الإمارات تقـدّم 367 مليــون درهـم للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019

قدمت دولة الإمارات، في إطار جهودها لتخفيف معاناة الأشقاء اليمنيين، مبلغ 367 مليون درهم ( 100 مليون دولار)، لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن لعام 2019، ليصل حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات في أربع سنوات، إلى أكثر من 22 مليار درهم (ستة مليارات دولار).

ووقّعت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، مذكرة تفاهم لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، ووقعها عن الأمم المتحدة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك.

وأكدت الهاشمي أن هذا التمويل جزء من وفاء دولة الإمارات بتعهداتها لدعم جهود الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، للوصول للفئات الأكثر حاجة إلى المساعدة، خصوصاً من النساء الأطفال.

من جانبه، أشاد لوكوك بالدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، مشيراً إلى أن هذا الإسهام وفر شريان الحياة لملايين اليمنيين.

وسيغطي الإسهام القطاعات الإنسانية استناداً إلى تقييمات الاحتياجات في توفير الرعاية الصحية لليمنيين، خصوصاً الفئات الأكثر ضعفاً من النساء والأطفال، والحد من انتشار الكوليرا عبر تزويد الأمهات والأطفال بمياه نظيفة لمكافحة سوء التغذية، وذلك من خلال منظمة الصحة العالمية و«اليونيسف» وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

إلى ذلك، عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مبادراتها لمحاربة العطش وتوفير مصادر المياه في اليمن. ويأتي ذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

ونفذت الهيئة، خلال السنوات الماضية، مئات المشروعات في مجال إمدادات المياه الصالحة للمناطق والمحافظات اليمنية التي تعاني شحاً في هذا المرفق الحيوي، واستفاد منها مئات الآلاف من السكان في المناطق الجبلية والصحراوية.

واستمراراً لمبادرات القيادة الرشيدة في هذا الصدد، تنفذ الهيئة حالياً مشروع مياه «حوارم قف العوامر» بمحافظة حضرموت، يستفيد منه 4000 نسمة، ويتضمن حفر بئر ارتوازية، وتوفير خزانات مياه بأحجام كبيرة، وتوصيل شبكة إمدادات المياه لمنازل الأهالي في المنطقة، ويعتبر المشروع من أكبر مشروعات المياه التي توفر حلولاً ناجعة لمشكلة شح المياه على الساحة اليمنية.

وأكد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، محمد عتيق الفلاحي، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاءت ضمن المبادرات التي تضطلع بها القيادة الرشيدة لتنمية وإعمار المحافظات اليمنية في جميع المجالات الحيوية.

وقال إن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، يتابع سير العمل في جميع المشروعات التي تنفذها الهيئة لتحسين الخدمات التي يحتاج إليها الأشقاء في اليمن، ويوجه سموه دائماً بتبني المبادرات التي تنهض بمجالات التنمية في المحافظات التي تواجه شحاً في الخدمات الضرورية، خصوصاً التي تتعلق بمصادر المياه باعتبارها عصب الحياة.

وأكد الفلاحي أن «هيئة الهلال الأحمر» أنجزت في زمن قياسي مشروع مياه «حوارم قف العوامر» رغم التحديات التي تواجهها الساحة اليمنية، إضافة إلى أن المنطقة صحراوية وتتكون من قرى مترامية الأطراف، وموزعة على قمم الجبال بارتفاعات شاهقة عن سطح البحر، ما تطلب الحفر لأعماق بعيدة للوصول إلى المياه الصالحة واستخراجها عبر مضخات، وتوزيعها عبر شبكات طويلة إلى منازل السكان المتناثرة في الصحراء.

وأضاف أن مشروع محاربة العطش في اليمن، يأتي كذلك ضمن التزام الهيئة بتعزيز الخدمات الأساسية للأشقاء في اليمن، من خلال خطة تنموية شاملة تلبي احتياجات الساحة اليمنية في المجالات كافة.

وتابع: «نسعى دائماً للقيام بواجبنا تجاه الأشقاء بكل تجرد، وتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع أهلنا باليمن في مقدمة أولوياتها، في التنمية والإعمار وتوفير الحياة الكريمة».

من جانبه، أكد ممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت، حميد راشد الشامسي، أهمية مشروع المياه بالنسبة للسكان المحليين هناك، حيث يوفر لهم احتياجاتهم من المياه النظيفة دون عناء، التي كانت في الماضي حلماً بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن المشروع من شأنه أن يخفف الكثير من المعاناة التي كانت تواجههم للحصول على المياه، التي كانوا يقطعون من أجلها مسافات طويلة سيراً على الأقدام، مشدداً على أن المشروع من شأنه أيضا أن يسهم في إصحاح البيئة، ومكافحة الأمراض والوبائيات التي تنتقل بسبب تلوث المياه.

وقال الشامسي إن مبادرات الهيئة لم تتوقف عند منطقة بعينها، بل امتدت لجميع المديريات الأخرى في محافظة حضرموت، التي حظيت باهتمام «الهلال الأحمر الإماراتي» من خلال برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشروعاتها التنموية، مشيراً إلى أن خطة الهيئة تتضمن تنفيذ المزيد من مشروعات المياه في اليمن، باعتبارها من أهم الاحتياجات الحيوية والملحة للمناطق الصحراوية والجبلية في اليمن.

4

آلاف نسمة يستفيدون من مشروع مياه «حوارم قف العوامر» في حضرموت.

«الهلال الأحمر» تروي ظمأ سكان المناطق الجبلية والصحراوية في عدد من المحافظات.