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف، على مدار الـ300 عام الماضية، أنها قادرة على تجاوز كل التحديات بعزم وإصرار، والخروج منها منتصرة دائماً بحمد الله وفضله، وما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ286 صاروخاً باليستياً، و289 طائرة بدون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلاً أي دولة أخرى، لم يؤثر في مسيرة المملكة التنموية، ولا في حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل بعد الله يعود لمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية، الذين يسهرون على أمن هذا الوطن، وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوماً موضع رعايتنا واهتمامنا».
وتابع: «لقد أظهرت الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في بقيق وخريص، والتي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، ما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا بتوفيق من الله ثم بسواعد أبنائنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي، أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقص في الإمدادات، ودورها الرائد في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية».
وقال: «لايزال النظام الإيراني مستمراً منذ أكثر من أربعة عقود بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومواصلاً الرعاية والدعم لقوى الإرهاب والميليشيات المسلحة، التي تستهدف كيان الدول وتقوض مؤسساتها في المنطقة، وقد آن الأوان لإيقاف ما يحدثه هذا النظام من فوضى ودمار، وزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة، ونؤكد أهمية قيام المجتمع الدولي بوضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والباليستي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري للتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وتابع الملك سلمان: «لقد عانت المملكة، والعديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها، سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه، والتي وصلت، أخيراً، إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص تحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة، وأضاف النظام الإيراني إلى رصيده الإجرامي، خلال العام المنصرم، الاعتداء التخريبي على محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق غرب الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، واستهداف سفن شحن وناقلات نفط في الخليج العربي، والاعتداء التخريبي الذي استهدف المنشآت النفطية في بقيق وخريص».
وأضاف: «التزمنا كعادتنا في المملكة بالحكمة في التصدي لهذه الأعمال الجبانة، ونثمن بكثير من الاعتزاز مواقف حلفائنا من الدول الشقيقة والصديقة من هذه الأعمال الجبانة، التي لم تستهدف أمن المملكة فقط، بل أمن واستقرار الاقتصاد العالمي بأسره، وعلى النظام الإيراني أن يدرك أنه أمام خيارات جدية، وأن لكل خيار تبعات سيتحمل هو نتائجها، وأن المملكة لا تنشد الحرب، لأن يدها التي كانت دوماً ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان، وتأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته، إلا ترك فكره التوسعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب، وفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والعالم، تنطلق من تعهدات واضحة بالالتزام بالقانون الدولي، ووقف كل أشكال التدخل والتخريب في الدول الأخرى، فالتصعيد لن يزيد النظام الإيراني إلا عزلة، ولا يمكن للنظام الإيراني أبداً أن يثني أو يقايض إرادة المجتمع الدولي الرافضة لممارساته التخريبية بالتهديد أو التصعيد».
خادم الحرمين الشريفين:
• «المملكة لا تنشد الحرب، لأن يدها الممتدة للسلام أسمى من أن تُلحق الضرر بأحد، إلا أنها مستعدة للدفاع عن شعبها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news